** كلما ينمو المجتمع ويتطور.. ويحتك مع الآخرين.. وما دام المجتمع يستقدم أجانب من كل الجهات وكل الدول.. وكل المجتمعات.. فلا شك أننا قد نواجه أصنافاً وأشكالاً وألواناً من التقاليد والأخلاقيات والممارسات الغريبة علينا.
** حقيقة.. يجب أن تقال.. أن العمالة الوافدة لها دور في ذلك.. ولكن عندما نتحدث عن العمالة الوافدة.. يجب ألا نعمم.. لأن الغالبية العظمى.. والسواد الأعظم من العمالة الوافدة.. جاؤوا بالفعل للعطاء والعمل والإسهام في تنمية البلد.. ولكن هناك (شرذمة) جاءت.. إما لأنها أصلاً.. لا تستهدف الخير.. ولا تستهدف العطاء والعمل.. بل جاءت تحمل الشر.. وإما أنها جاءت من دون عمل.. والعطالة والبطالة تعلم الفساد والإفساد.. وهذه نتيجة مجاملة (الطفارى) الذين يستقدمون هذه النوعيات الرديئة ويسرحونها في البلد.
** لعلي أولاً.. أتحدث عن جرائم النصب والتزوير والاحتيالات.. بل والشحاذة أيضاً أبطالها أجانب.. إذ تقول الأخبار المنشورة: إن المزورين أكثرهم أجانب.. وإن بعضهم مهرة في التزوير لدرجة الإبداع والإتقان والقدرة الفائقة على تزوير كل شيء.. أختام.. وثائق وسندات وخطابات وصكوك وكل شيء.
** مطابع.. ومحلات.. ومعامل متقدمة للتزوير.. يشرف عليها ويديرها أجانب.. وبكل جرأة يزوِّرون كل شيء.. ولا يهمهم أي شيء.. وعندما تتكشف الأمور تجدهم يُزَوِّرون كل شيء.
** مصانع في خرائب وزرايب وأحواش لصنع الأطعمة والمشروبات بكل أصنافها وأشكالها.. تُجهَّز في حمامات وأوساخ وبراميل (مصدِّية) وبأدوات كلها أوساخ وقذارات.. ومع ذلك.. تباع وتوزع وتسوَّق.. ونحن نأكل ونشرب و(نبلع).
** تُكتشف هذه المصانع ما بين وقت وآخر.. وتُصوَّر أمامنا في الصحف ونشاهد العمال بأدوات الصُّنع والمصنع.. بل ونشاهد مصانع ومعامل للخمور والمشروبات والسموم.. ومع ذلك نتساءل: لماذا تنتشر الأوبئة والأمراض بيننا؟! ولماذا يشتكي البعض من أمراض مستعصية وأمراض مزمنة وأمراض خطيرة؟!
** تصوَّروا.. مصنع يعمل ويصنع و(يدَّهِر) وله أكثر من عشر سنوات وهو في قمة نشاطه تصنيعاً وإنتاجاً وتوزيعاً.
** هذا المصنع الضخم.. يُصنِّع كل شيء ويبيع ويوزع كل شيء.. ويُموِّل الآلاف من الأشخاص.
** (أختام) وزارات وأجهزة مهمة.. وُجدت مع هؤلاء (مُزوَّرة) يختمون ما يريدون.. ووُجد معهم وثائق ومستندات وخطابات.
** يعملون.. ولديهم جيش من العمال.. وأسطول من الشاحنات.. وموزِّعون ونقاط توزيع و(لا جابُو خبر أحد)..
** في إحدى المدن.. وُجد مصنع خمر بدائي.. لكنه كبير جداً.. وضخم جداً.. وبه الآلاف من القوارير الممتلئة سموماً وأمراضاً وأوبئة يمكن أن تموِّل دول مجلس التعاون كلها.
** عمال ومكان.. ومصنع.. وأدوات.. ومواد للمصنع وقوارير وكراتين وبراميل ومواسير وكل شيء لهذا المصنع.. وهو يعمل ليل نهار وسط مدننا.
** وهناك من يُزوِّر لنا تأشيرات سفر.. ويُزوِّر لنا أختاماً وصكوكاً وإقامات.. ويُزوِّرون لنا.. كل ما يحتاجه.. ضعاف النفوس.
** هؤلاء المجرمون.. وهؤلاء الذين قدموا بتسهيلات منا.. ودفعنا مبالغ باهظة لاستقدامهم واحتضانهم وأكرمناهم.. تحولوا إلى أداة تدمير وسط مجتمعنا.
** نحن كما أسلفنا.. لا نُعمِّم الحكم.. ولكن نتحدث عن هذه الشرذمة.. هذه النوعية الرديئة من البشر.
** ثم إن هؤلاء أو بعضهم.. يقف وراء حوادث السرقات والنشل التي لم تسلم منها حتى المقابر.
** سرقوا كفرات السيارات الواقفة، ووزعوا أشرطة كلها خلاعة وفساد ومجون.. ووزعوا مخدرات وسموماً.. ووقفوا حتى وراء الفساد الأخلاقي.
** مآسٍ ومصائب كثيرة.. تقف وراءها تلك النوعيات الرديئة.. التي جاءت أصلاً للإفساد في الأرض.. ونشر الجرائم والأمراض الصحية والأخلاقية والاجتماعية والإساءة للمجتمع.. مع أنهم جاؤوا أساساً من أجل البناء والإصلاح والعطاء وإسعاد المجتمع ومساعدته.
** ماذا نقول؟!
** وماذا بعد مصانع الخمور والتزوير والسرقات؟!
** ماذا بعد تزوير الصكوك؟!
** والسؤال (اللِّي يفشِّل): هؤلاء الذين نشاهدهم يومياً في صحفنا وهم يقفون و(يبتسمون) وسط كراتين وقوارير الخمور وغيرها (وين راحوا)؟!
** ولماذا لا تُنشر صور كفلائهم ويُشهَّر بهم؟!
** لماذا نتستَّر على الكفيل وهو أصل المشكلة؟!
** كل هؤلاء المجرمين يقولون لكل مَن يسألهم: (أنا كفيل.. سعودي)!!
** وافهموها.. وحلُّوها.
|