حلقات أعدها وكتبها -حمّاد بن حامد السالمي- عبد الله بن حسن الرزقي - محمد السفياني - صورها - حمّاد السالمي:
في هذه الحلقة من حلقات هذه الرحلة نحاول جاهدين استنطاق التاريخ.. تاريخ العرضيتين.. فهل تضنُّ علينا آثاره وأعلامه وأقلامه ومعالمه بما نروم تقديمه لقرائنا هنا من معلومات عن هذا الجزء العزيز من بلادنا؟!
استنطاق التاريخ
يمتد تأريخ العرضيتين إلى عصور وعهود العرب البائدة، تؤكد ذلك العديد من مراجع ومصادر التأريخ والجغرافيا القديمة، كما يزيد من تأكيد ذلك احتضان العديد من الأماكن في العرضيتين لكثير من المواضع والمواقع الأثرية ذات النقوش والرسوم والكتابات الآثارية التي يعود البعض منها إلى 8000 سنة قبل الإسلام.
ومن المصادر التأريخية والآثارية المعتبرة والمعدودة التي تناولت أودية العرضيتين التي كانت العرضيتين تُعرف بها أصلاً، وهما قنونا ويبه ما قبل عصر الإسلام وما بعده:
أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار - للأزرقي: ففي ص92 ما نصُّه: وكان مضاض بن عمرو بن الحارث قد اعتزل جرهماً ولم يعن جرهماً في ذلك، وقال: قد كنت أحذركم هذا، ثم رحل هو وولده وأهل بيته حتى نزلوا قنونا وحلي وما حول ذلك.
ووافق السهيلي الأزرقي وفق ما أورده الإمام الحافظ أبو الطيب المكي في شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام، المجلد الأول، صحيفة رقم 587، وهو ما نصُّه: وقال السهيلي: وكان الحرث بن مضاض بن عمرو بن سعد بن الرقيب بن هني بن نبت بن جرهم قد نزل قنونا من أرض الحجاز.
وأورد كذلك الأزرقي في أخبار مكة في ص96 ما له صلة بما نحن في سياقه، وهو ما نصُّه: فنزعت إبل مضاض بن عمرو بن الحارث بن مضاض بن عمرو الجرهمي من قنونا تريد مكة فخرج في طلبها... إلخ.
كما أوضح أبو الطيب المكي في أخباره: ص43 بما يشير إلى أن قنونا أحد مخاليف مكة المكرمة، لكن ما يؤكد ذلك هو ما ينص عليه الأزرقي عن سوق حباشة في صدر قنونا، وأن السوق كان يشرف عليها أمير مكة حينئذٍ.
وأشار حمد الجاسر - رحمه الله - في سراة غامد وزهران، صحيفة رقم 269- 270، عن أخبار دوس في الجاهلية ما نصه: وفيها أن دوساً عمدت إلى سيد بني الحارث وكان نازلاً في قنونا، قنونا من الأودية التي ذكرها ياقوت كما سيأتي إيضاحه وبيانه.
وتؤكد العديد من المراجع التأريخية من جهة أخرى قِدَم مناطق ومواضع من العرضية وعودة تأريخها إلى عصور وعهود العرب البائدة.
وهذا الدكتور محمد بيومي مهران أستاذ التاريخ القديم في كتابه تاريخ العرب القديم، في تحديد منطقة أوفير، في صحيفة رقم 123 ص124 يذكر ما له علاقة بما نحن في سياقه، ونصه:
الفضة: وقد وُجدت مناجم قديمة للفضة شرقي القنفذة وعند منتصف المسافة بين وادي قنونا ووادي يبه. إلى قوله: ولعل من الجدير بالإشارة أنه قد عُثر على خامات الرصاص والزنك شرقي القنفذة... إلخ. ومعروف أن المقصود بشرقي القنفذة (العرضيتان).
ولذلك ما كان لقنونى من الذكر كان ليبه من الذكر؛ فقد ورد ذكر هذا الوادي كما سيأتي إيضاحه وبيانه. والعرضيتان كان لها حضورها في العصر الإسلامي، وقبائلها هي فروع الأزد وخثعم التي وفدت على الرسول صلى الله عليه وسلم ودخلت في الإسلام كما أوضحه وأبانه ابن سعد في الطبقات، وكان لخثعم والأزد كذلك حضورهما في الفتوحات الإسلامية، لكن لا تسعفنا المراجع والمصادر التأريخية فيما بعد العصور العباسية وما تلاها من عصور.
