ولقد توارى في الترابِ مُودّعاً
شيخُ المعالي والندى والطيبِ
مِنْ بعد تسعينٍ قضاها ذاكراً
شيخاً رحيماً واسعَ الترحيبِ
تبكيك عيني فالمدامعُ ثرّةٌ
يبكيك قلبي فالهمومُ نصيبي
تبكيك أبصارٌ ذوتْ أجفانُها
يبكيك كُلُّ مُبعّدٍ وقريبِ
لا تجزعوا يا منْ بكيتمْ شيخنا
بل أحسنوا ظناً بخيرِ مُجيبِ
واستذكروا أفعال حُسنٍ دُوّنتْ
بكتابِ ربٍّ عالمٍ ورقيبِ
هي جمَّةٌ يكفيكموا منها
كَفْلُ اليتيمِ فذاك فِعلُ الطيبِ
كُنَّا صِغاراً يُتّماً فبنى لنا
في قلبِهِ قصراً من التطبيبِ
ربّي وأنفقَ مُجزِلاً بعطائهِ
ما كان فينا حاجةٌ لغريبِ
يرجو بذلك مثوبةً مِنْ ربِّنا
متيقناً، ما كان في تكذيبِ
ندعُوك ربي فاستجبْ لدعائنا
واقبلْ رجاء صغارِنا والشِّيبِ
واجمعهُ في الفردوسِ إكراماً لهُ
مع خيرِ أصحابٍ وخيرِ حبيبِ