التفت حولي بهدوء غريب يميناً ويساراً.. أقاوم وأصر على أن أرضي وأحقق كل أحلامي رغم أنها تقطعت.. أشعر بأن هناك شيئاً غريباً لا أفهمه.. كل شيء حولي سراب يتحرك.. لا أستطيع أن أمسك بأي شيء.. أهيم حولي لا أجد سوى نفسي ولا أدري ما هي الأسباب.. قد تكون معطيات نفسية.. وقد تكون أحلامي كبيرة لا تستوعب واقعي.. وقد.. لقد سئمت التفكير في كل شيء وأخاف أن أرتكب جريمة بأفكاري.
كم أعاني من تقلبات فصول حياتي الوقتية.. المزاجية.. البلادة.. هكذا هي الحياة حاولت أن أبحر معها مراراً لأشق طريقي نحو شاطئ أحلامي فينكسر مجدافي في كل مرة وأغرق في الأعماق.. لا أدري إن كان هذا قدري لوحدي أم هو قدر الانسان مع حياته.. أنظر حولي لأجد أنه قدر الإنسان الذي ظل طويلاً يصارع نفسه، كانت حياته تصارع حياته، وكانت عضلاته تشتد مع الأيام ومع المقاومة الدائمة ضد كل الحراسات القوية المقامة حوله.. لقد قاوم بالذكاء الذي يقاوم به الموج صخور الشاطئ، وبالذكاء الذي يلطم به الاعصار الجارف وجه اليتيم الضال في كبرياء العاصفة..
إنني كسجينة حكم عليها بالمؤبد تتحرك حركات قوية وتخطو أوسع ما تستطيع أن تخطو، ولكن هل غادرت سجنها؟ لقد غيرته وشادته من جديد دون أن يفارقها أنها لا تريد مفارقته كما لا تستطيع.. لقد استبدلت قيوداً أقوى وأجمل وأحدث بقيود أقدم وأضعف.. إنه سجن مكان سجن، وقيود بدل قيود أخرى، وعبث بعد عبث.. وبعد أن ناخت قواي أعلنت استسلامي، أشعر بها ثانية وكأنها تحملني بين أمواجها لتساعدني، فيا عجبي منها.. لا أريد منك شيئاً.. كل ما أريده أن تنصفيني في عالمك هذا.. أسألك بالله متى يصفو مزاجك العكر؟؟. ومتى تهدأ رياحك؟؟ ومتى يغمرني ربيعك؟؟..
أريد إجابة واضحة ليست باهتة.. لكي أضع يدي بيدك ونبحر معاً وترسي بي في أمان على شاطئ الحب والوئام.
|