* تقرير - قاسم دغيم الظفيري:
مع بدء العام الدراسي الجديد تنشغل الأسر بتجهيز متطلبات الطلاب الدراسية ومن هذه المتطلبات الحقيبة المدرسية التي يتهمها الكثيرون بالتسبب في بعض المشكلات الصحية للطلاب والطالبات خاصة صغار السن.
وأصبحت التشوهات القوامية إحدى المشكلات التي يعاني منها الأطفال في كل المناطق والمحافظات في المملكة العربية السعودية ومنها محافظة حفرالباطن التي تبدأ بالتكون معهم منذ الصغر وتظهر بوضوح مع تطور المراحل العمرية للطالب، إذ يتحمل مسؤولية إصابة طلابنا بها كل من البيت والمدرسة اللذين لا يكترثان للسلوكيات والممارسات اليومية الخاطئة للأطفال. ويتركانها تتكرر أمامهما دائماً وكأن شيئاً لم يكن، والنتيجة تكون طلاباً وطالبات مشوهي القوام يسيرون أمامنا بهيئة جسمانية غير صحيحة.
على الكتفين معاً
وطالب عدد من التربويين في مدارس محافظة حفرالباطن بعدم حمل الطالب والطالبة للحقيبة على أحد الكتفين حيث ينبغي لكل واحد منهما أن يحمل الحقيبة على الكتفين ويرفع رأسه حتى لا يحدث انحناء.
وذكر المعلم راضي رمضان أنه لا ينبغي سحب الحقيبة ذات العجلات لأن ذلك يسبب انحناءات في العمود الفقري إلى جهة الثقل، فالحقائب ذات العجلات قد تكون مصدر خطر مروري وسبباً لحوادث السير سواء بسبب اللعب أو اللهو حين تجاوز الشارع وقد تؤدي إلى إصابة بقية الطلاب عند سحبها في فناء المدرسة.
وذكر عدد من أولياء الأمور أن بعض المعلمين والمعلمات يطالبون الطلاب بإحضار دفاتر وأدوات مدرسية من الحجم الكبير مما يساعد في زيادة وزن الحقائب المدرسية التي يحملها الكثير منهم على ظهورهم وتتسبب هذه الأحمال على حد قولهم بتشوهات العمود الفقري الذي يعاني منه الكثير من هؤلاء الطلبة والطالبات ويسبب لهم التقوس في ظهورهم بسبب حملهم الخاطئ للحقائب المدرسية.
وذكر المعلم سعود الحمدان أن هذه المشكلة تكون عند الطفل أخطر كون عموده الفقري وعضلاته في طور التكوين، وحمل الحقيبة الثقيلة على ظهره يعرضه إلى تقوس الظهر، ولو حملها بيد واحدة دائماً تشوه ذراعه، بل إن الساقين نتيجة هذا الحمل الزائد يحدث لهما بعض التشوهات أحياناً وتظهر بهما نتوءات في العظام، لذلك لا بد أن تخفف الحقيبة المدرسية بالتقليل من الطلبات التي يطالب بها الكثير من المعلمين والمعلمات كما أن الكثير من مدارس البنات تهمل إعطاء الجداول المدرسية للطالبات مما يضطرهن إلى إحضار جميع الكتب المدرسية والدفاتر وكراسات الرسم والتفصيل والخياطة وغيرها من الملحقات التي ينوء بحملها الكبار فكيف بالأطفال الصغار.
وقد قمنا بوزن حقيبة طفل بالصف الأول الابتدائي فكان الوزن 6 كلجم تقريباً يحملها على ظهره يومياً في ذهابه وعند عودته من المدرسة.
وأضاف المعلم صالح العنزي أن حالات تقوس الظهر تنتج من العادات السيئة من ثني الظهر والانحناء في أثناء الكتابة والقراءة وفي الكتابة على أجهزة الحاسب الآلي، وطالب بتصحيح أوضاع القراءة والكتابة وتعويد الطلاب على الجلسة الصحيحة للقراءة، كما العادات اليومية وطريقة الجلوس والرقود تلعب دوراً كبيراً في حدوث هذه الحالات خاصة عندما يكون الجسم في طور النمو، فمثلاً من المعروف أن الجلوس الصحي الصحيح أن يكون الظهر مستقيماً ومتوازياً مع ظهر الكرسي ولكن كثيراً من الناس لا يهتم بجلسته فيجلس سانداً كتفيه فقط مع وجود فراغ كبير بين أسفل ظهره والكرسي، أي إنه بعبارة أخرى يقوم بتشكيل ظهره ليكون منحنياً كما عوَّده في الجلوس أو الرقود.
|