إلى.. الأم.. الأخت.. إلى طالباتها.. ومدرستها.. إلى المحزونين لفراق الأحبة..
إلى صبا التي لم تعرف من الكلمات سوى ماما.. رسالة صبا.. ولا لنا إلا أن ندعو الله لها بالمغفرة والرحمة والقبول الحسن.. آمين.
إلى جدتي..
آه.. جدتي.. أعزيك أم أعزي نفسي..
أنا ابنتها وهي ابنتك
أنت أمها وهي أمي..
مَنْ يعزي مَنْ؟....
سؤال كبير.. كبير.. على عمري
وجوابه.. لا يستوعب.. أحزانك وأحزاني
جدتي..
أمي رحلت..
ولكن.. هل ستعود؟؟؟
أعلم.. لا لا لا.. لن تعود..
أنت قلت لي ذات يوم
أتذكرين.. حينما سألتك عن جدي..
قلت رحل ولن يعود..
وأمي لن تعود..
ولكني سأدعو الله أن ألتقيها عنده
في خير دار وأعظم جوار
أتعلمين جدتي آنذاك؟؟
سأضمها إلى صدري وأهمس في أذنها
أمي.. أمي.. كم اشتقت إليك..
وددتك معي.. عندما..
لامست أحلامك وآمالك
آه أمي.. رحلت
ولم يتسنَ لك أن تري
خطوتي الأولى
ويومي الأول في المدرسة
ويوم نجاحي..
ويوم تخرجي..
ويوم زفافي..
أمي.. لم يفُتْك شيء
فلقد رحلت إلى مكان أرحب
وإلى رب أرحم..
جدتي......
هل قالت لك أمي كم تحبني؟؟
وكم زاد حبها لك يوم مولدي..!!!
أكيد يا جدتي أنها رحلت ولم ترتوِ مني..
والأكيد أننا منها لم نرتوِ..
تذكرين يا جدتي..
كانت لها رائحة مميزة
عندما أشمها.. يدخل السكون إلى قلبي..
وأرى الكون ضياء وسلاما سرمديا..
جدتي... لا تبكين..
وأرجوك لا يطول حزنك..
فالله حينما اختار أمي
كان بنا رحيما..
حفظك لي وأمي جزء منك!!
حفظني لك وأنا قطعة منها!!
فأنت أمي.. وجدتي.. بل أنت دنياي وكوني.
أنا أحبك وسأظل أحبك
وعندما نشتاق إليها
سأضمك وتضمينني
ونشتم من بعضنا
شيئا من رائحتها المميزة.. التي لا تكون إلا بيننا فقط؟؟؟
سندعو لها..
سنتصدق عنها..
وعندما أكبر سأحج لها وأعتمر..
وسنصبر يا جدتي يا أمي..
نصبر يقينا.. وإيمانا
بقدر الله.. وبوعده جَلّ شأنه
القائل: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ. الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ. أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (البقرة 155-157).
|