* أجرى اللقاء - أحمد العجلان:
طارق التويجري اسم كبير في عالم الكرة السعودية من خلال وجوده على كرسي نائب رئيس الهلال، وليس هذا فحسب ولكن لأنه قدم نفسه في هذا النادي العملاق بشكل يثير الإعجاب، ولأن التويجري بات اسماً مهماً ورقماً كبيراً في الهلال، فقد بحثنا عن هذا الحوار الذي تأخر كثيراً لظروف مختلفة ولكن في النهاية كان ظهور التويجري من خلال منبر (الجزيرة).. لن نطيل إليكم الحوار:
******
* بداية كيف ترى العمل في مجلس إدارة أحد أكبر الأندية الآسيوية نادي الهلال، وهل ترى أن بيئة العمل الرياضي أصبحت مهيأة لاستقطاب الكفاءات الإدارية للعمل فيها؟
- العمل في الأندية بشكل عام وفي نادي الهلال بشكل خاص ذو خصوصية واستثنائية إلى حد ما، فتجد الكثير من الشخصيات العملية تتواجد في مجالس إدارات تختلف طبيعة نشاطاتها وأهدافها بينها البين، ولكن ما يهم هنا هو توفر الخبرة العملية والكفاءة الإدارية لدى الشخص والتي من شأنها أن تمكنه من فهم آلية العمل داخل المنظومة ذاتها وبالتالي المساعدة على تسييرها أو تطويرها، تبقى عملية الحس المتوافق مع طبيعة نشاط هذه المنظومة سواء كان هذا الحس رياضياً أو صناعياً او استثمارياً وضرورة تواجده في الشخص مرهوناً بالمهام والصلاحيات الموكلة للعضو نفسه، والعمل في القطاع الرياضي ممثلاً في مجالس إدارات الأندية تتبع لهذا السياق، غير أن المتابعة الإعلامية الكبيرة للرياضة في السعودية وحجم التسليط الإخباري عليها وعلى تحركات العاملين فيها يكسبها هذه الخصوصية والاستثنائية، فمن يعمل في نادي الهلال مثلاً يجب أن يملك الحصانة الكافية من مؤثرات الإعلام السلبي كذلك يجب عليه أن يحتمي من العاطفة الجماهيرية وعليه يجب أن يأتي طرحه وفق رؤى عملية وفنية وإدارية حتى يكون القرار في الأخير ناضجاً ومقارباً للصواب. نعم أحياناً من العقلانية أن يكون القرار آخذاً في تكوينه جانب العاطفة الجماهيرية أو الضغط الإعلامي ولكن لا يجب أن يسيطر عليه على الإطلاق. وهذا لا يحدث إلا في الأندية ذات الجماهيرية الطاغية.
* هل معنى هذا أنكم لا تهتمون برأي الإعلام والجماهير في اتخاذ قراراتكم؟
- بل نهتم، وأنا قلت لك الإعلام السلبي هو الذي يجب ألا نأخذه غالباً في الاعتبار، نفس الشيء ينطبق على عاطفة الجماهير.
* ماذا تقصد بالإعلام السلبي؟ هل معنى ذلك أنكم لا تأبهون بالنقد ولا يروق لكم؟
- اطلاقاً ليس هذا مقصدي، من يمدحنا بما ليس فينا هو إعلام سلبي، لأنه يؤدي إلى التراخي والكسل والغفلة، ومن يصنع لنا منجزات لم نعملها هو إعلام سلبي، الإعلام السلبي هو الشطط عن الحقيقة والتعليق عليها، سواء كانت هذه الحقيقة جميلة أم مشينة.
* عرف عنكم في إدارتكم الحالية أنكم اقتربتم من الجمهور الهلالي وكثيراً ما تتعاطون معه، عكس ما يحدث في السابق والإدارات السابقة، ألا تتعارض هذه الحقيقة مع ما تقوله بأن لا تأثير للعاطفة الجماهيرية على قراراتكم؟
- أخي الكريم الجمهور هو سلاح يؤدي بك للنجاح، وهذا السلاح من الممكن أن يضر فريقك وناديك لو انقلب ضدك، ولأن كل ما يعمل حقيقة هو من أجل هذا الجمهور واسعاده، أتى تقربنا من هذا الجمهور ومحاولاتنا جعله شريكاً في قراراتنا، رأينا حقيقة نتاج ذلك التقارب الكبير مع الجمهور ورأينا كيف أن الأمير محمد بن فيصل استطاع أن يرسم علاقة ود وتفاعل مع الجمهور لم يسبق لها مثيل. فلك أن تتخيل خمسين ألف متفرج وهم يتفاعلون مع شاب شعر بشعورهم وانغمس في طموحاتهم وانطلق إلى أن تكون هي الهدف. حقيقة ما أجمله من تعايش. ولكن في نفس الوقت كان الأمير محمد بن فيصل يعي أن القرار قرار، وأن لكل قرار أسبابه ومرتكزاته، ولهذا تحقق النجاح بفضل الله ومنته. ولأختصر ما أردت قصده هو أن القرار أي قرار دوافعه عبارة عن نسب مختلفة من المرتكزات، أحياناً لا يحمل هذا القرار أي نسبة من الدافع الإعلامي أو الجماهيري، وأحياناً يحمل نسباً معينة وخفيفة منه. وقد يكون ولكنه من النادر جداً أن للاعتبار الجماهيري والإعلامي الدور الكبير في اتخاذ قرار ما.
* قلت أن القرار أحياناً يأخذ في حسبانه الضغط الجماهيري والإعلامي، هل سبق أن اتخذتم أنتم قرارات من هذه النوعية؟
- نعم.
* هل لنا أن نعرف مثل ماذا؟
- هناك قرار سبق أن اتخذناه على هذا الاعتبار ولكني أتحفظ عليه، وبالمناسبة هو قرار فقط وقتي يهدىء الأجواء، وأنا اعتقد أن من الحكمة أحياناً أن تتخذ قرارات بمثل هذه النوعية لأنه لا تفسير لأن تستثمر شيئاً وأنت تعرف أن الأجواء الصاخبة لن تجعله ينتج على الإطلاق.
أيضاً هناك قرار شعرت بمراراته ونحن نتخذه وهو الاستغناء عن المدرب كليبر، فقد كان العامل الأكبر لاتخاذ القرار هو الإيمان بأن الأجواء لن تكون صحية لعمله، فالإعلام بتعاطيه لن يدع له متنفساً ليعمل وسيؤجج الجماهير عليه بين الحين والآخر وسينغص عليه الشيء الكثير. ولهذا آثرنا التعاقد مع اسم كبير ومقنع للجماهير والإعلام.
* يعني هذا أنكم أقلتموه من غير قناعة وهذا شيء خطير؟
- أولاً نحن لم نقله والصحيح لم نجدد معه، وفعلاً نحن كنا نعتبر المدرب ونحن الأقرب لعمله مدرباً بارعاً من الناحية الفنية والكروية، يملك دهاء ونظرة فنية حادة ويملك مواصفات لا تتواجد في كبار المدربين اسماً، فهو قارىء خصم من الطراز الأول وعليه يبني التشكيلة المناسبة وصاحب قدرة على التغيير أثناء المباراة ومعد ومطور للاعبين. ربما هذا الكلام يعد غريباً عليك وعلى الكثير، ولكن صدقني هذه امكانات المدرب التي كنا نقف عليها مباشرة، هو مدرب خسره الهلال بكل ما تحمله الكلمة، وهو مدرب مباريات كبيرة ولغة الأرقام تقول ذلك، فلو تتذكر مباراة الهلال مع الشباب في نهاية الدور الثاني والتي فزنا بها واحد صفر من ثنائية جيوفاني والشلهوب، كذلك مباراة نهائي ولي العهد مع الأهلي وكيف ضرب مدرب الأهلي نيبوشا وفاجأه حينما درسه جيداً وعرف كيف يسجل الأهلي وبأي طريقة من خلال التقاطعات التي كان يعملها عبدالحق العريف ومالك معاذ وادريان أيضاً مباراة الاتحاد في مباراة نصف نهائي ولي العهد وكيف عرف أن يقلص خطر ثنائي الاتحاد محمد نور وكالون حتى أن كالون لم يجد لنفسه حلاً بعد الشتات الذي عاشه أثناء المباراة إلا أن يعود إلى خط الوسط ليلامس الكرة، كذلك مباراة العين في الرياض رغم النقص والظلم التحكيمي وتكامل الخصم، إلا أن الفريق استطاع بدهاء ومكر كليبر أن يتجاوز هذه الظروف ويحقق الفوز. كذلك لا ننسى مباراة ماشال الأوزبكي عندما فزنا عليه بنتيجة كبيرة قوامها خمسة أهداف، هل تصدق أن كل هذه المباريات الكبيرة لعبها الفريق في غضون شهر واحد وقدم فيها مستويات مبهرة وممتعة برغم الإرهاق الكبير الذي كان يعانيه اللاعبون النجوم من مشاركات المنتخب، وحتى مباراة الشباب في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين كان الفريق قريباً من الفوز لو جاءت احدى الفرصتين المحققتين لياسر القحطاني قبل هدف الشباب، إضافة إلى أنه وكما قلت لك الإرهاق الذي كان عليه اللاعبون قبل هذه المباراة ساعد في خساراتها. إذاً لا اعتقد أن مدرباً أياً كان هذا المدرب يواجه وبشكل متتالي ومتتابع مباريات كبيرة الواحدة تلو الأخرى ويتطب منه الفوز ولا غيره في كل هذه المباريات وأمام فريق كبير أن يحقق مثل هذه النتائج وهي خمسة انتصارات من أصل ست الا وهو مدرب كبير وجدير بالاحترام حقاً، هذا اختبار حقيقي وكبير لأي مدرب ولأي فريق.
* إذاً انتم ارتكبتم خطأ بأن خسرتم مدرباً كان ناجحاً؟
- بل ربما علمنا ما يجب عمله لتلافي مشكلة كانت ستحدث لو استمر المدرب في اجواء كتلك، يا أخي في الأخير نحن لن نعمل بمنأى عن الوسط الخارجي، فحتى لو عزلت المدرب عن هذه المؤثرات لن تستطيع أن تعزل كل اللاعبين.
* وماذا كانت قناعة الأمير محمد بن فيصل في هذا الأمر؟
- الأمير محمد على فكرة من أفضل من واجهت فهماً لكرة القدم، فهو عميق في النظرة وصاحب رؤية كروية عجيبة، وكانت قناعتنا جميعاً تصب في هذا الاتجاه وبقوة، ولكنه لم يجد تأييداً من أعضاء الشرف على الإطلاق.
* إذا كان كليبر مدرباً ناجحاً برأيك إذاً لماذا اقلتموه عندما كان يعمل مساعداً للمدرب باكيتا في عامكم الأول؟
- هذا كان بطلب من باكيتا نفسه، فقد اختلفا مع بعض في رطيقة العمل، مما جعل باكيتا يطلب منا اقالته، وقد كنا في خيارين لا ثالث لهما بعد عجزنا عن اصلاح ذات البين، أما إقالة باكيتا أو إقالة كليبر، وحينها كان المنطق يحتم علينا إقالة كليبر.
* بمناسبة ذكر المدرب باكيتا، ما سر الصراع الخفي بينكم كهلاليين وبين باكيتا حالياً كمدرب للمنتخب السعودي الأول؟
- إطلاقاً لا يوجد صراع، ولكن من حقنا أن نعبر عن تذمرنا حينما نجد أننا نحرم من نجومنا وبالمقابل لا نجدهم يشاركون مع المنتخب، فالخثران والشلهوب والدعيع تم حجبهم عنا طويلاً الموسم الماضي نتيجة المعسكرات المتتالية، وفي الأخير نجدهم خارج التشكيلة. يعني في حقيقة الأمر لم يترك لنا السيد باكيتا فرصة لأن نتفهم وضعه، فمثلاً في بداية معسكر المنتخب هذه السنة ضم فيما ضم من الهلال ثلاثة محاوره دفعة واحدة وهم الغامدي وعزيز والغنام وتمت اعادة عزيز لنا وهو مصاب وهي الاصابة التي لحقت به في كأس العالم ولم يعالج بعدها بشكل جيد مع أنه كان تحت مسؤولية المنتخب، والغنام كان عائداً من اصابة طويلة منذ الموسم الماضي وكان انضمامه للمنتخب محل استغراب، حقيقة فقد كان بحاجة إلى برنامج لياقي وتأهيلي كبير ومن الغريب جداً أن تضم لاعباً توجد عنده فروقات كبيرة بينه وبين زملائه الآخرين من الناحية الاستعدادية اللياقية والصحية والبدنية. وبالفعل هو لم يشارك مع المنتخب إلا دقائق محدودة بل عاد مصاباً. أيضاً ضم أحمد خليل قبل يومين من مباراة الهند ولم يشارك على الإطلاق أيضاً، كذلك قام بضم الصويلح بعد أن أعاد ياسر القحطاني مصاباً مع أنه أيضاً أصيب مع المنتخب ومسؤولية معالجته مفترض أن تكون على المنتخب، ولم يشارك الصويلح إلا في دقائق معدودة. أنا اعتقد أن هذا الضم والابعادت تحدث خللاً في اللاعب وتؤثر عليه نفسياً بل تعيده إلى الوراء كثيراً.
* هل معنى هذا أنكم لا تتمنون بضم لاعبيكم إلى المنتخب؟
- أولاً ثق بأن مصلحة المنتخب تعنينا جميعاً وأنها فوق كل اعتبار، ولكن طرحي السابق تأثيره المباشر على نادي الهلال ولكن تأثيره الكبير وغير المباشر على المنتخب، ولكي لا أحصر الحديث عن الهلال فإني اعتبر ان النادي يعتبر جزءاً وان المنتخب هو كل، فإن حطمنا وأضعفنا جزءاً ما فسنجد حتماً أننا حطمنا أوتماتيكياً هذا الكل وبالتالي شيئاً فشيئاً يصبح هذا الكل ضعيفاً. أتمنى حقيقة أن يعي السيد باكيتا ما معنى أن تضم لاعباً بمجرد تكملة عدد، وخاصة إذا كان هذا اللاعب ما زال صغيراً. الاستقرار مطلوب للجانبين لا بالنسبة لمدرب المنتخب ولا بالنسبة للاعب نفسه الذي يضم ويستبعد في الموسم ثلاث أو أربع مرات، فالصويلح مثلاً تشتت من كثرة الضم والاستبعاد، فلا يكاد يستقر مع مدرب النادي ويكسب ثقته ويبرز في مباراة أو اثنتين إلا ويضم للمنتخب ومن ثم يعود بعدها ليجد نفسه مجبوراً على بذل جهد جديد لمدرب النادي ويحارب لأخذ الفرصة مجدداً. يا أخي انظر إلى محمد أمين لاعب ليس أساسياً في ناديه وانما عندما استقر في المنتخب وجد نفسه أساسياً. الاستقرار ضروري لكل لاعب، هذا فضلاً عن المعسكرات الطويلة التي اعتقد أنها من دلائل انعكاساتها بانت للجميع.
* يقال إن السيد باكيتا حينما كان مع الهلال كان ينتقد برنامج المنتخب وكثرة معسكراته والتي يعدها تخلفاً وطرقاً قديمة في الاعداد والتحضير، هل هذا صحيح؟
- نعم هذا صحيح، وأنا اعتبر ان المعسكرات الطويلة والكثيرة طامة كبرى وانعكاساتها سلبية جداً جداً، هل تعلم وأنا اعرف ان هذا الكلام يعتبر مؤلماً؟ هل تعلم أن كثيراً من اللاعبين وخاصة الذين مكثوا مع المنتخب طويلاً لا يفرحون بضمهم للمنتخب؟ وهذا ليس مقصوراً على اللاعبين الهلاليين وحسب بل وصل إلى أن بعضهم يتمنى أن يجد طريقة للاعتذار. هذه حقيقة ويجب علينا مواجهتها وليس دمدمتها. وأنا أسوقها للمصلحة الملحة والبحث عن أسبابها ولكن السؤال هنا هو لماذا هذا..؟ هذا من نتيجة المعسكرات الطويلة المتكررة المملة جداً، لا تتخيل كيف هي تأثيرها على نفسية اللاعبين، بل ربما تحدث مع كثرتها ورتابتها مشاحنات بين اللاعبين أنفسهم، والكرة ليست عسكرية تتطلب جهداً عضلياً وكفى، بل هي حضور ذهني وانتشاء نفسي ومزاج رائق لكي يعطيك اللاعب ما عنده. اللاعب ليس مكنة بل انسان، الكرة ابداع مثلها مثل الرسم مثل الشعر تتطلب ابداعاً في معسكر تونس الذي اقمناه كان مدته 16 يوماً وكان يشمل لاعبين جلهم لم يخوضوا معسكرات طيولة من قبل، ولله الحمد وجدنا أن مدة المعسكر كانت بالمقاييس بحيث لو مكثنا يوماً آخر أو يومين لأدى إلى ملل وتذمر.
* هل فقط المعسكرات الطويلة والمتكررة وكثرة الاستدعاءات والاستبعادات هما ما يعيبان برنامج المنتخب أو تحديداً منهجية السيد باكيتا؟
- بالطبع هذا ما نختلف عليه مع السيد باكيتا أو ما يخصه تحديداً، وبالمناسبة نحن لا نطالب بشيء غريب وانما ننادي بعصرية المنهج، وننادي بما يعمل به في غالب الدول المتقدمة كروياً، بل حتى الدول العربية تفعل ذات الشيء وهي الاستدعاء والتجمع المتعارف عليه، أي قبل اسبوع من أي مباراة للمنتخب كحد أقصى، رأينا كمثال كيف أن طارق التايب لم يلتحق لمباراة منتخبه الرسمية إلا قبل موعدها بيومين، إلا إذا كانت لجنة المنتخبات هي التي مقتنعة بهذه الطريقة وإنها هي الطريقة المثلى لتجهيز اللاعبين، فهنا نبرأ ساحة السيد باكيتا، ويجعلنا نطالب بأن تعوض لجنة المنتخبات الأندية التي غاب نجومها زيادة على المدة المتعارف عليها بأن تعوضها عن قيمة هذا الغياب مادياً من قيمة عقد اللاعب الذي دفعه ناديه له، فليس من المعقول أن يتكلف ان النادي وهو الفرع من الاتحاد السعودي ملايين الريالات لشراء أو تجديد عقد لاعب ما وفي الاخير لا يجده يشارك معه إلا في مباريات محدودة في الموسم، وهذا على المدى البعيد سيؤدي بأعضاء الشرف إلى العزوف عن المساهمة في صفقة تجديد لاعب ما أو شرائها. الاتحاد السعودي أقوى من جميع الأندية وعليه إذا أراد الاستفادة من اللاعب زيادة عن المدة المتعارف عليها يجب أن يدفع للنادي القيمة المكافئة لفترة هذا الغياب من قيمة العقد. نحن لا نرى هذا الشيء يحدث بل نرى وللأسف ما يتم هو أسوأ من ذلك، فاللاعب يمكث في معسكرات المنتخب ويستفاد منه اعلانياً على حساب الأندية. ولكي أوضح ما أقصده تحديداً شركة موبايلي مثلاً عندما حسبت الأمور وبشكل بسيط أخذت رعاية المنتخب بمبلغ مادي أقل مما لو تعاقدت مع الأندية بشكل مباشر ومنفرد للاستفادة من التسويق الدعائي والاعلاني من اللاعبين، وهي ذكية بحق عندما استغلت هذا الوضع وضربت عشر عصافير بحجر حينما رأت أن صفوة لاعبي الاندية يكون تواجدهم مع المنتخب ما يوازي تواجدهم مع انديتهم، فأنت ترى دعاية موبايلي باستمرار في صور ومباريات المنتخب الطويلة. أنا أسأل ألم تتضرر الأندية من هذا الشيء، فلو كانت مدة برامج المنتخب قصيرة كما هو متعارف عليها لدخلت موبالي بقوة لكسب التعاقد مع الأندية التي تملك نجوماً كثر وكلفوا انديتهم طائل الأموال. أتمنى ألا يفهم كلامي عن منحاه الذي اردت ايصاله، فالوقت حان لتغيير المفاهيم وتحريرها، والمسؤولون الآن ينادون بإتاحة الفرصة للاعبين السعوديين للاحتراف الخارجي ولكن يجب أن نعي أن الأندية الخارجية لن تستجيب وتسمح حينها للاعبين السعوديين بالانخراط في معسكرات كتلك ولا تتواءم مع تعليمات الفيفا.
* ولكن رأينا مؤخراً أن الاتحاد السعودي والرعاية العامة لرعاية الشباب فتحت المجال للأندية من أن تستفيد من ريع الاعلانات ودخول الجماهير؟
- لا شك انها خطوة للامام وهي دعامة للأندية بشكل كبير، ونحن نثمن للرعاية العامة للشباب والاتحاد السعودي لكرة القدم ممثلة في صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل هذه القرارات المباركة، ونعتبر أن هذا تمهيد كبير للخصخصة المأمول تطبيقها، فالأندية هي المصانع التي تعد وتطور وتنتج اللاعبين النجوم، وهي الاستثمار الحقيقي لتطور الكرة السعودية، ونحن بدورنا ننتظر حقوقاً أخرى يجب أن تنطلق وبأسرع وقت، كحفظ حقوق الشعارات وحقوق النقل والقنوات الخاصة وأشياء كثيرة. باختصار يجب أن تصل الأندية إلى الحد الأدنى من الاكتفاء الذاتي والاعتماد على مواردها. وهذا لا يتأتى إلا بتشجيع المستثمرين وتوفير مناخ الأمان الاستثماري لهم في الأندية البعيدة عن البروقراطية والعراقيل المعروفة.
* دعنا نذهب إلى الحديث عن نادي الهلال، كيف ترى حظوظ الفريق الهلالي بعد اخفاق البطولة الخليجية؟
- أرى أن أمامنا عمل جبار وكبير حتى نتجاوز الخروج الخليجي، الصعوبة والتحدي فقط تتمثل في ضرورة التركيز والتركيز فقط في العمل الحثيث والجاد نحو الامام. وهذا ما يتطلب منا كإدارة وجهاز فني وحتى لاعبين يجب ألا نلتفت لعوامل التشتيت التي تأتي من هنا وهناك، في اعتقادي أن هذا امتحان جديد ومهم لنا وعلينا أن نتماسك جيداً حتى نتجاوز صعوبة المرحلة.
( يتبع)
|