مع بداية أول يوم دراسي.. كان هناك انقضاض غير منضبط.. يومي الجمعة والسبت وربما الخميس أيضاً.. لشفط كل البضائع الموجودة في الأسواق..
** لقد تم سحب مواد غذائية وفواكه وخضار واحتياجات منزلية أخرى.. واحتياجات مدرسية وملابس.. وامتلأت الأسواق كل الأسواق وكان هناك زحام شديد على مكائن الصرف الآلي.. وطوابير أطول على (الكاشير) في المحلات والأسواق.. وامتلأت العربات وامتلأت شنط السيارات.. وصار هناك زحام وسيارات وتكدسات بشرية.. وصار هناك سحب على كل شيء.. حتى كاد أن ينعدم من الأسواق.. البيض والدجاج والكوسة.. والطماطم والشابورة والبطاطس واللحوم.
** كان هناك سحب بشكل غير مسبوق.. وحالة شراء بنهم كبير خلال يوم واحد أو يومين.. وما هي العادة مع بداية عام دراسي.. وستتكرر الحالة ليلة أول يوم من رمضان.. حيث سيتم سحب المكرونة والشوربة واحتياجات العصائر والسمبوسة واحتياجات رمضان الأخرى.. ويتبعها اللحوم والبصل والكراث والثوم والعجين والفول واحتياجات رمضان الأخرى.
** مشكلتنا.. أننا لا نذكر.. أو لا نفرغ.. إلا قبل الموعد بساعات.. فالناس.. وصلت من الإجازة قبل موعد الدراسة بساعات قلائل.. والثلاجات ومخازن البيوت خالية.. والاحتياجات.. المدرسية وسائر الاحتياجات غير متوفرة.. ولا مجال.. إلا بالانقضاض هكذا مرة واحدة على الأسواق والمحلات والمكتبات للتزوّد بتلك الاحتياجات.. ولولا أن أسواقنا ومخازننا ومستودعاتنا مليئة بالبضائع.. وبما يكفي لخمس سنوات.. لصار هناك مشكلة.. أو أزمة.. وربما تصل المسألة إلى (لِمْسْ الخشوم) لكن بلادنا بفضل الله.. غنية بالإنتاج المحلي أولاً.. ثم بكل البضائع المخزنة في المستودعات.. لمواجهة أي احتياج.
** ومع أن هناك البعض ما زال غائباً عن المدارس فلم يحضر حتى اللحظة.. كبعض المدرسات..
** نعم.. هناك مدرسات تبدأت الدراسة وهن غائبات.. والبركة في تقرير طبي يبرِّر الغياب من هنا أو هناك.. لأن بعض المعلمات تعتقد أن غياب الأسابيع الأولى من العام الدراسي.. نوع من الوجاهة الاجتماعية.. ونوع من التشخيص أو (الزَّمرة) عندما تقول.. إنني كنت في باريس أو جنيف أو لندن (وبعدين وش معجلنا)؟! ما قِدَّامنا إلا الحر والغبار.. وفول في الصباح.. وجحةٍ في الظهر.. وكبسة في الليل؟! هكذا يبررن الغياب أمام زميلاتهن.. أما أمام المدرسة.. فالبركة في تقرير طبي مختوم.
** اليوم الأول للدراسة.. كان امتحاناً للكل.. امتحاناً للمرور.. وامتحاناً لوزارة التربية والتعليم.. وامتحاناً للمعاهد والكليات.. وامتحاناً للجامعات.. وامتحاناً للسائقين وامتحاناً للمديرين والمدرسية وكل المعنيين.
** كان امتحاناً للآباء والأمهات.. وامتحاناً أيضاً.. للخادمات.. وامتحاناً لمطاعم الوجبات السريعة ودرجة جاهزيتها.
** نعم.. يوم امتحان حتى للشوارع والطرق والإشارات والأرصفة وحتى محلات الفول والتميس.. حتى يوم الدراسة الأول.. محل امتحان.
** قبل يوم الدراسة الأول.. كان الكل مستعداً ومتأهباً.. لأن هناك حوالي خمسة ملايين طالب وطالبة سيتحركون في لحظة واحدة.. ربما في الرياض مليون أو مليونان.. كلهم سيتحركون في ثوانٍ معدودة نحو مدارسهم.
** المرور.. وإدارات التعليم والمدارس والبلديات والصحة والجهات الأمنية وغيرها.. كلها استعدت مبكراً.. وكانت جاهزة لليوم الأول.
** لقد مرَّ كل هؤلاء بامتحان اليوم الأول أمس السبت.. وأتوقّع.. أن الكل.. نجح.. لأن الكل.. كان مستعداً مبكراً.
** عموماً.. هذا الأسبوع.. كلّه أسبوع استنفار.. أسبوع غير عادي في كل شيء..
** الشوارع.. ستزدحم.. والاختناقات المرورية.. شيء لا بد منه هذا الأسبوع.. حتى تستقر الأمور وتسير بشكل طبيعي.
** سائقون جدد يتعلَّمون لأول مرة.. وزحام شديد.. وشوارع لم ولن تتوسع.. وسيارات في ازدياد.. وعدد الطلبة يتزايد كل عام.. فماذا نتوقّع؟
** نحن كلّنا.. سنتعرض لامتحان اليوم الأول والثاني والثالث.. وحتى إتمام الأسبوع الأول.. عندها.. ستكون الأمور طبيعية.. و(سيركد الرَّمي) حتى آخر يوم في شعبان.. وللتذكير فقط نقول: شهر شعبان هذا العام ناقص.. يعني 29 يوماً..!!
|