Thursday 7th September,200612397العددالخميس 14 ,شعبان 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"زمان الجزيرة"

الأربعاء 27 ذي الحجة 1392هـ الموافق 31 يناير 1973م العدد (509) الأربعاء 27 ذي الحجة 1392هـ الموافق 31 يناير 1973م العدد (509)
تقلص القتال بين القوات الشيوعية وقوات الحكومة في فيتنام
ما زالت المصاعب تحول دون الشروع بالعمل في مراقبة الهدنة

سايجون - فيتنام الجنوبية:
قال متحدث باسم القيادة العسكرية لفيتنام الجنوبية إن القتال قد تقلص بنسبة كبيرة في اليوم الثالث لوقف إطلاق النار في فيتنام، ولكن الضباط الفيتناميين الجنوبيين قد ذكروا أنه من الصعب التنبؤ بأن هذا التقلص قد يستمر.
وقال المتحدث إن القوات الشيوعية قد شنت 311 هجوما خلال الأربع والعشرون ساعة التي انتهت صباح يوم أمس الثلاثاء، بينما شن الشيوعيون 426 في اليوم الأول الذي تلا وقف اطلاق النار، وقد حذر عدد من الضباط الفيتناميين الجنوبيين من أن القتال قد يتجدد بضراوة مرة ثانية خلال الأسبوع أو الأسبوعين القادمين.وتقول القيادة العسكرية لفيتنام الجنوبية إن قواتها قد خسرت 296 قتيلا وتسعة من المدنيين، وإن القوات الشيوعية قد خسرت 1761 قتيلا منذ بدء وقف إطلاق النار يوم السبت الماضي.
وما زالت مئات العائلات الأمريكية حتى يوم أمس الثلاثاء في شك حول مصير أبنائها المفقودين في جنوب شرق آسيا.
وكانت القوات الشيوعية قد قدمت يوم السبت الماضي بعد أن تم توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار في باريس قوائم تحتوي على أسماء 555 شخصا من القوات الأمريكية الذين ما زالوا تحت الأسر وعلى 55 شخصا ممن قتلوا أثناء أسرهم.وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد قدمت بيانا بأسماء 1925 شخصا أمريكيا اعتبرتهم أسرى أو مفقودين، وبذلك فإن الفرق في التقديرات هو 1315 شخصا. وكانت العائلات الأمريكية قد عبرت عن مخاوفها في بيان اصدرته يوم أمس لأن القوات الشيوعية لم تشر إلى الجنود الأمريكيين الذين تم اسرهم في لاوس، وأن عددا كبيرا من الأسرى الأمريكيين قد أعلنت القوات الشيوعية عن وفاتهم ولم تشر إلى أسمائهم في قوائمها.
وقال راديو هانوي يوم أمس الثلاثاء إن وزارة خارجية فيتنام الشمالية قد احتجت على ما أسمته بانتهاكات كل من حكومة سايجون والقوات الأمريكية لاتفاقية وقف اطلاق النار في فيتنام الجنوبية، وقد أتى هذا الاتهام بعد لحظات من اعلان الحكومة الأمريكية عن تقيدها التام باتفاقية وقف اطلاق النار وبعد أن أعلنت القيادة العسكرية الفيتنامية الجنوبية عن نشوب المزيد من المعارك وسقوط العديد من القتلى في فيتنام الجنوبية.ومن جهة أخرى أعلنت القيادة الثلاثاء أنه من المقرر أن يعقد الرئيس الأمريكي نيكسون في الساعة الثانية و30 دقيقة اجتماعاً مع المستر تزان فان لام وزير خارجية فيتنام الجنوبية. وكان المستر رولاند زيغلار المتحدث الصحفي باسم البيت الأبيض قد قال ان الاجتماع سيعقد في البيت الأبيض وسوف يحضره كل من تزان كيم سفير سايجون في واشنطن والمستر هنري كسينجر المستشار الخاص للرئيس نيكسون، وسوف يتم خلاله أجراء مشاورات حول استمرار العلاقات بين البلدين خلال فترة ما بعد الحرب.
وقال المستر زيغلار إن الولايات المتحدة تتقيد بوقف اطلاق النار وهي تتوقع من بقية الدول الموقعة على اتفاقية السلام أن تفعل نفس الشيء.
وفي الوقت الذي يبدو أن القتال بين الشيوعيين وقوات الحكومة في فيتنام الجنوبية أخذ بالتلاشي للمرة الأولى منذ اعلان وقف اطلاق النار فما زالت المصاعب بشأن الاجراءات تحول دون اللجنة الدولية ودون شروعها بالعمل في مراقبة الهدنة.
وقد أعلن تضاؤل الهجمات الشيوعية في البلاغ العسكري الأخير الذي أصدرته فيتنام الجنوبية، فقد قال البلاغ إن طرقا عمومية رئيسية عدة تربط سايجون بالاقاليم كان الشيوعيون قد قطعوها في السابق أعيد الآن فتحها؛ الأمر الذي قضى على التهديد بانقطاع الامدادات الغذائية عن العاصمة، غير أن عددا من الطرق الاخرى ما زال مغلقا.ويقول الفيتناميون الجنوبيون أيضا إن الشيوعيون ما زالوا يحتلون ما يقرب من نصف القرى المائة والعشرين التي كانوا قد اقتحموا طريقهم إليها في الأيام القلائل الماضية من القتال.
وتقول لجنة المراقبة الدولية التي عقدت أمس اجتماعها الثاني إنه لم يحرز بعد أي تقدم في جهودها الرامية إلى نقل المراقبين إلى الميدان، وطلبت من اللجنة العسكرية المؤلفة من فيتنام الشمالية وفيتنام الجنوبية والولايات المتحدة والفيتكونغ أن تعجل في تدابيرها. وقد أعيق عمل اللجنة العسكرية المشتركة نفسها بسبب النزاعات القائمة بين مندوبي الشيوعيين وحكومة سايجون بشأن إجراءات الهجرة، وبعد اعتصام المندوبين الشيوعيين مرتين بالتزامهم الجلوس لدى وصولهم إلى مطار سايجون تنازلت السلطات الفيتنامية الجنوبية عن مطالبها بأن يوقع المندوبون وثائق الهجرة.. غير أن وزارة خارجية فيتنام الجنوبية قالت إن هؤلاء المندوبين إنما سمح لهم بالدخول كبادرة على حُسن النية، وكررت قولها إنه لن يسمح لمزيد من المندوبين الشيوعيين بالهبوط في سايجون ما لم يتقيدوا بمتطلبات الهجرة.هذا، وقد وصل إلى سايجون المستر أجنيو نائب رئيس الولايات المتحدة لاجراء محادثات مع الرئيس ثيو. وقال مستر أجنيو في اشارة واضحة إلى قوات فيتنام الشمالية إن الولايات المتحدة لا تعترف بأي حق لقوات أي دولة أجنبية بالبقاء في أرض فيتنام الجنوبية.
وأكد من جديد تأييد الولايات المتحدة لحكومة الرئيس ثيو على أنها الحكومة الشرعية الوحيدة في الجنوب. وقال مستر أجنيو إن الأجهزة التي ستتولى ضمان سير اتفاق وقف اطلاق النار سيرا حسنا قد واجهت بعض العوائق الادارية وذلك أمر غير مستغرب؛ نظرا إلى طول مدة النزاع ولمشاعر الشك والعداء في الماضي، ولكنه واثق بأنه بالامكان التغلب على هذه العقبات، وناشد كل الأطراف أن تتحلى بالصبر من أجل تحقيق السلام.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved