من واقع بيئة اجتماعية مسلمة تؤمن بمبدأ النظافة من الإيمان؛ فمن المتوقع أن تكون بدايات اللقاء العملي التي لابد أن تحتضنها أروقة الدوام بتاريخ 25-7- 1427هـ من البدايات الزاهية التي نستشرف من خلالها طموحات قيمة العمل وآمال التفاني والتفاؤل بعام دراسي جديد، ولكن تُصدَم تلك الطموحات والآمال بواقع مرير عشناه نحن أعضاء الهيئة التعليمية والإدارية بكلية التربية الأقسام الأدبية بالرياض؛ حيث نُفاجأ بأن الشركة المسؤولة عن التشغيل والصيانة والنظافة لم تبذل جهداً البتة في سبيل تهيئة المبنى الأكاديمي لاستقبال العام الدراسي الجديد بكافة قاعاته وأروقته وبنيته التحتية والفوقية، إذ تفاجأت منسوبات الكلية بأكوام من الرمال، ولن أقول الغبار لأنها كانت أكواماً من الرمال كأقرب وصف لها يصور للقارئ حقيقة الوضع المأساوي الذي عانت منه أروقة الكلية، عدا عن فيضانات مقززة خلفت روائح بشعة من إحدى غرف التفتيش الموجودة في ساحات الكلية، حتى إن زهاء ألوان الدافعية والإقبال على العمل ومقابلة زميلات العمل بعد طول انقطاع بعد الإجازة الصيفية كل ذلك قد انحلَّ وسط أجواء من عبق الروائح الكريهة والأرضيات المتلثمة برمال الجو الصحراوي كما المعتاد لأي مؤسسة حكومية وأي مبنى دراسي تابع لقطاع التعليم، وكأنني قد سمعت بأن عقد الشركة التي كانت قيد العمل قد أُنهي، والسؤال هنا: ألم يكن من المفترض أن يوفر البديل الخلف قبل إنهاء عقد الشركة السلف فيما لو كان الأمر كذلك؟!!!،
أم أننا كقطاع عمل نسائي بعيد عن أعين الرقابة الرجالية في ساعات ذروة العمل لا يحق لنا المطالبة بأبسط حقوقنا كقطاع تعليمي عال يضم بين جوانحه خبرات أكاديمية عالية المستوى والكفاءة، تلك الحقوق التي من أقلها توفير النظافة والصيانة اللازمة للمبنى التعليمي الذي يعد من أهم أركان المنهج الدراسي في الكليات والجامعات، وتوفير عدد كافٍ من العاملات يخصصن للقيام بأعمال التنظيف لمكاتب الأعضاء الأكاديميات وليس فقط للمكاتب الإدارية ومكاتب رئيسات الأقسام فقط!
الأمر الذي نعاني منه منذ سنوات بل ربما منذ تعييني لم ينظف أحد مكتبي إلا بأجرة؛ حيث لا توجد مستخدمات مخصصات لذلك الأمر الذي حدا ببعضنا إلى استئجار عاملات على حسابنا الخاص مع علمنا بأن هذا هدر لحقوقنا كأكاديميات، ولا أنكر هنا عدم وجود مستخدمات بالكلية كي لا تؤخذ عليّ المعلومة السابقة، بيد أن المستخدمات الموجودات مخصصات فقط للمراسلة بين المكاتب وللقيام بأعمال النظافة اليومية لمكاتب رئيسات الأقسام والمكاتب الإدارية فقط، لقد بلغ الأمر ببعض الزميلات إلى هجر مكتبها لأكثر من سنتين كي لا تصاب بحساسية الصدر من كثرة الغبار المتراكم عليه!!!
ولطالما خيم الصمت على أفواهنا عندما كان الأمر يتعلق بنظافة مكاتبنا من باب لاحياة لمن تنادي، ولكن أن يصل الأمر إلى أن نمشي على الوساخة وكأن الموظفات قد مررن على مستنقعات مليئة بالحشرات والروائح الكريهة في دغل من أدغال إفريقيا، ونجعل من أنفسنا كيانات معطاءة ومهدرة الحق فهذا ما لا نرضاه أبداً، فالإسلام دعا إلى التجمل والتعطر والنظافة، وأنا هنا أناشد المسؤولين بإدارة التشغيل والصيانة بإدارة كليات البنات للالتفات للوضع الكئيب الذي عاشه صرح علمي حبيب قبل أن نصاب بأزمات الربو الشديدة على أثر المرور بين ممرات العمل فهذا حق من حقوقنا نطالب به لأننا نعلم أن الدولة- أعزها الله- لم تقصر تجاه أي مواطن وأي منشأة حكومية إذ خصصت الميزانيات الوافية لكل جهة، وآمل أن يصل صوتنا للمسؤولين عبر صفحات الجزيرة..... ودمتم سالمين.
|