دعوني أقول الشعر وزناً مؤثراً
لمن حل بالأرياف ضيفاً ونوراً
لمركز إشراف العلاية أنهم
كرام وسباقون قد عانقوا الذرا
سعدنا بلقياكم ففاضت مشاعري
فسجلت هذا الشعر حباً مسطراً
بمقدمكم حل الضيا والحيا همي
فألبس وجه الأرض دراً منثرا
تعانقكم (عرضيتي) وهي ترتدي
ثياب الوفا والحسن والنبت أزهرا
لكم عندنا حبين حباً لأنكم
لنا نسب والدين قد أوثق العمرى
فأنتم لحاف الجنب يا خير وافد
وصحبتكم با رفقة الدرب تشترى
سلام لمن للمجد شدوا ركابهم ومن
وجدا العليا دثاراً تدثرا
فيا مرحبا ً أهلاً وسهلاً حللتم
وماذا عسى يشفي الفؤاد من القرى
تهامة حيث سهلها وجبالها
وحاضرة تهدي التحيات والقرى
ولو تعقل الأشجار مدت غصونها
تصافكم أو يعقل الليل أسفرا
فطولي حبال الوصل لا تنصرمي
لعل أشفي القلب حينا بمن يرى
فمرحى أبا عبد العزيز وصحبكم
تحايا ترش الحب مسكاً وعنبرا
يحييك عبد الله سراً ومعلناً
يزف سلاماً صادقاً ومعطرا
وأزكى صلاتي والسلام مؤكداً
لمن خصه المولى رسولاً إلى الورى
وكذلك
تعالوا نعيش بأفيائها
وننحت في القلب أسماءها
تعالوا نردد أحلى النشيد
تعالوا لنقفوا آثارها
بلاد حبتها طبيعتها
جمالاً فسبحان من زانها
بلاد تسارع نحو العلا
طريق التقدم مضمارها
سعى المجد طوعاً إلى بابها
فهل عرف المجد أسرارها
أحن إليها وأصبو إلى
رباها واعشق أحجارها
بلادي درجت على أرضها
وبالعذب رويت من مائها
وعايشت فيها معاني الصبا
وغذيت من حلو ثمارها
بلادي سرى حبها في دمي
وترخص نفسي فداءً لها
ومهما عملت ومهما تعبت
سأعجز عن رد أفضالها
حنيني لمكة لا ينتهي
فطابت مناراً لعمّارها
وكعبتها قبلة المسلمين
تعلق قلبي بأستارها
بها الحجر والغار والمروتين
تزيل الهموم وأسبابها
وزمزم طعم ويشفي العليل
فهلا تضلعت من مائها
ويا طيبة النور أهدي السلام
فقد عادني طيف أنوارها
بهجرته حصنها المصطفي
فلما أتاها علا شأنها
فضمته حيا وسُرت به
فضمته ميتاً بأحضانها
وهذي الرياض سمت وارت
فسل نفط من فيض أخبارها
بلاد الباءة رياض الحمى
وريح الخزامي بأعطافها
أتاها المؤسس جنح الظلام
وأضحت وقد دك أسوارها
بستين شخصاً بنى دولة
سرى الأمن في كل أرجائها
عشقت بلادي فلا تعجبوا
كعشق الطيور لأوكارها
وعشق الروابي أتاها الربيع
فرشت له العطر له أزهاراً