دلوني على أسواق بريدة
محمد الطويان

الأرقام الفلكية الصادرة عن لجنة الإحصاء منذ انطلاقة موسم عاصمة التمور مدينة بريدة والتي تتصاعد يوماً بعد آخر مما يعكس التميز وجودة المعروض كما أنها تعبر وبجلاء عن قاعدة عريضة لمدينة بريدة في المجال التجاري.
الأرقام تتضمن عدد السيارات وأسطول التمر وأسعار التمر مع أنواعها المتعددة فضلاً عن المستثمرين والباعة والمسوقين والمزارعين والذين يشكلون أرقاماً نفخر بها جميعاً.
غير أن ثمة رقماً طرحته الجزيرة استوقفني وأجبرني على الكتابة عنه لما يحمله من غبطة وسرور لكل غيور في هذا الوطن المعطاء.
يقول الخبر أن موسم انطلاقة تمور عاصمة التمور بريدة قد أتاح أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمائة فرصة عمل للشباب السعودي الطموح والراغب في أن يكون عضواً فاعلاً في مجتمعه.
وتتضمن الفرص .. البيع والتسويق والنقل أحد هؤلاء الشباب المنخرطين في العمل في سوق التمور يشير إلى أنه بدأ تجارته في شراء وبيع التمر بعشرة آلاف ريال وربحه اليومي منها يزيد عن ألفي ريال يومياً!!.
وآخر يمتهن السمسرة ويؤكد لنا أن دخله اليومي يتجاوز العشرة آلاف ريال وثالث يؤكد أن ما يتقاضاه في العمل في موسم التمور والذي لا يتجاوز الثلاثة أشهر يكفيه للعام كله.
نماذج مشرفة للوطن وسواعد كلها أمل وطموح وتتطلع للغد المشرق بكل تفاؤل بعد أن اتيحت لها فرص حقيقية للعمل .. شباب تخرجوا من مدرسة الحياة وعشقوا التجارة إما تأسياً بآبائهم أو أقاربهم أو من خلال البيئة.
ولا غرو في ذلك «فابن الوز عوام» وأقصد هنا أن أبناء مدينة بريدة قد تعلقوا بالتجارة منذ أيام العقيلات .
هذه النماذج قدمها سوق التمور وهناك أسواق أخرى في بريدة كسوق الماشية وأسواق الخضار والفاكهة وأسواق الذهب والمجوهرات وغيرها من الأسواق التي تحتضنها المدينة كلها تسعد بإدارة شباب سعودي طموح.. ونحن إذ ننظر لهؤلاء الشباب بإعجاب كبير وتفاؤل بأن يكونوا عماد الاقتصاد مستقبلاً كما فعل أباؤهم من قبل والذين يتكىء عليهم اليوم اقتصاد الوطن نتطلع لتفاعل وزارة العمل مع مثل هذه التوجهات الرائعة التي تصب في قالب السعودة وتعمل للقضاء على البطالة عبر أقصر الطرق.
أما أن تختص بريدة دون غيرها في هذه الميزة فتلك تحتاج إلى وقفة قد يطول الحديث عنها .. فبريدة نبع الخير .. توافرت فيها الأرض الخصبة .. وأنجبت الجيل الصالح الذي يجمع بين صدق الانتماء والولاء وعلو الهمة فكان نتاج الغرس مثمراً .. وأثر المواطنة الحقة إبداعاً في أي موقع .