Tuesday 12th September,200612402العددالثلاثاء 19 ,شعبان 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"مدارات شعبية"

رأي القارئ رأي القارئ

الاستثمار في الشعر فضائياً..!
قد يتفق معي من يتفق أن ظاهرة انتشار وكثرة صدور المجلات الشعبية قد أضرت بالساحة الشعرية أكثر مما نفعت بسبب ما تلحقه هذه المجلات من طبع صورة سيئة للشعر وكل من ينتمي إليه، وهذا قد يتضح للجميع ويبين من خلال ما تطالعنا به هذه المجلات على صدور صفحاتها المختلفة، وغير ذلك أن هدف صاحبها بل همه هو الربح والربح فقط آبهاً ومبالياً إن علت مكانة الشعر وأهله أو نزلت وحط من قدرهم، والدليل على ذلك ما نراه بين الفترة والأخرى من حجب لبعض هذه المجلات واختفائها من الوجود.الحال ينطبق تماماً على القنوات ا فضائية الشعرية؛ فقد انتقلت تلك العدوى من الأرض إلى الفضاء، عدوى لم يرق لها المكوث في الأرض ولم يعجبها ذلك؛ ففضلت التحليق في الفضاء؛ ظناً من أصحابها أن التحليق في الفضاء أكثر ربحاً وأسرع ثراءً.
هذه العدوى بعد ما ألحقت بالأرض الخراب والدمار وطبع صورة سيئة عن الشعر وأهله تريد - من خلال تحليقها فضائياً - نقل ذلك إلى عالم الفضاء.
كل من توافرت له الميزانية كاملة والمصاريف اللازمة التي تغطي ذلك المشروع اتجه إلى الفضاء وفتح له قناة فضائية شعرية، لا تهم النتيجة قدر ما يهم ما سوف يمخضه ذلك المشروع من ربح أو ثراء.
ومن يظن أن هدف هؤلاء هو الرفع من قدر مكانة الشعر وأهله فهو متوهم؛ فهؤلاء (العابثون) لا يعنيهم بل لا يهمهم إن علت مكانة الشعر أو حط من قدرها؛ فهدفهم - كما قلت - الربح والربح السريع.وإن قلمي - من خلال هذه الكلمات - حبره يخفق خوفاً؛ مما يحمله ذلك للساحة الشعرية من انتشار هذه الموضة المخيفة؛ فكل من هبّ ودبّ دخل هذا المجال فلا رقيب ولا حسيب على ما سوف يطلقه لنا الفضاء من خلال هذه القنوات؛ مما له الأثر السلبي أكثر من الأثر الإيجابي، فلا نذهب بعيداً، ولنا بقنوات الموسيقى عظة وعبرة؛ فقد انتشرت هذه القنوات وانتشر معها السخط واللغو والدمار و..، .. وطبعت صورة سيئة للفن وأهله، بل أصبح بعض من ينتمي إلى الفن يخجل ويستحي من أنه ينتمي إلى هذا المجال.. كل ذلك بسبب ما يشاهد في تلك القنوات من وقاحات وسخافات.قد يربح ذلك المستثمر في ذلك المجال ويحقق ما يريد تحقيقه، ولكن الخاسر الوحيد من ذلك هو الشعر وأهله. قلمي هنا ليس ضد فتح قنوات فضائية شعرية بل ضد كثرة وانتشار هذه القنوات دون رقيب ولا حسيب..! ما يخيف قلمي هنا أن كل من هب ودب دخل ذلك المجال وأصدر له قناة فضائية شعرية..!
ما يخيف قلمي هنا أن همّ أولئك الربح والثراء السريع من خلال الشعر وأهله؛ فلا يهم أولئك إن علا الشعر أو نزل..!
ما يخيف قلمي هنا أنه سوف يترك الحبل على الغارب دون من يمسكه ويقوده إلى بر الأمان..!
الشعر اليوم - بكل حسرة وتألم وأسف - أصبح جسر عبور لتحقيق أهداف ومآرب شخصية؛ فالشعر - ولا يخفى على أحد مكانته المعروفة لدى العرب منذ الأزل - يجب علينا بل يستلزم أن نعتني به من عبث العابثين ونرفع من قدره ونحفظ مكانته.
همسة شعرية
للشاعر أحمد الناصر الشايع


هل دمعي على خدي نهار الوداع
يوم قالوا بامان الله جاني بلاي
صرت مثل الغرير اللي بسن الرضاع
اتضيم واتصيح صياح من غير راي

هادي بن لهد العنزي
ص. ب 121852 الرياض11711

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved