Thursday 14th September,200612404العددالخميس 21 ,شعبان 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"حدود الوطن"

حدود الوطن حدود الوطن
بريق الدرتين.. في سماء العرضيتين
قراءة في تاريخ الموروث الشعبي في قرى العرضيتين
ماذا تعرف عن (البيتاح)، و(الصفريقة)، و(رابعة ابن جرادي)..؟!

  * حلقات أعدها وكتبها: - حمّاد بن حامد السالمي - عبد الله بن حسن الرزقي - محمد السفياني - صورها - حمّاد السالمي
* كنا نحرص على تسجيل كل صغيرة وكبيرة، نراها أو نسمعها أو نقرأها، أو نودعها الكاميرا.. ومما وقفنا عليه بالتفصيل، ونعرضه في هذه الحلقة؛ ما له علاقة بالموروث الشعبي، من أكلات وألبسة شعبية، وعادات وتقاليد، وفنون وألعاب شعبية، وغيرها.
الأكلات الشعبية في العرضيتين
لكل مجتمع طعامه الخاص الذي اعتاد عليه وألفه وإن فرضته عليه بيئته إلا أنه يجد ما يكفيه ويسد به رمقه ويشبعه ويغنيه عن الأطعمة الأخرى، وكان الناس في الماضي يعتمدون على القمح وما يصنع منه (كالقرصان والعيش) وبعض المنتجات من سمن وألبان ولحوم، أما الآن فقد أصبح الأرز هو الطعام الرئيسي لأكثر السكان مضافاً إليه اللحم.
ومن الأكلات الشعبية الشائعة في المنطقة: العصيد - الخمير - الثريد - الحنيذ - المرقوق - المقلوبة.. وفيما يلي طريقة صنع الأكلات الشعبية:
* المرقوق: يعجن دقيق القمح حيث تقطّع العجينة على شكل قطع صغيرة وتوضع في الوعاء الذي يحتوي على شوربة الخضار أو الطماطم وتترك على النار حتى يصبح الطعام جاهزاً.
* القرصان: يعجن دقيق القمح بالماء ويترك حتى يتماسك ثم يقطّع إلى قطع ويقلّب حتى يتمدد ثم يوضع في التنور (الميفا) ويشعل بواسطة الحطب ويترك لمدة ساعة وبعدها يكون جاهزاً.
وتتنوع وتتعدد الأكلات الشعبية في العرضيتين وخلال زيارتنا للمنطقة قُدمت بعض الأكلات الشعبية التي منها وأشهرها: العيش البلدي: (المشغوث) وهومن أهم الوجبات في العرضيتين قديماً. ويُصنع من دقيق الذرة الحمراء والبيضاء والدخن. بعد ذر الدقيق بقدر فخاري يعرف قديماً بالتورة مصنوع من الطين الأحمر. ويتم تحريك الدقيق في الماء المغلي مع النار بالقدر المذكور بواسطة محرك خشبي مصنوع من الخشب خصيصاً ويعرف عند أهالي العرضيتين بالمخوض.
وبعد استوائه يُصب في أواني خشبية تعرف بالصحاف - مفرد صحفة - أو بصحان خشبية تعرف مفردتها بالصحنة. ثم يفج العيش ويصب في الفجوات العسل والسمن، ويضاف في آنية أخرى اللبن.
* العصيد: سألنا العم محمد صالح أحمد عن العصيد، قال: كنت أسمع بعض الأبيات المشهورة وهي لا تزال على ألسِنة العامة لكني لا أدري مصدرها وهي خاصة بالعصيد وهي:
ألا ليتني أنا والعصيد بخصمة
وأقراص من برٍّ تغير وتفرعُ
منذ القدم أسمع بهاذين البيتين حالماً يُذكر العصيد. وهي تصنع من أنواع متعددة من دقائق الذرة والدخن والبياض والبر (القمح) وهو الأفضل.
يضاف الدقيق إلى الماء بالقدر على مراحل وتساط بقضيب خشبي معروف عند السكان بالمكدة، ثم تُعاد إلى النار بعد سيطها كثيراً حتى تُجَوّد ثم توضع في صحن وتؤتدم بالمرق واللحم.
خبز الميفا
تُشكل عجينة البر والخمير مباشرة من دقيق البر - القمح وتوضع في التنور (حجمه متوسط) يسمى عند السكان (الميفا)، وبعد إخراجها من التنور تؤتدم على تلك القرصان بما يلي: اللبن، الحليب، الشدخ، الغلف، البحيتة.
الحنيذ:
وهذه أكلة معروفة على مستوى جنوب شبه الجزيرة العربية، وبخاصة في حضرموت ولعل مهدها الأصلي من هناك وقد وردت لفظة (حنيذ) في القرآن الكريم: {وَلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُواْ سَلاَمًا قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} (69) سورة هود، ولكل منطقة من المناطق أسلوبها وطريقتها في الإعداد وإن كانت الفكرة واحدة ففي العرضيتين: وجد آثار كثيرة لعدد من المحانذ في الكهوف وفي بعض مناطق الرعي وكان الراعي والصياد قديماً في الجبال يتولى الحنييذ بنفسه.
وطريقته: تُحفر حفرة في الأرض قدر ذراع في مساحة وفق الاحتياج ثم تطوى بالحجارة (تبنى جدرانها بالحجارة) ويؤتى بخشب - القرض أو السمر: أو الفيهاء ويشب فيه حتى تتقد المحنذة. وعندما تهيأ المحنذة يوضع في وسطها عتول من فروع شجر المرخ قاعدة ثم تفرش بالسلع أو بالبشام أو بخيطان المرخ الدقيقة ثم يوضع اللحم وتدفن المحنذة بالتراب بعد وضع خياش محكمة، وتبقى لمدة ساعة أو نحوها ليتم الكشف عنها، ويتم إخراج اللحم وإضافة الملح إليه ليكن جاهزاً لتناوله.
السليق
يُؤتى بقدر كبير يحتوي على ماء ثم يوضع على أثافي وتوقد النار تحته ثم يوضع اللحم مقطعاً ويبقى بالقدر حتى يجود، ثم ينزع بواسطة آلة تعرف (بالمنزاع) وفي مرقة اللحم يوضع الأرز.
ثم يقدم للضيوف اللحم مقطعاً أولاً وذلك على حسب العادة في توزيع اللحم، وعندما يجود ويستوي الأرز يقدم ثانياً.
الأواني المنزلية المستخدمة قديماً
1 - الصحِفة: آنية معروفة تصنع من خشب العزب والأبراء ويحفر عليها نقوش ولها حجول. أو الصّحنَة: وتستخدم للعيش المصنوع من الدخن والثريد والعصيد وهي مصنوعة من الخشب.
2 - المِذْنَب: ويستخدم لغرف الطعام بدل الملعقة حالياً.
3 - المِسَها: ويصنع فيه الخبز.
4 - القَدَح: يستخدم لشرب الماء وشرب اللبن وهو مصنوع من الخشب.
5 - السِّعْن: يستخدم لخزن الحبوب وهي مصنوعة من سعف النخيل.
6 - العِدْلة: تستخدم لخزن الحبوب وهي مصنوعة من سعف النخيل.
7 - القُفّة: (الزنبيل): تحمل فيها بعض الأغراض وهي مصنوعة من سعف النخيل.
8 - الجِحْل: ويستخدم للعجن والطبخ ويصنع من الفخار.
9 - الشَّرْبة: وتستخدم للقهوة العربية وتصنع من الفخار.
10 - الرَّحى: تستخدم لطحن الحبوب وهي مصنوعة من الحجارة.
11 - المِشْوفة: تستخدم بدل المروحة ويغطى بها على الأطعمة وتصنع من سعف النخيل.
12 - المِنْسفة: يوضع فيها الخبز والتمر.
13 - المُخْوض: يستخدم لتحريك العيش أثناء تصنيعه.
14 - المِيفَى: يستخدم لصنع أقراص الخمير المعمولة من حب الدخن أو الذرة.
أسماء الملابس الرجالية منها:
التوب، الجنادة، الدسمال، العصابة، الجديلة، الفتيلة، وهناك أسلحة تزين بها الرجال منها: الخناجر، والجنابا، والمسامت، والسيوف.
* الثوب: مصنوع من القماش الأبيض وكان يمتاز بأنه واسع واليدان طويلة.
* الجنادة: مصنوعة من القماش يصل طولها إلى ثلاثة أمتار تلف حول الوسط.
* الدسمال: تسمى (عمامة) وهي عبارة عن قطعة من القماش 80 ? 80 سم توضع على الرأس.
* العصابة: هي عبارة عن قطعة قماش أو تصنع من الزهور أو لحاء الأشجار توضع على العمامة وحل مكانها (العقال).
* الجديلة: مصنوعة من جلد الأغنام وتفتل على شكل خيوط متعددة وتلبس في الوسط تحت السرة.
* الفنيلة: عبارة عن عصابة تفتل من الحبال أو سعف النخيل توضع على الرأس وهناك أنواع أخرى ما زال بعضها موجودا حتى وقتنا الحاضر منها: الفوطة، المصنف، المشلح...
أما الملابس النسائية فمنها:
الحوكة، المدرعة، القوبع، المعصبة، الصدرية الفوطة، البرقع، السروال.
* الحوكة: قطعة من القماش يصل طولها إلى ثلاثة أمتار تلفها المرأة على وسطها وتغطي النصف السفلي من الجسم.
* المدرعة: عبارة عن ثوب من القماش الأسود الخفيف ويقوم بتطريزها وخياطتها النساء.
* المقلمة: وهي قطعة من القماش مثلثة كتثليث الغترة يغطى بها شعر الرأس وهي بألوان مشكلة.
* الثوب الساكت: هو ثوب أبيض في أسفله خطين أخضر وأصفر وله كتل يلبس كإزار العراجة ويلبس كرداء.
الفوطة: وهي كالعراجة مسهمة إلا أن قماشها ناعم الملمس كالحرير ويلبس كإزار من الوسط إلى الكعبين، وكان ثوب أسود يلبس في ذلك الزمان.
* القناع: قماش خفيف شفاف بطول مترين تقريباً وعرض متر ومنقش ومطرز، على أطرافه كتل من حرير وخيوط ذهبية يلف حول الرأس والكتفين والصدر
* المصنف: هو قماش مخطط أحمر وأصفر وأخضر وأبيض وأسود يلفه الرجال في أوساطهم ثم يضعون طرفه على أكتافهم وأما المرأة إذا خرجت من بيتها تطويه وتضعه على رأسها وعند النوم تلتحف به النساء ويستعمل لتغطية الجنازة.
* الحلي: هناك العديد من الحلي التي كانت تتزين بها المرأة ومنها:
القلادة: هي حبيبات خرز أو لؤلؤ مصنوعة من الزجاج والبلاستك والكرستال ومنظومة على خيط مشكاة أحمر وأسود وأبيض تعلقها النساء على أعناقهن، يزين الصدر والعنق.
* الخرصان: تصنع من الفضة وتضعها المرأة في أذنيها وحالياً من الذهب.
* الوضاحة: تصنع من الفضة وتضعها المرأة في ساعدها الأيسر.
* المسك: وهو سوار يلف على المعصم مصنوع من الفضة وفي وسطه مفصلة لتسهيل فتحه وغلقه وعليه نقوش تزينه.
* الفتخة: هي الدبلة تصنع من الفضة على أشكالها تنقش وتلبس في أصابع اليد.
* الخاتم: وهو يلبس في أصابع اليد، يكون في أعلاه خرزة لامعة وهو بأحجام مختلفة ويصنع من الفضة.
* الرشوش: يصنع من الفضة ويعلق على الرقبة ليزين الصدر.
* البريم: هو عبارة عن خرز كروي الشكل ينضم في خيط وتلبسه المرأة في وسطها.
* اللوايا: مصنوعة من الفضة وتلبس في أصابع الرجل.
الفنون الشعبية
من الفنون الشعبية المتداولة:
* العرضة: وفكرتها هي عبارة عن قاطرتين على شكل دائرة حيث يكون أي شخص في قاطرة محاذية شخص آخر في القاطرة الأخرى، حاملاً كل منها بيده سيفا أو جنبية أو عصا دافعين إحدى رجليهما مع إيقاع الزير والزلف ثم إرجاعها ورفع الأخرى.
وهو فن قديم وكانوا يكونون صفين متقابلين وكل صف يتكون من مجموعة من رجال متماسكين بالأيادي وبين كل رجلين امرأة وهو قريب من الخطوة إلا أنه أسرع في الأداء.
* المراقصة: يؤدي هذا اللون في تعمير الجرين وهي رقصات تؤدى على الزير فقط فيرقص مجموعة من الرجال ثم تقف وترقص المجموعة الثانية وهكذا.
* زيج المراقصة:
حللوا ملعبكم لا حليتم
دندن الراعد من حيث كنتم
* العرضة: كانت قبائل العرضية الجنوبية تشتهر بموروث (العرضة) وقد أورد المؤرخ عمر بن غرامة العمروي بقوله عن العرضة: العرضة بفتح المهملة وسكون الثانية وفتح المعجمة جمعها عرضات وعَرْضات.
وتؤدى العرضة بأشكال متعددة منها: الشكل الدائري أو صفان مثنى مثنى متقابلان، وأما عن تاريخها فأورد مصدرنا السابق بأنها تعود إلى عصور الأقوام البائدة قبل التاريخ.
مجالاتها وأوقاتها:
في النكاح، والعيدين، والدعوات العامة، وانتقال الخلافة من الحاكم السلف إلى الحاكم الخلف.
وقال العمروي: وهي نوع حربي يحث الناس على الكر والفر والرمي وأنواع الفروسية الأصيلة.
وأورد العمروي عن أداء هذا الموروث بقوله: وأما قبائل غامد وزهران ومنطقة بيشة وبلقرن وبني مالك سواء في التهم أو في السراة أو البادية فإنهم يؤدونها مصحوبة بالزير والدفوف على السواء، وتقام حالياً ولكن في حدود ضيقة جداً.
ومن الفنون التي كانت تؤدى: البيتاح وفيه تستخدم (الصفريقة) الناي.
وهناك من الطرق الطويل وهو ما يعرف بطرق الجبل.
وسوف نورد فيما يلي نماذج ومقاطع على كل موروث مما تقدم:
1 - نماذج ومقاطع من العرضة: رابعة لابن جرادي:
والله يا ون قلبي منك يا رابعة واحسابها
كل يومن وليلة ناويها في حسابي
كل يومٍ نبيع ونشتري فالف والمكسب مية
عَوّد أسبها واقول يا رابعة إن العيب عيبك
قالت لا عاد تسبني مع الناس ونت الخاملة
كل ما قلت تحفظ حقنا يا حسن سيبتنا
السّيرة: وهي تشييع العروس من بيت أهلها لبيت الزوج في موكب يتألف من الجمال المحملة (بالجهاز) يصاحب ذلك قرع الطبول والأزيار والغناء والقصيد، وقد يكون انتقال العروس من بيت أهلها إلى بيت الزوجية يستغرق أياماً كانتقالها من قرية إلى أخرى فيما بين العرضيتين الشمالية والجنوبية، ويستقبل الزوج وأهله وقبائله أهل قبائل العروس باللعب - عرضة - والأهازيج والغطاريف، وتنزل العروس في موكب بهيج من الترحيب التي منها:
مرحبا عد ما سارت خطاكم
مرحبا هيل .. مرحبا ألوف
مرحبا عد ما مشيتم - الخ... وينشد المسيرون بالعروس أناشيد منها:
اقبلنا سيره قويه فوقها شنطه
ورا دي والله ما يبرك جملنا حتى تاتي امقاديه الخ من الأهازيج والأصوات الألعاب الشعبية:
* ساري: يتقابل رجلان أحدهما يسمى (الزام) والآخر يسمى (الخطاف) ويتم الجري بينهما حتى يمسك أحدهما بالآخر وهذه اللعبة تمارس في النهار وعصراً وليلاً.
