Monday 11th September,200612401العددالأثنين 18 ,شعبان 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

دفق قلم دفق قلم
التدويخ الإعلامي
عبد الرحمن بن صالح العشماوي

هنالك سياسة إعلامية عالمية مدمِّرة، سياسةٌ تعتمد أسلوب التدويخ للناس بصورة عنيفة تصيبهم بالاضطراب والقلق والانبهار وعدم القدرة على اتخاذ المواقف الصحيحة تجاه الأحداث والأشخاص، سياسة (صهيوصليبية) قائمة على الإبهار الإعلامي، وتضخيم الأخبار التي يُراد تضخيمها، وتلميع الأشخاص الذين يراد تلميعهم، واستخدام أفضل وأرقى وسائل الإخراج الفني التي تدوِّخ المتابع وتجعله في حيرة من أمره.
هنالك تناقض سياسي وفكري وعقدي رهيب تنقله وسائل الإعلام بقوَّةٍ واقتدار، وهنالك تضارب في المعلومات وتصادم في الأفكار لا يملك معه المتابعون إلا أنْ يطلقوا زفرات الحيرة والاضطراب، إنها حملة إعلامية عالمية مريبة تشارك فيها معظم فضائيات العالم، بما فيها الفضائيات العربية التي ما تزال من أضعفها إلى أقواها تنفِّذ سياسة (التدويخ الإعلامي) بحذافيرها وبأظافرها ومخالبها وأنيابها التي تنهش عقل المتابع وقلبه وهدوءه وصوابه وبصيرته. تدويخ إعلامي رهيب يقابله ضعف هائل في التوعية الإعلامية لدى الناس، ووهنٌ في نفوس كثير من المفكرين والمثقفين والدعاة والمصلحين، وهنا تكمن خطورة هذا التدويخ الإعلامي.
لقد استوحيت هذا المصطلح من حالات كثير من الناس أصبحوا يردِّدون عباراتٍ واضحة ذات دلالات خطيرة، يقولون: نحن والله في حيرة، لا ندري ماذا نصنع، ولا نعرف أين الحقيقة، ولا نستطيع تحديد الموقف الصحيح من الأحداث التي تجري. وهناك من يقول بوضوح: أنا أشعر بالقلق على مصير الناس في هذا العالم، أنا أعجز عن النوم وعن اتخاذ القرار المناسب تجاه ما يجري، أنا أخاف على أولادي وأهلي ومستقبل حياتي الخاصة ومستقبل بلادي ووطني.
عبارات كثيرة تدل على أن راسمي سياسة (التدويخ الإعلامي) قد نجحوا في خططهم، وحققوا نتائج تزويرهم وتشويههم للحقائق وتغطيتهم لأكاذيبهم وأباطيلهم.
الحادي عشر من سبتمبر أصبحت ذكراها مناسبةً كبيرة للتدويخ الإعلامي والكذب الصريح على الناس القائم على ترويج أخبار ملفَّقة وصورٍ مدبلجة تنطلي على عامة الناس وبعض أهل الوعي منهم، ولكنَّها لا تنطلي على المتأمِّل الحصيف.
أشرطة مسجَّلة بالصوت والصورة لفلان وعلاَّن تُستخدم فيها أحدث وسائل دبلجة الصور والأصوات حتى يُخيَّل لمن يشاهدها أنها حقيقة لا تقبل الشك، مع أن التناقض فيها واضح، والادّعاء فيها بارز، فما نشر منها قبل عام وعامين يتناقض مع ما يُنشر منها الآن، ومع ذلك فهي من الأُسُس التي تعتمد عليها الدول المتسلطة في تنفيذ خططها وسياستها في عالمنا الإسلامي.
التدويخ الإعلامي جعل فضائياتنا ترسِّخ التناقض في عقول المتابعين من المسلمين المغلوبين على أمرهم، كما ترسِّخ - مع الأسف - الرذيلة في أفلامها وأغانيها موثَّقة بالصوت والصورة، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
إشارة
{إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَأَكِيدُ كَيْداً فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً}.

www.awfaz.com

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved