الموقف الذي حدث على الساحة العربية أكبر من أن يصفه قلم أو يسهب فيه حديث.
والحرب التي شنت على دولة لبنان لهي برهان فعلي على إصرار جبروت الترسانة اليهودية، وعملها الاجرامي الذي تقوم به بكل ما أوتيت.. فالمجتمع الإسرائيلي الهجين وسياسة التدمير والقمع الشامل لدولة لبنان يدلل على عجزها بالكامل وربما لإسرائيل مآرب بعيدة أخرى.
ما حدث على الساحة العربية أكثر مما يحتمل والمشكلة قائمة لا يمكن إخماد فتنتها طالما هناك أفواه تفتح وتدلي بأقوال لا أفعال، وأعني لبنان المنشطر إلى طوائف وأحزاب.
- لبنان يحترق فوق صفيح ساخن -!
فمتى ندرك أن جرح وطن عربي هو جراح لكل الأوطان؟!
ولا زلنا نسكب ملحاً فوق جراح الوطن.
إن إسرائيل صاحبة الكثير من الانتهاكات منذ أزمان ولا زالت تعمل بإصرار على تغيير دائرة الاستراتيجية العربية.
فهل من أمل عربي كي نبقى كما في الحلم يداً بيد وقلباً بقلب وروحاً بروح؟!
ومتى ينتهي عصر القهر الذي نعيش فيه؟
أم أننا نتمزق كل يوم عن ذي قبل والصمت العربي يدوي والطاغية تواصل ولا مجيب.
إلى صديقتي الشاعرة سوزان عليوان التي تعيش خرافة وطن جريح في ظل الظروف الراهنة التي يتعرض لها وطنها ولا زالت تتسلح بالايمان والعزيمة والثبات.
أهديها قصيدة محمود درويش عابرون في كلام عابر:
(1)
أيها المارون بين الكلمات العابرة
احملوا أسماءكم، وانصرفوا
واسحبوا ساعاتكم من وقتنا وانصرفوا
واسرقوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة
وخذوا ما شئتم من صور، كي تعرفوا
أنكم لن تعرفوا
كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء.
(2)
أيها المارون بين الكلمات العابرة
منكم السيف - ومنا دمنا
منكم الفولاذ والنار - ومنا لحمنا
منكم دبابة أخرى - ومنا الحجر
منكم قنبلة الغاز - ومنا المطر
وعلينا ما عليكم من سماء وهواء
فخذوا حصتكم من دمنا.. وانصرفوا
وادخلوا حفل عشاء راقص.. وانصرفوا
وعلينا نحن أن نحرس ورد الشهداء
وعلينا، نحن، أن نحيا كما نحن نشاء
|