* المنازاة: (القحم): وهي لعبة تعتمد على الجري والقفز ولها حجر كبير ويسمى (المربيط) يبتعد عنه المتسابقون ثم يجري إليهم الواحد منهم ويعتمد عليه برجله ثم يقفز عليه من الأمام وأفضلهم هو الذي يبتعد بقفزته خطوات أكثر عن الحجر.
* لعبة البعية: وتتكون من فريقين وتعتمد هذه اللعبة على السرعة، أحد الفريقان يختار شخصا تكون معه البعية، ثم يحاولون الدفاع عنه، والفريق الآخر يحاول أخذ البعية منه، فإذا استطاع الإفلات منهم والوصول إلى الميراد يكون فائزاً هو وفريقه، أما إذا استطاع الفريق الآخر أخذ البعية والوصول إلى الميراد يعتبر هو الفائز وهذه اللعبة تمارس ليلاً في الليالي المقمرة.
* لعبة قرقح الحجلاني:
ينقسمون إلى فريقين أحد الفريقين يختفي والفريق الآخر يقوم بالبحث عنه وفي حالة عدم وجود أحد أفراد الفريق يصيح الفريق الباحث ويقول: قرقح الحجلاني، فيرد الشخص المختفي: تعالى اشتلني من مكاني ويقوم اثنان من الفريق بحلمه إلى المكان الذي يجتمعون فيه وتعاد اللعبة مرة ثانية، ويعتبر الفريق الباحث مهزوماً لأنه لم يستطيع أن يجد الجميع أما إذا استطاع البحث عن الجميع فيكون فائزاً ويختفي هو والآخرون يبحثون عنه وتمارس اللعبة ليلاً والألعاب كثيرة.
* لعبة القبة: وهي عبارة عن وضع أحد الألواح أو العيدان على حجر صغير بحيث يكون العود على حافة الحجر حتى يتم ضربه بإحدى العصي ليأخذ مساره في الهواء ثم يلقاه اللاعب بالعصا مرة أخرى ليضربه إلى الأمام حتى يأخذ مسارا أطول، ثم تقاس هذه المسافة وهكذا يلعب اللاعب الآخر نفس اللعبة وتقاس المسافة مسافته أيضاً ثم تحتسب النقاط لصالح صاحب المسافة الأطول.
* لعبة المرافصة: وهي عبارة عن ضم الرجلين بحيث تكون القدمين متلامستين ثم يقفز اللاعب إلى الأمام دون تفرقة القدمين وتقاس المسافة التي اجتازها أو قفزها، ثم يأتي اللاعب الآخر فيمارس نفس اللعبة وبعدها يتم قياس الفرق بين اللاعبين وتميز أحدهما عن الآخر.
* لعبة القبة: توضع حفرة وفوقها خشب صغيرة وترفع بعصا أخرى إلى أعلى وتضرب بالعصا إلى مسافة بعيدة ويتوالى ضربها حتى تخرج من الدائرة المرسومة.
