Friday 1st September,200612391العددالجمعة 8 ,شعبان 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

لائحة التقويم المستمر الجديدة في المرحلة الابتدائية لائحة التقويم المستمر الجديدة في المرحلة الابتدائية
محمد إبراهيم فايع/خميس مشيط

العاملون في الميدان التربوي يدركون بأن المرحلة الابتدائية من أهم مراحل التعليم العام وهي تمثل القاعدة التعليمية لأبنائنا لأنها تهدف من بين أهدافها الكثيرة إلى تنمية المهارات الأساسية في تعلم القراءة والكتابة والعمليات الرياضية للطالب وتزويده بخبرات تتناسب مع نموه العقلي والعمري وتزيد من حجم تعامله الجيد مع محيطه الأسري والمجتمعي الكبير الذي يعيش فيه.
ونظراً لأن الميدان التربوي يشهد تطوراً في أساليبه وأدواته وفي القائمين عليه وفق ذلك المنظور الجيد أتت لائحة التقويم المستمر في المرحلة الابتدائية لتكسر القاعدة القديمة التي ألفناها في أن الاختبارات هي الأداة الوحيدة لقياس التحصيل الدراسي عند أبنائنا الطلاب فبدأناها بالصفوف الأولية وقد لاقت نجاحاً ولو بنسبة مقبولة ومازالت بحاجة إلى أن يجيد المعلمون تطبيق مفاهيم التقويم المستمر مع طلابهم حتى يمكنهم الوصول إلى إيجاد مخرجات رائعة تحصل على تعليم جيد يساعدهم في ذلك أنه لم تعد الاختبارات تمثل شبحاً مخيفاً فلقد تنوعت أساليب وأدوات التقويم ما بين الملاحظة والمشاركة والتدريبات والأداء العملي والواجبات بالإضافة إلى الاختبارات وتم توجيه الطلاب بطريقة تربوية نحو التنافس في كسب العلوم والمعارف والمهارات بعيداً عن التنافس الرقمي أو الدرجاتي غير المجدي وتوفر للطلاب متابعة مستمرة في حالة إخفاق أحدهم في تعلم المهارة وعملت اللائحة على إيجاد أجواء أمام المعلم لاتباع وسائل وأساليب مشوقة في التدريس وأعطت المعلم مساحة للتركيز على التعلم الذاتي والتطبيقات العملية للمهارات جاءت لائحة التقويم المستمر في المرحلة الابتدائية في صفوفها الأولية والعليا لمناسبتها للأهداف التربوية ولأن هذا هو التوجه الحديث للتربية الحديثة من أجل جعل المدرسة مكاناً محبباً لطلابنا والقضاء على مسألة الضرب عند الإخفاق فالبديل تدريس ومتابعة مستمرة ثم تقويم فلا حاجة للعقاب ولكن يبقى نجاح لائحة التقويم المستمر في المرحلة الابتدائية مرهوناً بتطور أساليب المعلم وتنوع أدواته وتطبيقه لمفاهيم التقويم المستمر وقناعته بهذا الأسلوب السليم الذي يراعي الجوانب التربوية والنفسية والاجتماعية للطالب وبالتالي مصداقية قراراته وصحتها وتناسبها مع التحصيل الدراسي لطلابه حتى يمكنه تحقيق الأهداف التعليمية الأمر الذي يجعل هذا الأسلوب الجديد في التقويم يبحث عن معلمين مميزين لديهم قدرة ومهارة على الانتقال من العطاء السلبي الذي يقتصر على قياس التذكر والحفظ إلى قياس قدرات أعلى عند الطالب مثل: الفهم والتحليل والتطبيق والتركيب وهذا يعتمد في الأساس على مهارات المعلم وقدراته في تنويع أساليب التقويم وأدواته والاستفادة من النتائج في معالي ظواهر التأخر والتقصير أو ما سوف يكتشفه عند طلابه من عيوب أو قصور سببه عوامل كثيرة وكذلك قدرة المعلم على تقديم دروسه وفق طرق مشوقة مصحوبة بوسائل تعليمية وتقنيات حديثة تساعد على إبقاء أثر التعلم وتقديمه بصورة يجد معها الطلاب متعة في التعلم وقدرة المعلم في إعطاء كل طالب حقه من التعلم والمعرفة ومراعاة ما يسمى بالفروق الفردية.
ونظراً لأن هذا العام 27 - 1428 هـ سيشهد تطبيق التقويم المستمر عند طلبة وطالبات الصف الرابع فالمعلم (المعلمة) للصف الرابع الذي سيطبق التقويم المستمر عليه أن يعتني بالتطبيقات المعرفية ويتأكد من الاتقان العملي للمهارات والمعارف والعلوم من قبل الطلاب وأن يقوي قنوات اتصاله بأسرة الطالب والمرشد الطلابي بالمدرسة ويشعرهما باستمرار بمستوى الطالب حتى يتمكنا من مساعدته وهناك نقطة جديرة بالذكر وهي سيجد المعلم أن هناك مهارات حد أدنى وهي المهارات التي يجب للطالب اتقانها كي ينجح وأنا أسميها مهارات شرطية ومن الخطأ أن يركز المعلم على تدريسها ويهمل بقية المهارات فكل المهارات أساسية والنجاح محدد بمجموعة من المهارات يلزم اتقانها وهذا يتطلب من المعلم أن يدون ملحوظاته وتقويمه باستمرار لطلابه وألا يعتمد على التوثيق الذهني فقد ينسى وقد يظلم ونقطة جوهرية أخرى وهي أن تقوم كل مدرسة بتوضيح مفهوم التقديم المستمر عند أولياء أمور الطلاب وعقد اجتماعه معهم لهذا الشأن وأن يكون هناك وسائل توعوية لأسر الطلاب يقوم بها المرشد الطلابي بالمدرسة وأن يعمل معلم الصف الرابع على إرسال إشعارات دورية أو متى ما رأى ذلك لأسر طلابه وأما ما يتعلق بسجل تقويم المهارات فقد يترك الأمر لكل منطقة تعليمية ليبدع معلموها في تصميم المسجل وهو مهم لمتابعة وتوثيق مراحل التقويم للطلاب ولكن أن يكون سجلاً مناسباً يعكس جهود وفهم المعلم للتقويم المستمر ويعينه على التعرف على مستويات طلابه حتى يتمكن من رسم خطط علاجية لمن أخفق في اتقان المهارات ومما هو جدير بذكره بأن لجنة التوجه والإرشاد لها جهود وخطط ودور في ظل تطبيق لائحة التقويم لا غنى عنه فهي تشكل من أول يوم دراسي ويستمر دورها طيلة العام حتى آخر يوم فيه وللمعلم الاستعانة بخبرات معلمي صعوبات التعلم في علاج بعض الحالات المكتشفة عند طلابه واللجنة تتابع وتشرف على النتائج الفترية للطلاب وتعقد اجتماعاتها عقب كل فترة من الفترات الأربع وتتابع جهود المعلمين مع الطلاب المقصرين وترفع تقارير فصلية عن حالة التعليم بالمدرسة.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved