وقتما أسأل عنك.. أبادر السائل بصمت.. وصمت تتجاذبه أنفاس النشوة، وصمت تتأجج به كل المشاعر، وترتسم فيه ملامح الابتسام على المحيا الوفي، وتتلألأ عينايا.. وتتمتم شفتايا.. كيف أبدأ؟.. وبم أبدأ؟.. وأجدني أعجز أن أبدأ لأنك عنيزة فوق البدء، وفوق الوصف وكل العشق.
أجدني نحوك أضيق بمشاعر امتلأ بها صدري.. وضاقت بها أضلعي.. وعجزت إليها عباراتي.. حتى قلمي أخفق معي.. فبت أدون.. وأرسم.. وامتدح.. واقتدح.. وأثني.. ولا أبلغك. لك الله يا عنيزة.. كيف ملكت تلك المشاعر فينا.. وامتلكت الحب وكل الحب حتى أضحينا نعزفك ونترنم في نطقك هذا هو حال أهلك الأوفياء..
هذا هو حال شبابك الواعد.. فتياتك الأمل.. أطفالك المستقبل.. رجالاتك وأجدادك أصل الخير وأهل البركة.. رائحة الكد وكل التضحيات.
فيجدر بنا أن نفتخر حتى باسمك ولفظك ونحن فيك ولك فداء.. ألا نفتخر وعثيميننا.. رحمه الله - ابنك.. هو والدنا شيخنا وبركتنا بعد الله (ربى وعلم وغرس جذورا أصلها بنا وزرعا تولاه بأمر الله لتبقى على نهجه.. نهج محمد - صلى الله عليه وسلم - فينا وورثه علمه خير شاهد وأبلغ دليل.
وتكاد نشوة الاعتزاز تبلغ فينا مبلغا، ونحن ننظر أبناءك من خيره رجالات الوطن، وقد ترأسوا مناصب عدة ومهمة في معظم مناطق الوطن الغالي.. ننظر فيهم الوزراء والكتاب والشعراء والأطباء، ونسعدُ بأبناء عنيزة حماهم الله.
إنهم نشأوا على هذه الأرض المباركة.. ترعرعوا بين نخيلها الشاهقة استظلوا تحت خمائلها الوارفة ليتدارسوا حروف الهجاء كما تعلموها ليعلموا بها ويتعلموا منها وأصواتهم الواعدة تتعالى بين بساتينها.. وأقدامهم الصغيرة ترتسم على ترابها الذي تشقه المياه الجارية بين هذه وتلك.. في أروع صورة للطبيعة الجميلة بين مزارعها وكرم مزارعيها.. حتى رمالك الصفراء البديعة.. وبراريك الوافرة سعة وجمالا احتواء ورحابة لا تضيق بقاصديها طلبا للأنس والسمر واجتماع الأحبة أسفل شجيرات الغضا ورائحة السمر تحت ضوء القمر بصحبة ليالي الشتاء الباردة ودفء الأحاديث والذكريات المؤنسة وعبق رائحة القهوة يتخلل عروقنا العربية القصيمية لنستلذ بمرارتها ولنسلو كل إعياء وعناء.
- أغير هذا نريد.. يا نبت الخزامى والنفل -؟؟!!
فعندما نسأل عن حبك وعشقك فينا لن تجدي الإجابة إلا في ملامح كل من ينتمي لك حبيبتنا عنيزة.. ولتحي عنيزة.. ولتبق عنيزة..
|