نبذة تاريخية عن العرضيتين
ليس هناك من المصادر التاريخية والجغرافية ما تناول سبب التسمية ب(العرضيتين)، ولكن هناك بعض المصادر تناولت ضبط الاسم على النحو التالي:
أولاً: ضبط الاسم
العِرْض (بكسر أوله وسكون ثانيه وآخره ضاد معجمة)، قال الأزهري: يقال لكل وادٍ فيه قرى ومياه عرض، وقال الأصمعي: أخصب ذلك العرض، وأخصبت أعراض المدينة، وهي قراها التي في أوديتها، وقال شمر: أعراض المدينة بطون سوادها حيث الزرع والنخل، وقال غيره: كل وادٍ فيه شجر فهو عرض، والأعراض أيضاً قرى بين الحجاز واليمن(1).
وأورد العلامة حمد الجاسر عن العرضية في معجمه الجغرافي منشورات دار اليمامة - صحيفة رقم 802 ما نصُّه ورسمه: (العِِرْضِيِّة) بكسر العين وإسكان وكسر الضاد المعجمة وتشديد المثناة التحتية وآخرها، منطقة في القنفذة (حالياً محافظة القنفذة) في إمارة مكة المكرمة. ومن ذلك نستنتج أن العرضيتين كموقع هي: قرى بين الحجاز واليمن، وأما أراضيها فهي ذات أودية فيها ماء ونخلٌ وشجر.
(العَارِض) ما اعترض في الأفق فسدَّه من جراد أو نحل والسحاب المطل، وفي التنزيل العزيز: {قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا}، والجبل والحائل والمانع، يقال عَرضَ له عارض(2). وربما يطلق عليها هذا اللفظ لاعتراضها في طريق المسافرين بين الشام واليمن (طريق محجة)(3). ويؤكد هذا الرأي وجود مسميين لمكانين في العرضية الجنوبية، هما قرن قريش وقرن هذيل، وهما اسمان لقبيلتين مشهورتين كانتا تسافر لأسباب عدة، منها التجارة.
العُرْضِيَّةُ(4): النخوةُ والإباء والعجرفية والصعوبة، يقال: فلان فيه عُرضية، ومشى الفرس العُرضية. ولعلهما اكتسبتا مسماهما من ذلك لكثرة الحروب الطاحنة والمنازعات أو للصفات العربية الأصيلة التي تميز بها أهل العرضيتين مثل النخوة والإباء والأنفة. وهو الدارج؛ أي لفظ العُرْضِيَّة، على ألسنة أهالي العرضيتين.
ثانياً: الاسم القديم لكل من العرضيتين(4)
كانت تعرف العرضية الجنوبية ب(اليمانية) كناية عن الجهة الجنوبية من ناحية اليمن، وكانت تعرف العرضية الشمالية ب(الشامية) كناية عن الجهة الشمالية من ناحية الشام. وظل هذان الاسمان مستخدمين حتى نهاية القرن الرابع عشر الهجري.
(1) ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج4، ص 102-103.
(2) و(4) المعجم الوسيط، ص594.
(3) صفة جزيرة العرب للهمداني.
ولكن بماذا كانت تعرف العرضيتان قبل ذلك؟
كانت تعرف العرضية الجنوبية بأوديتها المشهورة، ومن أشهرها وادي يبة الذي يدل على قدم تهامة بلقرن وشمران وخثعم (العرضية الجنوبية) وعلى ضربها بجذورها في أعماق التاريخ، وذلك باحتوائها على الصدر الأعلى لوادي يبة المعروف، وقد ورد اسم وادي يبة في كتب الأقدمين على النحو التالي:
ضبط اسم ورسم وادي يبة (يبت - يبه - يبا)، وفي كتاب البلادي بين مكة واليمن، والشريف البركاتي والملك عبد الله ذكرا يبا. أما في ديوان كُثَيِّر ورد يبة بالتاء المربوطة، وأهل الوادي والمجاورون يطلقون عليه بما ورد في ديوان كُثَيِّر، وهو الأقرب للصواب، وربما البعض ينطق (يبه ويبا) لسهولة وخفة ذلك على اللسان، حيث قال كُثَيِّر:
بوجه أخي بني أسدٍ(1) قنونى إلى يبةٍ إلى برك الغمادِ |
وقال أحد الشعراء:
ما ترى لمح بارق سقيت ماءهُ يبه فشرورى فقنونى فحبونى فالأحسبه |
وقال آخر:
أمسى فؤادي منهم بمحسبةٍ بين قنونى فعليبٍ فيبه |
أما العرضية الشمالية فكانت تعرف أيضاً بأوديتها، ومن أشهرها وادي قنونى أو قنونا (بالألف المقصورة أو الممدودة)، وهو من أودية السراة في أوائل أرض اليمن من جهة مكة قرب حلي وعلى مسافة غير بعيدة من قرية تسمى يَبت(2). ولذلك قال كُثَيِّر يرثي خندقاً الأزْدي:
حلفت على أن أجنتك حفرةً ببطن قنونى لو نعيش فنلتقي |
وقال عبد الله بن ثور البكائي:
علونا قنونى بالخميس كما أتى سها فبدا من آخر الليل أعرفه |
(1) والمقصود الأزد.
(2) هذا وادٍ وليس قرية كما ذكر ياقوت الحموي في معجمه.
* ولعلنا عندما نتحدث عن تاريخ العرضيتين قبل الإسلام وما بعده نجد أن وادي قنونى ووادي يبة وسوق حُبَِاشة بقنونى أكسبا العرضيتين أهمية تاريخية عميقة الجذور.
ومن المؤرخين من قال عن حُبَاشة وموقعها إنها من الأسواق الجاهلية وإن السوق بقيت عامرة إلى سنة 197هـ. وقد ورد في أخبار مكة لأبي الوليد محمد بن عبد الله الأزرقي أنها آخر سوق خربت من أسواق الجاهلية، أما من حيث الموقع فقد قال عنه الأزرقي في سياق روايته: حُبِاشَة سوق الأزد من ديار الأوصام من بارق من صدر قنونا وحلي من ناحية اليمن، وهي من مكة على ست ليالٍ.
ومن المؤرخين الذين ناقشوا تحديد الأزرقي الذي أشرنا إليه المقدم عاتق بن غيث البلادي والأستاذ الباحث والآثاري حسن بن إبراهيم الفقيه، وقد توصَّلا بعد مناقشة تحديدات الأزرقي لموقع السوق في كتابه (بين مكة واليمن رحلات ومشاهدات) الصفحة 149-150 إلى أن السوق تقع في قنونى، ويوشك أن يصبح موقعه في منطقة تسمى المعقص في رأي البلادي، وفي قنونى بمحلة الحواري - الحوائر - في رأي الباحث الفقيه(1).
هذا وقد أشار ياقوت في معجم البلدان ج2 ص211 عن حديث عبد الرّزاق عن الزُهري قال: لما استوى رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس له كثير مال استأجرته خديجة إلى سوق حُبَاشة، وهو سوقٌ بتهامة.
ولقد دخلت العرضيتان تحت حكم الدولة السعودية الأولى فيما بين عام 1215هـ-1218هـ عندما تمكن حكامها من ضم عسير سراة وتهامة في عام 1215هـ ثم ضم الحجاز عام 1218هـ. وبعد سقوط الدولة السعودية الأولى في عام 1233هـ على يد قوات إبراهيم بن محمد علي باشا حاكم مصر من قبل الدولة العثمانية دخلت العرضيتان كغيرها من أجزاء البلاد في حكم الأتراك.
(1) وهذا وادٍ وليس قرية كما ذكر ياقوت الحموي في معجمه.
ولقد كان للعرضيتين حضورٌ إبان الحكم التركي، ولعبت دوراً بارزاً خلال تلك الفترات على مستوى الأحداث، وهناك كثير من أسماء المواقع التركية والقلاع والحصون ما يشهد للعرضيتين بتاريخ خلال تلك الفترة، ولقد تركَّز اهتمام الأتراك على جباية الأموال من أهالي العرضيتين.
ولقد حكم الأشراف باسم الدولة العثمانية بلاد الحجاز حتى القنفذة جنوباً، وامتد حكمهم إلى العرضيتين، وكان مقرهم بقرية المبنى بنمرة.
ولقد كانت العرضيتان خلال النصف الأول من القرن الرابع الهجري تتأرجح في التبعية الإدارية والتنظيمية فيما بين قضائي بيشة والقنفذة، أما بالنسبة للقنفذة فتجدر الإشارة إلى أن المنطقة تتبع ذلك القضاء مالياً واجتماعياً وإدارياً وتجارياً، ويثبت ذلك ما أورده البركاتي في كتابه (الرحلة اليمانية) الذي عدَّد قبائل العرضيتين وهي تؤدي زكواتها لقائم مقام القنفذة في عام 1329هـ، ووثيقةٌ تاريخية في عام 1340هـ من قائم مقام القنفذة إلى الشيخ عساف بن علي شيخ قبيلة آل كثير.
أما بالنسبة لبيشة فتجدر الإشارة إلى تبعية العرضيتين لقضاء بيشة مالياً واجتماعياً وإدارياً وتجارياً، ويثبت ذلك وثيقة تاريخية عام 1343هـ تنص على تبعية مشيخة ثريبان بني رزق لابن معمر، وهو أمير في بيشة.
واستمر التأرجح وعدم الاستقرار للعرضيتين حتى تمكن البطل الموحد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - يرحمه الله - من ضم الحجاز في عام 1343-1344ه، وبذلك دخلت العرضيتان طوعاً كغيرها من البلاد تحت الحكم السعودي الزاهر، وذلك بالوفود على الملك عبد العزيز ب(الرغامة)(1). كما دخل سكانها بالعديد من المكاتبات الوثائقية من الملك عبد العزيز لمشائخ قبائل العرضيتين. ولقد كان سكان العرضيتين من أوائل من تقدَّم لمبايعة الملك عبد العزيز والإذعان له بالولاء والطاعة؛ مما أدَّى إلى نيلهم شرف منحهم بعض المراكز التي تبلورت في عام 1343ه إلى مركز إمارة العرضية الجنوبية بثريبان حاضرة العرضيتين سابقاً وحاضرة العرضية الجنوبية حديثاً، ومن ثم تم انفصال مركز العرضية.
(1) مكان بين مكة وجدة، وهو أقرب لجدة، وحالياً يقع في داخل جدة من جهة الشرق، وقد اتخذه الملك عبد العزيز مقراً عند فتحه (جدة) الشمالية (نَمِرة) الذي تأسس عام 1384هـ، ثم أعقب ذلك عدد من الإدارات الحكومية ومؤسساتها. وتجدر الإشارة إلى وقوف أهل العرضيتين مع الملك عبد العزيز - يرحمه الله - وخاضوا معه كثيراً من الحروب، ومنها حرب اليمن عام 1352هـ.
هذا والله نسأل أن يديم على هذه البلاد أمنها وأمانها ورفاهيتها في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - وولي عهده الأمين والنائب الثاني؛ إنه مجيب الدعاء.
ثم تأسست أول محكمة شرعية بالعرضية سنة 1368هـ، وقد تعاقب على رئاستها منذ تأسيسها حتى الآن كلٌّ من:
الشيخ محمد الضلعان 1368 - 1374هـ
الشيخ الشريف عيسى الحازمي 1374 - 1384هـ
الشيخ يحيى البهلول 1384 - 1391هـ
الشيخ محمد إبراهيم كريري
الشيخ عبد العزيز الأسمري
ثم توالى تأسيس الدوائر الحكومية بالعرضيتين، فبهما كلٌّ من الدوائر الحكومية التالية:
المجمع القروي بثريبان بالعرضية الجنوبية
إدارة للأحوال المدنية
1- جمعيتان للبر بالعرضيتين
2- مراكز صحية
3- مكتب بريد
4- فرع للزراعة
5- مكتب ضمان
الدوائر الحكومية بالعرضيتين
وأوضح حسن إبراهيم المنحمي - مشرف تربوي:
1- وتأسست بالعرضية الجنوبية:
إمارة للعرضيتين بحدود عام 1343هـ، وقد توالى على إمارة ذلك المركز منذ تأسيسه بثريبان:
1) عبد الرحمن بن ثويني
2) محمد بن مشعان
3) عثمان بن عوف
4) خالد بن فهيد القحطاني: 1377هـ
5) ناصر بن محمد الرومي 1377هـ
6) إبراهيم بن حمدان الدوسري
7) خالد بن فهيد في إمارته الثانية
8) سعد بن سيف الرورويس
9) بشال بن عماش المرزوقي
10) عتيق بن صنهات النفيعي
11) حمود بن عبيد العصيمي
حتى الآن، ثم تأسس أول مركز للشرطة بالعرضية سنة 1375هـ.
المرافق الحكومية
بالعرضية الجنوبية
خدمات الصحة:
كما هو موضح بالجدول رقم (1)
خدمات عامة
مدنية - شرطة - كهرباء مركز إداري - دفاع مدني - مجمع قروي - محكمة - كتابة عدل - مركز هيئة - أحوال مدنية - مركز إشراف تربوي للبنات - مكتب بريد - مكتب برق - هاتف دوائر حكومية - بث.
المرافق الحكومية
بالعرضية الشمالية
خدمات الصحة
كما هو موضح بالجدول رقم (2)
خدمات عامة
فرعي زراعي - ضمان اجتماعي - محكمة - مركز هيئة - شرطة هاتف - بث تلفزيوني - مندوبية تعليم بنات - مياه عامة - كهرباء عامة - مكتب بريد - خدمة بلدية - مكتب برق - مكتب جمعية البر الخيرية.
من سجل زيارات العرضيتين
تشرفت العرضيتان بالعديد من أصحاب السمو الأمراء والمعالي الوزراء، فقد تشرفت العرضيتان:
بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز عندما كان سموه نائباً لأمير منطقة مكة المكرمة، وذلك في عام 1392هـ.
كما تشرفت بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن 1412هـ.
وبزيارة معالي أمين مدينة جدة سابقاً الدكتور عبد الله بن يحيى المعلمي.
كما تشرفت المنطقة بزيارة لمعالي وزير التربية والتعليم سابقاً الدكتور محمد بن أحمد الرشيد عام 1417 - 1418هـ.
كما تشرفت المنطقة بزيارة لمعالي وزير الشؤون البلدية والقروية سابقاً الدكتور محمد بن إبراهيم الجار الله.
وكذلك حظيت المنطقة بزيارة العديد من المسؤولين من مؤسسات الدولة.
من آثار العرضية ما يعود إلى تسعة آلاف سنة قبل الإسلام
الآثار في العرضيتين
لم تحظَ الآثار بصورة عامة ولا خاصة بدراسة ولا تحقيق لا خلال القرن المنصرم ولا مع مطلع القرن الحالي، وبقيت المنطقة مجهلاً من المجاهل، حتى إن المؤرخين والآثاريين لم يشيروا في دراساتهم وتحقيقاتهم لها علماً بأنها تكون منطقة جوار وحلقة وصل في مناطق دراساتهم وتحقيقاتهم، ولكن لما كانت عناية من مدير التعليم بمحافظة القنفدة الأستاذ إبراهيم بن على الفقيه بآثار المحافظة فقد دعم البحث الأثري بالمنطقة وشجعه وتابع بنفسه مجريات الكشوف الأثرية، ولا أخفي فقد واجهنا صعوبات في البدايات من أجل إقناع العامة والخاصة أن للعرضيتين آثارها، وما كان الكثيرون يقتنع بوجود آثار، وذلك لأن المنطقة ظلت معزولة عن الدراسة وغائبة عن الكشف الأثري، وأفرز ذلك شعوراً لدى الكثير باستحالة وجود آثار بالمنطقة. إلا أنه وكما سلف القول فإن مدير التعليم جنَّد من الجهود ما أسفر عن وجود: عدد من النقوش والرسوم الأثرية التي يعود الكثير منها لعهود العرب البائدة، كما أسفر البحث الأثري كذلك عن وجود المقابر الأثرية السطحية قديمة المنشأ مثل مقبرة الرسوس في عمارة التي تم تسويرها من قبل وكالة الآثار بوزارة التربية والتعليم، فضلاً عن وجود وكشف العديد من القرى والحصون الأثرية المتناثرة في الجبال وعلى ضفاف بعض الأودية واختصاراً وبعيداً عن الإسهاب فإنه يمكن الإيجاز عما تم كشفه من آثار بالعرضيتين على هيئة نقاط موجزة فيما يلي:
النقوش الأثرية
في العرضية الجنوبية
1- الرسوم والنقوش القديمة
1- نقوش ومخربشات ثمودية وصفوية بجبل الكتب بكروان، وقد تم توثيقها والكتابة عنها
2- نقوش مكسر سارة، وهي نقوش ما بين نبطية وأخرى نقوش مسندية تقع إلى جنوب شعب مكسر سارة بشعب بلحارث ضمن نطاق جبال ثميدة الأثرية.
3- رسوم تعود لفترات عهود العرب البائدة، في منها نقوش جبل الفرش بآل مطاع، وتعود لأكثر من ستة آلاف سنة قبل الإسلام.
1- مخصر العضد، وهي رسوم لوعول لم يسبق كشفها حتى من أهل المنطقة لعدم المبالاة بها.
2- رسوم كذلك أيضاً لغزلان ووعول تعود للفترة المشار لها بوادي شعب بلحارث - حياد السهبة.
3- رسوم ثيران وحشية تعود لعصور الصيادين الأوائل بكهف خليلة الأثري ببلاد آل كثير بالعرضية الجنوبية. كما أن هناك عدداً من الرسوم التي هي قيد البحث والدراسة.
2- أما نقوش عصر الإسلام: فقد عثر الباحث على:
(1) نقش الحمد بجبل خشم منفس بوادي يبا بالعرضية الجنوبية، وهو من نقوش القرن الأول الهجري تقديراً ولحسب خصائصه كونه غير منقوط وكون خطه ينطبق على نقوش القرن الأول الهجري، وقد أطلعت عليه كلاً من المؤرخ والباحث حسن الفقيه عميد كلية المعلمين سابقاً وأطلعت عليه أستاذ التاريخ بجامعة الملك خالد الدكتور غيثان بن جريس الشهري، ونص التفتيش كالتالي: الحمد والمجد والجلالة والعظمة والكبرياء
والبرهان لله رب العالمين.
(2) نقش الشهادتين لا إله إلا الله محمد رسول الله، وتعود به خصائصه وملامحه الخطية إلى خطوط القرن التاسع الهجري، ومن بينها خط التحرير، وقد اتفق مع نقش ابن عويد من نقوش الأحبة.
(3) نقش الأغوار بقرية الفرش، وهو من نقوش القرن الثالث الهجري.
القرى الأثرية
في العرضية الجنوبية
تكثر القرى الأثرية في العرضية الجنوبية، ولكن للإيجاز نذكر منها:
(1) قلعة البرحة بثريبان، بالعرضية - قصر بن مجني بمخشوشة والقضية.
(2) قرية العرق الأثرية بالجوف.
(3) قرية آل كامل الأثرية بخال.
(4) قرية الحفنة الأثرية بني رزق.
(5) قرية الجريش الأثرية بني رزق.
(6) قرية الروحاء بسبت شمران.
(7) قرى آل مطاع بشمران.
(8) قرى آل كثير الأثرية وغيرها..
الحصون
وتكثر الحصون في العرضيتين، ولقد كانت الغاية الأساسية لبنائها خلال العصور المنصرمة هي غاية أمنية، ولما عمّ الأمن والاستقرار وانتهت وظيفتها الأمنية تحولت إلى مخازن للحبوب والأدوات الزراعية، ولقد افتنّ وتنافس البناؤون في بنائها وتشييدها.
التركيب الفني للحصن
يبنى الحصن على مساحة 3 \3 أو 3.5 \ 4 ويؤسس له بالحفر في الأراضي الترابية والزراعية، وبحسب الحاجة قد يكون ارتفاعه يصل إلى 8 - 10 أمتار، وقد لا يحتاج إلى أساس عندما يُبنى على صخور الجبال، وهما نوعان: حصن قروي، وحصن زراعي.
فالحصن القروي: يُشاد في نهاية القرية وطرفها، ومثل هذا يزدان بالزركشة. وحصن زراعي: وهذا يشاد عند الأراضي الزراعية، وقد يتألف الحصن من دورين.
المقابر الأثرية بالعرضية الجنوبية التي تم كشفها
(1) مقابر الرسوس، وهي مقابر أثرية سطحية تم الرفع عنها لوكالة الآثار وتم تسويرها وأطلعت عليها الباحث المؤرخ أستاذ التاريخ بجامعة الملك خالد الدكتور غيثان جريش الشهري.
(2) مقابر العضد الأثرية، وهي مقابر سطحية أثرية بشعب بلحارث بالعرضية الجنوبية.
(3) مقابر أثرية ببلاد آل كثير.
(4) مقابر أثرية بالصعبة ببلحارث سفوح ثميدة الشرقية، قيد البحث.
الآثار والنقوش
بالعرضية الشمالية
النقوش
(1) نقش ورسم النمر بمحلة الحسك على ضفاف صدر وادي قنونا الشهير، أطلعت عليه المؤرخ غيثان الشهري أستاذ التاريخ بجامعة الملك خالد، فأشار بأن النقش قد يمتد إلى 500 سنة خلت تقديراً.
(2) نقش الضريبة، ووفقاً لخصائص الخط فإنه يعود إلى نقش أوائل القرن الثاني الهجري، وهو نقش شاهدي نصه (بسم الله الرحمن الرحيم)، اللهم نور السموات والأرض، نور لمريم بنت قيس في قبرها. أطلع عليه الباحث المؤرخ حسن فقيه.
(4) نقوش وادي جبجب، وهي قيد البحث.
المقابر
مقابر منار الأثرية، وهي قيد البحث كذلك.
القرى الأثرية في العرضية الشمالية
1- قرية خميس بني المنتشر.
2- مرحصن.
3- قرى المعقص الأثرية.
4- القصور:
1- قصر بن قصاص - قصر آل شاكر ثريبان العوامر.
2- قصر آل بن جاري بالطبق - قصر آل حذيفة.
ومن القرى: قرية الضربية - قرية الجعيدة بني سهيم - قلعة الخانقة.
ومن المواضع الأثرية موقع سوق حباشة بحداب القرشة، وقد أشار لذلك الباحث الأستاذ حسن فقيه في بحثه عن سوق حباشة الذي أشار عنه بأنه يقع بحداب القرشة بالحواري ببلاد بلحارث بلقرن بصدر وادي قنونا.
عجالة عن سوق حباشة
هناك ثلاث وقفات عن هذا السوق لم يقف عليها المؤرخون لا سابقاً ولا لاحقاً، فالوقفة الأولى هي عدم ربط مدلول الاسم بمناسبة التسمية، فالحبش هو بمعنى الجمع والكسب، ورد في معجم الوسيط: حبش له جمع، ويقال: حبش لأهله كسب لهم ما يحتاجون إليه، فأواجه العلاقة بين الاسم ومناسبة التسمية في الجمع؛ إذ إن له صلة بالشراء، ثم معني أن حبش لأهله كسب، والكسب من خصائص السوقية بدعوى واهية مفادها أن هذه السوق لم تكن في مواسم الحج ولا في أشهره، وإنما كانت في رجب، والأولى أنها كانت محل اهتمام ودراسة كونها سوق حضرها الرسول صلى الله عليه وسلم في اتجاره مع خديجة قبل البعثة وشهدها أعلام مثل حكيم بن حزام وغيره، ولا يلتفت لدعوى الجاهلية التي تفاضل بين الأسواق بالمواسم وتتعصب لسوق على حساب آخر.
أما الوقفة الثالثة، فإن هذا السوق واقع في تهامة الوسطى لم تأخذ حقها من الدراسة والإشارة التاريخية إبان العصر العباسي فكتب تاريخها على السماع دون تحقيق وتمحيص من أفواه العامة وامتلأت صفحات تاريخ المنطقة بالتصحيف والأغلاط والخلط في أسماء الأمكنة والمواضع والمدن والأودية وحتى التحقيق الذي جاء يصب ويصحح وقع في أخطاء، ومنها دراسة نصوص المؤرخين حول موقع سوق حباشة الذي نحن بصدده.
والآن إلى نصوص المؤرخين الأوائل عن سوق حباشة:
نص الأزرقي
أورد الأزرقي في كتابه أخبار مكة الجزء الأول ص191 عن سوق حباشة ما نصه: حباشة سوق الأزد، وهي ديار الأوصام من بارق من صدر قنونى وحلي من ناحية اليمين، وهي من مكة على ست ليالٍ، وهي آخر سوق خربت من أسواق الجاهلية، وكان والي مكة يستعمل عليها رجلاً يخرج معه بجند فيقيمون بها ثلاثة أيام من أول رجب متتالية حتى قتلت الأزد والياً عليها من غنى بحثه داود بن عيسى بن موسى في سنة 197هـ، فأشار فقهاء مكة على داود بن عيسى بتخريبها، وتركت إلى اليوم، وإنما ترك ذكر حباشة مع هذه الأسواق لأنها لم تكن في مواسم الحج ولا في أشهره، وإنما كانت في رجب. وقد قمنا بقراءة وتحليل نص الأزرقي، إلا أن المساحة لا تسمح بسردها كاملة هنا، فاقتصرنا منها على نقاط موجزة منها. في قوله: وحباشة سوق الأزد وهي ديار الأوصام من بارق من صدر قنونى، ظن بعض المؤرخين أن الأزرقي قد أخطأ في العبارة السابقة، بل إنه أصاب كبد الحقيقة، فقوله حباشة سوق الأزد قصد أزد تهامة حينئذٍ، وهم
بلقرن بني عبد الله بن الأزد، ولم تزل فروع منهم سكان قنونى حتى اليوم، وهم بنو الحارث وبنو البحير وبنو سهيم، وحدد بذلك كل الديار التي تحيط بموقعة السوق أو ترتاده. وقوله: الأوصام، الأقرب للصواب أنه تصحيف عن بني واس أو يوس فرع من خثعم لم يزل له وجود في سراة خثعم حتى اليوم، كما أنه لم يزل هناك فروع لخثعم بصدر قنونى حتى اليوم، منهم بنو المنتشر. أما قوله: من بارق، فلا غرابة فيه؛ فإن قبيلة بارق أزدية وبارق لقب لسعد بن عمرو بن عدي بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد.
إذن فالأزرقي حدد الموقع لسوق حباشة بصدر قنونى، وحدد في نصه الأزد أهل سوق حباشة بديارها، ولعله قصد بذلك التخصيص حتى يكون هناك وضوح وتفريق بين أزد بن عبد الله وأزد بارق من جهة
وأزد بني نصر الذين منهم غامد وزهران من جهة أخرى. والأزرقي في نصه أوضح أن المسافة بين سوق حباشة ومكة ست ليال، وهذه المسافة تنطبق تماماً على بعد قنونى موضع السوق عن مكة بالكيلومتر نحو 400 كلم، بينما تبعد بارق وحلي بأكثر من ست ليال عن مكة كما أشار بذلك المؤرخون؛ لذا يتبين لنا قصد الأزرقي من ذكر الأوصام وبارق، وهو تحديد قبائل الأزد أهل السوق سوق حباشة من جهة والمحيطين به من جهة أخرى.
