أقرأ في الجزيرة عن إنشاء جامعات في مناطق المملكة وأقول تعقيباً: حلم يراود كل أهالي عفيف، حلم يسكن كل بيت في عفيف، بل يسكن كل فرد من أفراد الأسرة الواحدة في تلك المدينة، حلم ينام و يصحا عليه الأهالي. هذه الأحلام كلها كان مصدرها شيء واحد وهو أن تكون هناك جامعة في عفيف لتكون مركز إشعاع وتنوير ثقافي، وتكون حصنا منيع ضد الإرهاب والتطرف والرجعية. فكم شخص من عفيف ضاع حلمه في إكمال دراسته الجامعية لبعد المسافات بين عفيف وأقرب جامعة، حيث تبعد أقرب جامعة 400 كيلو متر؟؟!!.
وكم من شخص فقده أهله في تلك الطرقات بسبب الحوادث لبعد عفيف عن المدن الأخرى مئات الكيلومترات ؟؟!!
وكم من أسرة تشتت لذهاب أبنائها لتلك الجامعات.
وكم من طموحات في عيون الشباب والبنات يرونها كالسراب. وكم من أفراح التخرج لخريجي وخريجات الثانوية تحولت إلى أتراح بسبب الفراق للذهاب لتلك الجامعات البعيدة.
كم من مواهب دفنت ونوابغ طمست وعقول حجرت ضاعت قبل تهيئتها لخدمه الوطن. جامعة عفيف، بالإضافة إلى أنها مركز تنوير ثقافي وتعليمي ستكون عنصر جذب للتنمية للمحافظة، خصوصا أن عفيف مستوفية الشروط من حيث المكان والمساحة والسكان ونحن نعلم جمعينا أن هناك مدنا كبرى في العالم قامت على جامعة مثل كمبريدج وأكسفورد وشيكاغو وغيرها.
وعند إنشاء هذه الجامعة في عفيف يجب أن تكون أبرز كلياتها العلمية كلية الطيران، ويكون موقع هذا الكلية في نفس المكان الذي أقلع منه جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود ? رحمه الله ? على متن الطائرة التي أقلت جلالته لأول مرة من عفيف إلى الطائف، وذلك تخليدا لهذه الذكرى العظيمة.
باجد بن رفاع العضياني |