قال تعالى {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ}(11)سورة التغابن.
في يوم الأحد الموافق 20-6-1427هـ جمادى الآخرة 16 يوليو 2006 حدث خطب مؤلم موجع، وأمر مهول مزعج: غرق ابنتي الصغيرة ريم ذات الأعوام الأربعة.
فإلى من تسكن أعماق قلبي.. إلى فلذة كبدي ومقلة فؤادي..
يا وردة أشم عبقها وحدي.. يا نورا لا يضيء لأحد سواي.. إليك يا صغيرتي رسالة معطرة بأريج الزهور.. رسالة معطرة بأزاهير الحب. رسالة حب تحمل بين طياتها أنوار المحبة....
يا من اشتاقت إليها القلوب.. يا من اشتاقت أفئدتنا الى رؤيتها.. لملاعبتها.. لضحكاتها التي تملأ علينا أرجاء البيت تشتاق نفسي لمحادثتها وملاعبة تلك الطفولة البريئة... يعبر قلمي عن مشاعر فاضت بالحزن والعبرات الجياشة الخانقة التي امتلأت في صدري وكل كياني.. فكم كان خطبا مؤلما، وأمرا مهولا مزعجا رحيلك يا طفلتي...
مصاب جلل ذلك الذي خيم حزنه العميق على وجوه أركان بيتنا الصغير.. ولكن للأيام صروفها، والله يقدر لنا ما ليس في الحسبان.كان قدرنا جميعا أن يد المنون قد اختطفت تلك الطفولة البريئة..
الموت والفراق يشعرنا بالحزن والألم والتوجع ويخلقان جراحا غائرة عميقة في قلوبنا لغياب أو فقدان من نحبهم الا أن هذه الجراح لا تندمل الا بالصبر وقوة الإيمان.ما أصعب الرثاء، وما أقسى الفراق.. تضيق أمامي فضاءات العبارات على اتساعها عند الحديث عن فقدك يا حبيبتي... رحلت يا طفلتي فبكيت من حرقة الفراق..
بكيت وهل بكاء القلب يجدي؟ فراق أحبتي وحنين وجدي! فما معنى الحياة اذا افترقنا؟ وهل يجدي النحيب فلست أدري! فلا التذكار يرحمني فأنسى ولا الأشواق تتركني لنومي فراق أحبتي كم هز وجدي وحتى لقاءهم سأظل أبكي |
آه... يعجز القلم عن الاسترسال في الحديث عنك.. يا حبيبتي.. أصبح تجميع الكلمات بحقك امرا بالغ الصعوبة.. إن القلم جفت مدامعه.. والكلمات عجز عنها اللسان ليرثيك يا طفلتي..
آه يا ريم لو تعلمين بما في قلبي من حرقة على غيابك.. وفاتك اطفأت شعلة السعادة التي كانت تضيء في داخلي.. حقا إن فقد الأولاد موجع مؤلم للنفوس غاية الإيلام لكنها سنة الله (ولن تجد لسنة الله تبديلا) (كل نفس ذائقة الموت) ما أشد ظلمة الحياة حينما تفقد عزيزا وحبيبا لكنه قدر الله ولا معقب لحكمه ولا مبدل لكلماته فما أقرب الموت من الحياة.
فهذه هي حال الدنيا لا تبقى على حال.. أسأل الله جلت قدرته أن يثبتنا ويربط على قلوبنا، وينزل عليها السكينة والطمأنينة، وأن نكون ممن وعدهم الله في محكم آياته {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا ريم لمحزونون فإلى جنة الخلد يا حبيبتي.
|