نص الحمودي
أورد ياقوت الحمودي في معجمه ج2 ص210 نصه: حباشة بالضم والشين معجمة، وأصل الحباشة الجماعة من الناس ليسوا من قبيلة واحدة، وحبشت له حباشة؛ أي جمعت له شيئاً، وحباشة سوق من أسواق
العرب في الجاهلية ذكرت في حديث عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: لما استوى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغ أشده وليس له كثير مال استجارته خديجة إلى سوق حباشة، وهو سوق بتهامة، واستأجرت معه رجلاً من قريش. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدث عنها: ما رأيت من صاحبة أجير خيراً من خديجة، ما كنا نرجع وصاحبي إلا وجدنا عندها تحفة من طعام تخبئه لنا. قال فلما رجعنا من سوق حباشة... إلخ.
وتتجلى حقيقةً في نص الحمودي أهمية هذا السوق واستحقاقها لمزيد من إلقاء الضوء بصرف النظر عن كونها لم تقام في أشهر الحج، فذلك لا يتنافى مع أهميتها، ولا ينقص من شأنها البتة.
نص البكري
عن سوق حباشة أورد أبو عبيد البكري في معجمه الجزء الثاني ص418 عن سوق حباشة ما نصه: الحباشة بضم أوله وبالشين المعجمة أيضاً على وزن فعالة، ويقال: حباشة دون ألف ولام سوق للعرب بناحية مكة، وهي أكبر أسواق تهامة، كانت تقوم ثمانية أيام في السنة. قال حكيم بن حزام: وقد رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم يحضرها، واشتريت بزاً من بز تهامة. وهي من صدر قنونى أرضها لبارق. انتهى نص الأزرقي.
والذي نجد فيه أنه أولاً أشار لشهرة السوق بقوله معروفة وبالكبر، وقوله: وهي أكبر أسواق تهامة، والمدة الزمنية لإقامتها. ورأى المؤرخون أن الأزرقي خلط بين قنونى وبارق في قوله، وهي من صدر قنونى
أرضها لبارق. سبقت الإشارة أن بارق أزدية، هذا من ناحية وأنها مع الأزد التي حدد الأزرقي ديارها مع أزد قنونى، أما قوله: أرضها لبارق، فليس القصد موقع السوق من بارق؛ حيث أجمع واتفق مع البكري أن السوق في صدر قنونى، لهذا فإن إشارته أن أرضها لبارق فيها نظرة من عدة وجوه، نأمل أن يكون في أحد منها القرب من الصواب، فبارق وجبل يقال له شن وقنونى وتبالة وبنو واس أو يوس وما والاها كانت في العصر الجاهلي تمثل إقليماً واحداً وكياناً واحداً في إبان إقامة خثعم بها ثم الأزد فيما بعد، فلا يستغرب أن بارق بما كان فيه من الخيرات والخصب كانت أهم مؤسسة للسوق بصدر قنونى مع قبائل الأسواق الأخرى
التي تلتقي معها نسبة في الأزد وأرضها في الإقليمية والجغرافية، وكون الإقليم واحداً فإن معنى أرضها لبارق يقصد منه التبعية الإقليمية الصغرى، أما التبعية الكبرى بعد عصر الإسلام فكانت من إمارة مكة.
العرضية الشمالية
الموقع: تقع العرضية الشمالية بين جزء من محافظة المخواة (غامد الزناد) شمالاً ومركز العرضية الجنوبية
جنوباً وشرقاً جزء من كشكل جبال سراة خثعم وغامض غرباً الجارة وثلوث بني عيس وحرب.
مزايا الموقع: ملتقى وعقد مواصلات حيث تلتقي فيها وتفترق العديد من الطرق إلى كل من: الباحة - إلى بلجرشي - إلى جدة - إلى أبها جزات إلى الطريق الساحلي.
المناخ
سبق بيانه
الأودية
أشهر الأودية وادي قنونا، وشهرته في كونه ورد ذكره في تحديد سوق حباشة الشهير في عدد من المراجع، منها أخبار مكة للأزرقي، وورد في مراجع أخرى غير ما ذُكر.
وروافد وادي قنونا هي أهم وأشهر الأودية، وهي على النحو التالي:
(1) وادي الحفيان - عتيد من سراة عليان
(2) وادي الخيطان - من سراة غامد ويلتقي
(3) وادي رحمان
(4) وادي أبيان - في بلاد بلحارث وبني المنتشر
(5) شعب آل عباس - في بلاد بني سهم
(6) أودية سفوح جبال تميدة الغربية
(7) وادي العشرة
الجبال
أشهرها:
(1) جبل ظامان
(2) سلسلة سفوح ثميدة الغربية
(3) جبال فرعة بني سهيم الفرعة الوسطى
أسماء القرى (مراجعة البيان)
الحصون الأثرية
(1) حصن الريان
(2) حصن المقص
(3) حصن مهوجان
|