Friday 22nd September,200612412العددالجمعة 29 ,شعبان 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

اليوم الوطني المجيد اليوم الوطني المجيد
عبد الفتاح بن أحمد الريس

جميلة هي الأيام، لكن مع ذكرى يوم التوحيد المبارك لهذا الوطن العزيز الذي يصادف اليوم نحسبه الأجمل في نظرنا وفي نظر كل منتمٍ ومحب لهذا الوطن الكريم المعطاء.. ذلك لأن هذا اليوم الأغر يمثِّل نقطة تحوُّل في تاريخ بلادنا من حياة البؤس والشقاء والفوضى والتشتت والتناحر فضلاً عن الجهل والفقر وانتشار الأوبئة والأمراض إلى حياة الأمن والاستقرار ورغد العيش وكل ذلك تمَّ بفضل المنعم الواحد الأحد ثم بفضل الجهود المخلصة والحثيثة للملك عبدالعزيز آل سعود - طيَّب الله ثراه -.. الملك الملهم والقائد المظفر الذي لم تمنعه رمال الصحراء والرمضاء من التحرُّك بين جنبات هذه البلاد أو السفر وهو حافي القدمين لأجل لمّ شمل هذه الأمة على كلمة سواء، أو تحده متاعب السهر الطويل أو المشاغل الخاصة عن العمل المتواصل في سبيل بناء هذا الوطن وخدمة مواطنيه، وإنما جاهد وكافح وناضل وضحى من أجل تحقيق هذا المبتغى الوطني النبيل بتوفيق الله تعالى، ولا غرابة في ذلك! فهو قائد بالفطرة وملك محنك ومقدام شجاع.
قال عنه أحد المؤرخين العرب (... بأنه الملك الذي كان ولا يزال وسيظل بإذن الله تعالى حياً في أذهان الناس بما قدَّم من معروف وبما أسدى للإنسانية من عمل الخير.. وخير العمل كما أنه في عمق التفكير وسمو التدبير مثله في شجاعة القلب وروعة التضحية.. وهو في تقواه وورعه مثله في دهائه ومكره وذكائه).
فيما وصفته (أندريه فيوليس) الكاتبة الفرنسية عام 1937م بقولها: (بأنه الملك الذي كان حاد النظرات كثير الحذر في حديثه.. كما أنه كان ينظر إلى محدثه ويدرسه دراسة سريعة.. أسس ملكه بين عشية وضحاها دون وجل.. كان طويل التروي ولا يحب المجازفة معتقداً أن الاستعداد لأي أمر ودراسته هما الوسيلتان للنجاح) وهو القول الذي يُفهم منه التخطيط في أروع معانيه على الرغم من أنه أي الملك عبدالعزيز لم يتعلم عناصر الإدارة أو فنونها وإنما انطلق من واقع فطرته السليمة النقية وإيمانه القوي بالله تعالى من أجل هذه الوحدة المباركة التي ننعم بخيراتها اليوم ونتفيأ ظلالها بكل فخر واعتزاز ولله الحمد والمنة.. فما أجمله من وطن آمن ومستقر ومعطاء، وما أجدرنا ونحن نقوي عرى الترابط والاعتصام والتعاون فيما بيننا ليظل وطننا هذا شامخاً بين الأوطان وبمنأى عن كل ذي عوج وسط عالم مليء بالمتغيرات الحياتية الصاخبة والنزاعات العالمية المتأججة والقلاقل والفتن ما الله به عليم. بقي أن نقول بهذه المناسبة الغالية بأن تقدمنا إلى الأمام لمسايرة ركب الحضارة والتطور يكمن في تفانينا وتأديتنا لكل عمل يُناط بنا بكل همة وأمانة وإخلاص لخدمة هذا الوطن الكريم، وليس العكس أو كيفما يراه أو يخطط له الحاقدون أو المغرضون ممن همّهم سلب إرادتنا وكسر طموحاتنا أو تدمير بلادنا ومقدَّراتها بأي شكل من الأشكال، فوطننا عزيز على قلوبنا جميعاً بقدسية الزمان والمكان، ومن هنا كان لزاماً علينا الذود عنه والمحافظة عليه وخدمته بكل ما أُوتينا من قوة.. سائلين الله الذي لا تضيع ودائعه أن يقي هذه البلاد من كل سوء ومكروه وأن يحفظ لنا قيادتنا الراشدة - أعزها الله - وأن يجعلنا جميعاً بناة خير لا هدم لما فيه عز هذا الوطن ورفعته وتقدمه وازدهاره وبالله التوفيق.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved