إن حفظ كرامة الإنسان واحترامها هو حق طبيعي حتى لو أخطأ، فالكمال لله وحده! والسلطة في الإسلام هي أداة لحفظ الأمن والسلام للفرد والمجتمع.. فعلاقة السلطة بما يمليها من طبقة علمية أو اجتماعية أو غيرها يجب أن تقوم على أساس من الثقة والأمن والحب والاحترام المتبادل.. فالقيادة بأنواعها لا تكون بالخوف والرعب.. لأن فقدان الأمن الحسي والمعنوي يُفقد معنى الحياة.. فربما رأيت القوي يرعب الضعيف والأكثرية تُبيد الأقلية، وهكذا.. وان انعدام الأمن وتفشي الخوف والرعب يولد القلق والشقاء النفسي وهو مصدر من مصادر الفوضى الاجتماعية والاقتصادية والدينية..
والإسلام أعطى حق الأمن والسلام الاجتماعي الإنساني، فلا بد أن يتجسد هذا الحق سلوكياً وواقعاً ملموساً في الحياة.. فقال تعالى: {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}. من هذه الآية تتأكد حرمة سفك الدماء والفساد في الأرض.. وهذا ما نراه اليوم على مسرح الأحداث في فلسطين والعراق ولبنان!
وكذلك الاستمرار في انتهاك حقوق الإنسان وحريته.. وكلما اشتدت الأزمات تتصاعد نداءات الدعوة إلى السلم، وهو الهدف الحقيقي للإسلام في حين نرى اليوم أن مفهوم العالم هو أن الدعوة للسلام هو الاستسلام! والحلول لا يمكن أن تكون إلا عسكرية يُهدر فيها الكثير من الخسائر المالية والبشرية..
لذا كلنا قناعة بأن نشر ثقافة السلام يبدأ بنشر ثقافة الدين القويم، والعمل بسلوكياته.. فكما أقر الإسلام اختلاف الشعوب وتنوع حضاراتها دعا أيضاً إلى حوار الحضارات والتقائها - وليس صراعها - لأن الإسلام يحترم حرية الإيمان والعقيدة وهي الحقيقة التي غابت عن عدد من المتطرفين الذين ينعتون الإسلام بما هو براء منه..
وبما أن فكرة السلام موجودة في ضمائر الأمم على اختلافها.. فلا بد من تنمية ثقافة السلام ونشرها وبناء جسور الحوار بينها، وترسية مبادئ وثوابت الدين الإسلامي الحضارية وهي المساواة والحرية والعدل والتسامح والتكامل واحترام العقل وكرامة الإنسان.
|