لعبة المنازاة: وهي عبارة عن نصب عودين من عيدان الشجر ثم يوضع عليها عود ثالث يسمى عارضة فيبدأ اللاعب الجري من مسافة بعيدة ثم يقفز إلى أعلى حتى يتعدى هذه العارضة دون المساس بها، فإذا سقطت هذه العارضة فإن اللاعب غير فائز ولا بد أن يعيد اللعبة من جديد وهكذا يتبادلون ذلك بعض اللاعبين وهي تشبه لعبة الزانة اليوم، غير أن لاعب الزانة يستخدم عصا من الحديد تساعده على القفز، أما لعبة المنازاة فإنه لا يستخدم تلك العصا بل يمارسها دون ذلك.
العادات القديمة في العرضيتين للزواج في العالم كله احتفالات خاصة لما له من أمل في الإنجاب والمحافظة على الأسرة والإبقاء على النسل ولما فيه من مسايرة الفطرة التي فطر الله عليها الناس.. وهذه الاحتفالات فيها البهجة والسرور تتجلى على الأسرة كلها وعلى الأهل والأقارب وكان الزواج يتم على مراحل منها:
1 - ظروف الخطوبة: كان الشاب يعرف جميع بنات القبيلة اللواتي من سن الزواج نظراً لبساطة الحياة، يتفق والد الشاب مع ابنه على فتاة معينة يخطبها له فيذهب إلى والدها فيفاتحه في الأمر فيجاب على طلبه فوراً إن كان الشاب على دين وخلق وبالرفض إذا كان عكس ذلك، ويتم إكرام العريس وأهله بتقديم الذبائح والسمن والعسل والقهوة وفي هذه المناسبة تطلق بعض الطلقات النارية إعلاناً للخطوبة.
ويتم الاتفاق على المهر ويمكن تحديده بمبلغ من المال وبعض الأشياء العينية كالحب والسمن وغيرها أو يترك لأهل الزوج تقدير ذلك وفق ما هو متبع.
2 - ليلة الملكة: يحضر العريس قبل ليلة عقد القران الطلبات من ذبائح وبن وسكر وهيل.. ويدعو والد العروس وأهل القرية لحضور عشاء الملكة بعد صلاة العشاء ويتوافد أهل القرية ثم يتم عقد القران أمام المسجد غالباً.. ثم يتوجه العريس إلى عروسه للسلام عليها وتقديم الهدايا.
3 - الترويحة: قبل ليلة الزفاف بيومين يتم دعوة أهل القرية والقرى المجاورة لحضور حفل الزفاف، وفي الليلة السابقة لليلة الزفاف تحضر النساء مساءً إلى بيت العروس ثم تدار الرقصات الشعبية الخاصة بالنساء وبعد ظهور اليوم التالي تبدأ النساء التوافد على بيت أهل العروس، ثم يتم إعداد جهاز العروس ويوضع جهازها كاملاً على ظهور الجمال ثم تركب العروس في (الهودج) وتزف إلى بيت زوجها.. وعند وصول موكب العروس يصطف أهل العريس في صف واحد للترحيب بالعروس وأهلها، وبعد صلاة العشاء يتوافد الرفادة ويقدمون المساعدات المادية والعينية أما بعد نهاية أسبوع من الزفاف تذهب العروس مع عريسها إلى بيت أهلها وتحمل معها الهدايا وتمكث مع أهلها أسبوعاً ثم تعود إلى بيت زوجها، وإذا كان للعروس سمية تهدي لها بقرة، ثم يردون لها ما يساوي ثمنها دراهم.
وكان المهر يتراوح من 6 - 12 ريالا وأخذ في الزيادة حتى وصل في أواخر القرن الرابع عشر من مائة ألف إلى ثلاثمائة ألف ريال وفي هذه الأيام حددته معظم القبائل بستين ألف ريال.
وكان هناك عبارات يرحب بها أهل العريس بالعروس وأهلها منها:
مرحبا هيل.. عداد السيل
مرحبا عد.. ما مشيتم
حياكم الله يا أعز الضيوف
* الأعياد: يحتفل المسلمون في كل مكان بعيدين في السنة عيد الفطر السعيد ومدته ثلاثة أيام بدءًا من اليوم الأول من شهر شوال ويكون بعد الانتهاء من صيام شهر رمضان، وعيد الأضحى المبارك ومدته أربعة أيام بدءًا من العاشر من ذي الحجة حيث يكون الحجيج قد نزلوا من عرفات وتذبح الذبائح في هذا العيد الأضحية.. وكانوا قديماً في القرى يطلقون النار في الهواء لمن كانت أضحيته تحتوي على كميات كبيرة من الشحوم وتقام صلاة العيدين في مكان مكشوف إما في الوادي أوفي مكان بارز ومتوسط، وتوزع الزكاة قبل الصلاة وكانت تعطى للمطوع مقابل الصلاة بهم في رمضان والأعياد وغيرها ثم تتم المعايدة من منزل إلى آخر حيث يتم التحرك جماعات إلى منازل الأقارب وهذه العادات ما زالت مستمرة ولكن بشكل أقل.
وكان يقدم في العيد بعض المأكولات مثل القرصان والعيش والتزيد وكانوا يسمون عيد الفطر عيد (العيش).
وكانوا قبل الوقوف بعرفة يذبحون شاة وتسمى المناسبة (فتوح البيت) وكانوا يغنون لقدوم العيد:
أهلاً يا غايب سنة
وفطورك في المعجنة
يجتمع أهل كل قرية مع بعضهم البعض وكل واحد يأتي بما يستطيع عليه من الطعام وفي مكان واحد.
السماية وغيرها:
الاسم الأول: وهو ملفى عند القبيلة لاستعمال قبيلة أخرى إما لقصد تأدية المساوة أو المباركة بزواج أو ما شبه ذلك.
الاسم الثاني: ملفى يحصل داخل نطاق القبيلة لقصد المباركة بالزواج أو بمولود ذكر، حيث يجلبون له بعض النقود والبن والهيل. السماوة: وهي المشية من قبيلة إلى قبيلة أخرى بها سميهم. المشيات: كان المسمي يركز علماً أبيض في مكان بارز في القرية ويتجمع الناس حوله ليعرفوا سبب ذلك ثم يخبرهم بعلمه إذا كانت مشية أو مساعدة أو زواج.
المأتم والعزاء: العزاء في الوقت الحاضر يختلف عن العزاء في الماضي ولكن الحزن يخيم على أهل الميت في كلا الحالتين ففي الماضي يمتنع صاحب المصيبة عن الأكل والشرب لمدة يوم أو يومين أو أكثر من ذلك إلا شيء يسير، حيث يأتي المجاورون لأقارب الميت ببعض الطعام يواسونهم في مصيبتهم والتخفيف عنهم ذاكرين لهم بعض العبر وأن هذا قضاء الله وقدره ولا راد لأمر الله.
حل المشكلات بين المتخاصمين:
عندما كان يخطئ فرد على آخر يقدم مشكى أحدهم على أحد أفراد القبيلة ويقابل الخصم ويخبره بأن فلان شكى عليه من كذا.. ويتقابل الخصمان ومجموعة من أفراد القبيلة ويحكمون بينهم بالعدل والمخطئ يعذرونه بذبح شاتين أو ثلاثة على قدر المشكلة، وأحياناً تستمر المضايقة بين الخصمين حتى يرضخوا للحق. وإذا وقعت مشكلة بين قبيلتين تتوسط إحدى القبائل لحل تلك المشكلة إما بصلح بين الطرفين أو هدنة سنة أو سنتين.
الختان: الطهارة:
عند بلوغ الأولاد من سن العاشرة إلى العشرين يقوم أهالي الأولاد المراد ختانهم بإحضار (المطهر) ويجتمعون في الوديان المجاورة ويحضر الرجال وتقام العرضة، الحريم يرقصون ويشجعون ثم يتقدم الشباب فرداً فرداً إلى المطهر ويقوم بعملية ختان بدون بنج وبدون وسائل طبية ثم يرقص الشاب بعد الختان والدم يسيل وهو ينشد والناس يحتفلون ويشجعون ثم يعودون إلى منازلهم ويذبحون الذبائح ويقدمون الأطعمة، وما زال العالم الإسلامي يحتفل بالختان فهو سُنة قبل كل شيء ومع التقدم في المجالات الصحية بأنواعها و- بفضل الله - ثم بفضل الجهود العظيمة المبذولة أصبحت عملية الختان سهلة وبسيطة ولا تستغرق دقائق ورعاية تامة بعدها.
الضيافة:
الضيافة شيء متعارف عليه عند جميع القبائل العربية وكما قالوا في الأمثال: (الجود من طبع العرب) فصاحب المنزل يستقبل الضيف ويرحب به ويقدم له التمر والقهوة العربية ويشترك مع جيرانه في تقديم وجبة له دون أن يشعر ويقول (حياك الله على ما يسر الله) ثم يقوم الضيف بأخذ نصف الذبيحة وإرجاع النصف الآخر للمضيف ويقول (ذبح الله شانئكم) فيرد عليه المضيف (شانيكم والله يهنيكم) وعندما يفرغ الضيف من الأكل يقول (مكثور خيركم) ويرد المضيف (خيركم فداكم، والله يلقاكم) أما الضيافة في الوقت الحاضر فإن كل شخص يضيف الكثير من الناس - ولله الحمد - حيث كثر الخير واستقرت الأوضاع واستوطن أهل البادية وأصبحوا ملتحقين بأجهزة الدولة، وحكومتنا الرشيدة لا تألوا جهداً في سبيل راحة المواطن.
عادات غير معروفة في وقتنا الحاضر:
من العادات القديمة التي هي غير معروفة في وقتنا الحاضر: تقسيم اللحم في المناسبات على قدر مكانة كل شخص فإذا كان ذلك الشخص ذا مكانة اجتماعية يعطى له الجزء الأكبر أما إذا كان دون ذلك فيعطى جزءً يسيراً أما الأطفال فكانوا لا يعطون من هذه الذبيحة إلا الجزء البسيط ولا أدري هل كان ذلك احتقاراً لهم أم تقييماً لكبار السن.
عادات وتقاليد
ويقدم السمي هدايا وشرهات لسميه ويكون استقبال السمي وقبائله بالعرضة المحتوية على قصائدها...
يا لله عز الإسلام وارجح في موازينه في الأعياد.... والمناسبات العامة الليلة التي يتم فيها الإعلان عن العيد تنطلق أصوات بنادق الفتيل من فوق أسطح المنازل وكذلك عند قدوم المسافر وعند قدوم الحجاج تخصص لهم ولائم وتعمل لهم عنايات خاصة ومركزة، حيث تحبل لهم قعايد خصيصاً لا يجلس عليها سواهم.
الملابس قديماً
يلبس الرجل قطعة من القماش الأبيض أو الملون يلفها على نصفه الأسفل كالوزرة وتسمى الحوك.
في الزواج كانت المرأة قديماً تساعد وتشارك الرجل في الأعمال الزراعية والرعي.
الختان والثلبة:
كان يؤجل الختان إلى البلوغ ويكون يوم الختان يوماً مشهوداً يحضره حشد كبير من الناس، وتستمر الأفراح قبل وبعد الختان.. وكان الختان يجري بطريقة فيها رعب حيث يسلخ الجلد من تحت السرة إلى الفخذين دون استعمال مخدر وقد انتهت هذه العادة التي فيها يذهب الشباب المراد ختانهم قبل الختان للقرى المجاورة يدعون أهلها لحضور المناسبة.. وفي يوم الختان تؤدى رقصة تسمى عند بلقرن تهامة (الثليب) تدق فيها الأزيار.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved