Sunday 17th September,200612407العددالأحد 24 ,شعبان 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الطبية"

ضعف السمع عند الأطفال ضعف السمع عند الأطفال

إن النطق لدى الطفل يتطور في الحقيقة نتيجة للمحاكاة والتقليد للمكتسبات اليومية والمرتبطة بما يسمعه الطفل وبدرجة الذكاء لديه، ففي البداية يجب أن يسمع الطفل الصوت من ثم أن يفهم ما يعنيه هذا الصوت وأن يحفظه ثم يحاول إعادة نطقه وبعدها يتدخل الذكاء وهو العنصر الأساسي في التعرف على الصوت ومعناه ومقارنته حسياً مما يؤدي بالنتيجة لمعرفة الكلمات وتشكيل النطق تحدث عملية السمع عندما تصل ذبذبات الصوت إلى داخل الأذن وتقوم الأذن بتحويل هذه الترددات أو الذبذبات إلى إشارات عصبية حتى يتمكن المخ من التعرف عليها على أنها صوت وتتكون الأذن من 3 أجزاء رئيسية هي الأذن الخارجية والوسطى والداخلية ويحدث ضعف السمع التوصيلي عندما تكون الإصابة في الأذن الخارجية أو الوسطى حيث تؤدي إلى مشكلة في توصيل الصوت إلى الأذن الداخلية أما ضعف السمع الحسي فيحدث عندما تكون الإصابة في الأذن الداخلية أو العصب السمعي حيث تحدث معظم حالات ضعف السمع نتيجة الضرر الذي يحدث لقوقعة الأذن وقد يحدث خلل في الخلايا العصبية أو في الشعيرات الدقيقة وبالتالي لا ترسل إشارات بشكل سليم إلى المخ.
- يحدث ضعف السمع التوصيلي عند الأطفال عادة بسبب تكون سوائل داخل الأذن الوسطى (ارتشاح خلف طبلة الأذن) ويتكون بسبب وجود لحمية خلف الأنف التي تسبب انسداد في قناة تهوية الأذن الوسطى ومن الأسباب الأخرى وجود الشمع الذي يسد قناة الأذن الخارجية أو أن يضع الطفل جسما غريبا بقناة الأذن الخارجية مثل خرزة أو حبة بقول ومن الأسباب الشائعة أيضا بين الأطفال هي التهابات الأذن الوسطى الحادة والمزمنة وما يترتب عليها من حدوث ثقب بطبلة الأذن وتأكل بعظيمات الأذن الوسطى.
- أما ضعف السمع الحسي فيرجع 50% من أسبابه إلى أسباب وراثية قد تكون مصحوبة بمشاكل صحية أخرى في الجسم تسمى صمم مرتبط بمتلازمة وقد تكون غير مرتبطة بمتلازمة أما الأسباب الأخرى لضعف السمع الحسي في الأطفال فتنقسم إلى أسباب أثناء الحمل وأسباب أثناء الولادة وأسباب بعد الولادة.
أسباب أثناء الحمل: الحميات التي تصيب الأم أثناء الحمل وخاصة في الشهور الأولى ومن أهمها الحصبة الألماني أو الإصابة بجرثومة التكسوبلازما أو فيروس السيتوميجالو والأدوية الضارة بالجنين وكذلك التدخين أسباب أثناء الولادة.
- الولادة المتعثرة والتي تؤدي إلى نقص الأوكسجين للجنين.
- التوائم أو صغر وزن الجنين (أقل من 1500جم).
- الولادة المبكرة.
أسباب بعد الولادة:
- الولادة بالصفراء بعد الولادة.
- الإصابة بالحميات المختلفة (الحصبة - الجديري - الحمى الشوكية - الغدة النكفية).
- تعاطي الأدوية المضرة بالعصب السمعي والأذن الداخلية مثل الجينتاميسين.
- إصابات الرأس مثل حدوث كسر في قاع الجمجة وهناك حوالي 25% من أسباب الضعف الحسي غير معروفة السبب وقد يحدث ضعف سمعي مختلط (ضعف سمعي توصيلي وحسي في نفس الأذن) ومن أسبابه التهابات الأذن الوسطى المزمنة التي تؤدي إلى حدوث التهابات بالأذن الداخلية.
الأعراض
عادة يكتشف الآباء ضعف السمع عند الأطفال عند تأخر الأطفال في النطق فيلجأ الآباء إلى الطبيب الذي يكتشف ضعف السمع وبعض الآباء يلاحظون منذ صغر الأطفال عدم انتباه الأطفال للأصوات العالية وعند حدوث ضعف السمع في سن أكبر يكتشف ضعف السمع عند دخول الطفل المدرسة وملاحظة عدم الانتباه وتركيزه مع المدرس.
تشخيص ضعف السمع عند الأطفال
يستطيع الطبيب بالعياده أن يحدد بعض الأمراض التي تؤدي إلى ضعف السمع ويعالجها مثل وجود ارتشاحات خلف طبلة الأذن أو التهابات الأذن الوسطى ويستطيع باختبارات بسيطة مثل الشوكة الرنانة أن يحدد نوع ضعف السمع هل هو توصيلي أم حسي ولكن يتطلب هذا استجابة من الطفل ثم يلجأ الطبيب إلى الاختبارات السمعية لتحديد درجة ضعف السمع ونوعه وعندما يكون الطفل صغيراً أو غير متعاون نستطيع أن نحدد نوع ضعف السمع ودرجته باستخدام تخطيط السمع الكهربائي المسمى .ABR
العلاج
1- علاج السبب: ويكون عادة في ضعف السمع التوصيلي مثل إجراء جراحة لشفط مياه خلف طبلة الأذن وتركيب أنابيب تهوية بالأذن لحالات الارتشاحات خلف طبلة الأذن أو إجراء جراحة ميكروسكوبية لترقيع طبلة الأذن أو تجميل عظيمات الأذن الوسطى في حالات التهابات الأذن الوسطى المزمنة.
2- علاج تعويضي: ويكون في حالات ضعف السمع الحسي وذلك باستخدام الأجهزة السمعية (سماعات الأذن) ويجب أن نبدأ باستخدام السماعات في سن مبكرة حتى يتمكن الطفل من الكلام بطريقة سليمة ويجب إلحاق الطفل ببرنامج التأهيل اللفظي السمعي لتطوير مهارات السمع والكلام وننصح كل أم يعاني طفلها ضعف السمع باستخدام الإرشادات السمعية الصوتية لجذب انتباه الطفل بدلاً من استخدام إشارات يدوية وإعطائه فرصة كي يستوعب عن طريق سمعه ما يسمعه بحيث يكون لديه وقت كاف للاستيعاب الذهني والسمعي كما يجب أن نركز على أهمية التعليم الخاص بالنسبة للطفل الذي يعاني ضعف السمع وذلك بالكشف عن مواهبه وقدراته والاستعدادات التي يمتلكها وإعطائه فرصة التعليم الممكنة وإعداده للحياة العامة ليكون فرداً منتجاً في المجتمع.

د.تامر يوسف
استشاري أنف وأذن وحنجرة
مركز النخبة الطبي الجراحي

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved