عندما تحتاج الأمم إلى النهوض في مجالات الحياة المختلفة تتجه الأنظار إلى التعليم، ففي أواخر الخمسينيات من القرن العشرين في عام 1956م هز المعسكر الغربي وأدهشه نجاح الاتحاد السوفييتي في إرسال أول سفينة فضائية حول الكرة الأرضية، وعاد الجميع يحلل أسباب التخلف الغربي خاصة أمريكا التي تملك الأموال الفردية والتجارة الرأسمالية، وتوصلوا إلى أسباب التخلف العلمي في التربية والتعليم التي لم توفر القاعدة العلمية القادرة على إنجاز حلقات السباق الفكري، وأعادوا النظر في محتوى المناهج بأساسياتها وتركيبها العملية والتعليمية، ومنها عدم الاهتمام بالمبدعين والأذكياء والموهوبين، وعدم البحث عن السبل والوسائل التي تساعد على تجويد مخرجات التعليم بالمستوى الذي يتلاءم مع التطور التكنولوجي، وعدم ربط التعليم بالمجتمع. وكل دولة من الدول في العالم المتقدم لم تتقدم إلا بالاهتمام بالتعليم والمبدعين الموهوبين، فالمملكة اهتمت بالتعليم منذ نشأت، فالملاحظ من خلال الاطلاع على سياسة التعليم 1389هـ أنها وُضعت شاملة لتغطي جوانب الحياة المختلفة ومنها الاهتمام برعاية الموهوبين والمبدعين، فمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين اهتمام من الدولة في استثمار الموهبة في مجالات الحياة المختلفة والاستفادة من الموهوبين في تطوير قدراتهم ومساعدتهم في تطبيق الموهبة والمعرفة على الواقع العملي ليصبحوا من روافد التنمية في وطنهم والاعتماد على الله ثم عليهم؛ لأن شباب الوطن هم ثمرته وقاعدة تطوره وتقدمه، وهم القاعدة الأساسية الثابتة في الوطن، وهم الرافد الأساسي في تنمية الوطن، فمنهم الأدباء والمفكرون والعلماء والمصلحون.. فالتنمية والتقدم إذا لم ترعهما أيد موهوبة لا يكتب لهما النجاح؛ لأنه من وضع الرجل المناسب في المكان غير المناسب فلا بد أن يكون له أثر سلبي على المجتمع والاقتصاد والثقافة.. فالجهود المباركة التي يبذلها القائمون على المؤسسة تجعل المؤسسة قادرة إن شاء الله على تحقيق أهدافها. وعلى رجال التربية والتعليم مساعدة المؤسسة في تحقيق تلك الأهداف من خلال اكتشاف أصحاب المواهب وتعريف القطاع الحكومي والخاص بهؤلاء الفئة من الموهوبين. نسأل الله للجميع التوفيق.
|