الإنجاز المفخرة الذي تحقق بقيادة المدرب الوطني عبدالعزيز الخالد ومساعديه، ليس إنجازاً عابراً بل يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار وأن تكثف الجهود ليبقى هذا المنتخب قوياً في إرادة لاعبيه ونموذجاً مثالياً في التغلب على العوامل التي تضعف الهمة لهؤلاء الأبطال وعدم الاستسلام واليأس، وما فعلوه صراحة كان يستحق الثناء.
للمعلومية.. فالمنتخب السعودي الحالي لذوي الاحتياجات الخاصة يوجد بين صفوفه عدد من اللاعبين الذين سبق لهم أن لعبوا لأندية كبيرة، فالحارس عبدالله عسيري تخرج من نادي الشباب تحت إشراف المدرب السوداني - آنذاك - هشام مجذوب قبل أن يحتل مركز الحراسة الأساسية بفريق الحمادة مع زميله المهاجم عمر كسار الذي سجل 13 هدفاً في بطولة كأس العالم الأخيرة، وسبق أن سجل لقب هداف دوري أندية الدرجة الأولى ومحمد الشريمي لاعب الفرع وعويض الوهيب صاحب ركلة الحسم في نهائي الكأس يلعب لمصلحة فريق سدوس بعد أن تدرب تحت أنظار مدرب فريق الهلال الكروي البرازيلي ماركوس باكيتا قبل أن يتولى مسؤولية قيادة المنتخب السعودي الأول، إضافة إلى عبد الله الدوسري الذي سبق له وأن لعب بدرجات فريق الشباب المختلفة.
وسيظل ما قدمه لاعبو المنتخب السعودي في بطولة العالم لكرة القدم لذوي الاحتياجات الخاصة وظهور أخلاقياتهم الإسلامية وطريقتهم المميزة في التعبير عن أفراحهم حينما خروا ساجدين شاكرين لربهم الذي وفقهم في تحقيق أكبر إنجاز في تاريخ الكرة السعودية، وسيظل هذا الإنجاز ذكرى خالدة في أذهان المنتمين للوسط الرياضي كافة، ونتمنى أن تبادر المؤسسات والشركات ورجال الأعمال والاتحادات الرياضية بتكريم هؤلاء الأبطال ومنحهم أكبر المكافآت؛ لأنهم يستحقون ذلك، ولعل اهتمام القيادة الرشيدة بهذا المنتخب والرعاية التي وجدتها بعثة منتخب المملكة خلال مشاركتها في هذه البطولة التي كان لها أكبر الأثر فيما تحقق لمنتخبنا من إنجاز مشرف في هذا المحفل العالمي، ويكفي الجميع الاتصال الحاني من مقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد ببعثة المنتخب السعودي عقب فوزه بكأس العالم في ألمانيا، وهذا الاتصال وسام شرف يعتز به الرياضيون بفئاتهم كافة، وبإذن الله تتواصل الإنجازات للكرة السعودية في الألعاب كلها، وألف مبارك للجميع كأس العالم، وكل عام وأنتم بخير بمناسبة شهر رمضان المبارك، وشكراً لجريدة الجزيرة على تغطيتها المميزة لإنجاز منتخب الاحتياجات الخاصة، وأثبتت أنها الصحيفة الأولى في المملكة بصفحاتها الرياضية الشاملة والمثيرة.
سلطان منيف السهلي
الإنجاز الذي حققه منتخب المملكة لكرة القدم لذوي الاحتياجات الخاصة إنجاز يعد أحد الإنجازات التي تنهمر على رياضتنا السعودية في ظل قائديها سلطان ونائبه فيصل وأنها مفخرة يعتز بها كل رياضي سعودي. إنجاز سعودي ينظم إلى سابق الإنجازات السعودية بكافة قطاعاتها وألعابها المختلفة.
ذوو الاحتياجات الخاصة وقطاعاتها الرياضية المختلفة فئة عزيزة على قلوبنا مهضومة إعلامياً ولا يكاد القارئ يعرف شيئاً عنها سوى الشيء القليل وهذا وبلا شك يرجع إلى بخس حقوقهم الإعلامية من الإعلام لدينا وبشتى أنواعه، وربما هذه النقطة - ويقصد قلمي بها تجاهل الإعلام لهم في ألعابهم المختلفة - قد وقفت بصالحهم وساعدتهم بتحقيق هذا الإنجاز غير المسبوق والذي لم يخطر على بال أحد وحققوا ما لم يحققه غيرهم باستثناء منتخبنا للشباب سابقاً.
هذا الإنجاز أتى بكل هدوء وصمت.. أتى دون إثارة أحرف أو نثر كلمات.. أتى دون فتيل حرب وضغوط نفسية.. أتى دون نشوب حرب كلامية أو كتابية (ادخلوا هذا اللاعب في تشكيلة المنتخب أو اخرجوه)..! أتى دون إثارة أن (هذا المدرب لا يصلح بتدريب المنتخب أو يصلح..)! أتى دون تأجيج أن (هذا اللاعب من ميول هذا الكاتب أو ضده..!).. والتي بطلها وبلا شك الإعلام الرياضي (المتعصب) وما يثيره من أقاويل وما ينثره من أخبار كما هو المشاهد اليوم وبكل أسف مع الأندية والمنتخبات الوطنية.
منتخب المملكة لذوي الاحتياجات الخاصة لعب وأبدع وانتصر وحقق هذا الإنجاز بكل جدارة واستحقاق حقق هذا الإنجاز بكل نفسية (رايقة) بعيدة عن القيل والقال ونثر الأحبار.. حقق هذا الإنجاز بكل هدوء وصمت بعيداً عن زحمة الإعلام وصخبه.
هذا الإنجاز لا يمر كمرور السحاب على رياضتنا دون أن تجني منه ثمرات يستفاد منها في رياضاتنا المختلفة ولعل أجل درس استفاد وأنضج ثمرة قطفت وربما قد غابت عن أذهان الجميع ويلزم علينا أن نستفيد منها ألا وهي البعد عن ما يثيره الإعلام الرياضي (المتعصب) من.. ومن... مما يتكون من هذه الأمور حرباً نفسية تؤثر على نفسيات منتمي الرياضة بكافة قطاعاتها المختلفة كما هو الحاصل الآن.
اللاعبون وبشتى الألعاب المختلفة بشر يشعرون ما نشعر به يحسون ما نحس به يتأثرون لما نتأثر به يتألمون لما نتألم به وليسوا (كرجال آليين) يتحكم بهم بريموت كنترول ويحققون لنا ما نريد تحقيقه منهم، فإذا لم يوفر لهم الجو النفسي المناسب والملائم لهم فكلي يقين لن ولن يحققوا ما يطلب منهم مهما اجتهدوا ومهما عملوا.
ولعل الإعلام الرياضي وبكافة وسائله المختلفة له دور فعال في ذلك إما سلباً أو إيجاباً ولا ينكر ذلك أحد فهو شريك في ما تحققه الأندية والمنتخبات الوطنية إما انتصارات أو إخفاقات.
ولعل ما يخيف قلمي هنا ذلك الإعلام الرياضي (المتعصب) والذي لا يرجى منه سوى الإخفاقات والإخفاقات فقط.
صرخة
تهنئة خاصة لهؤلاء الأبطال ومن وقف معهم وقد أثبتوا للجميع أن الإعاقة مهما كانت لا تقف في طريق الإبداع والإنجاز.
هادي بن لهد العنزي
|