لا يزال الكثير من القراء يرفضون الكتابات التي فيها إطراء أو مديح لشخص ما ويعتبرون ذلك أنه مهزلة وهبوط بأخلاقيات العمل الصحفي وأعتقد أن هذا مجانب للحقيقة لأن شكر الناس والثناء عليهم موجودة في موروثنا الثقافي، فديننا الإسلامي الذي يشكل أخلاقيات هذا الموروث يحث على شكر الناس الذين يصنعون المعروف للآخرين ونتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (من صنع لكم معروفاً فكأفئوه وإن لم تستطيعوا فادعوا له) وكذلك حديث آخر يقول من لم يشكر الناس لا يشكر الله.. هذان الحديثان يؤكدان أن الإنسان يجب أن يكون وجدانياً ومتدفقاً في إظهاره من خلال السلوك الذي يترجم إلى واقع في التعامل، وواقعنا اليوم تغير كثيراً عن حياة الأمس لأن القرون المفضلة والقرون التي تلتها أفضل بكثير من واقعنا اليوم، وأصبح الوجدان جافاً في طريقة التعبير عن بعض المواقف الإيجابية التي تصدر من بعض الناس الذين يقدمون خدمة للأفراد والأمة، وكثير منهم لم نسمع عن أعمالهم إلا بعد أن أصبحوا تحت الثرى صحيح أن شكرهم والثناء عليهم لن يكون أفضل وأجمل من ما وعد به رب العزة والجلال من أجر وثواب للمحسنين وجنة عرضها السموات والأرض ولكن ما نقصد في الثناء والمدح هو إشعارهم بأن ما يعملونه من أعمال وما يقدمونه من تضحيات لخدمة الأمة أنه محل متابعة وعناية واهتمام من العاملين في العمل الصحفي الذي يعتبر أيضاً المرآة العاكسة لهموم وتطلعات المواطن.. كذلك حثهم على بذل المزيد من هذه الأعمال التي تعتبر محفزة للآخرين للاقتداء بهم والسير على دربهم، إذاً لماذا هذه الحساسية ونحن نجهل هذه الأعمال التي قامت بها هذه الشخصية ولم نعلم عنها الأمن خلال الصحيفة الذي يفترض أن يقابل بالدعاء له ولمن قام بإبراز أعماله، وهم من يمتهنون العمل الصحفي الذين يحرصون أن تكون الكتابة في هذه المواضيع منطقية وواقعية وبعيدة عن الاعتبارات النفعية والشخصية وإن وجد بعض الكتابات التي فيها بعض المبالغات فهي قليلة ونقطة مهمة أحب أن أنبه عليها أن بعض الكتابات التي فيها المديح والثناء تكون عن أشخاص تقاعدوا من العمل الوظيفي أو أشخاص لا يحبذون البروز أمام الناس فتكريم هؤلاء من خلال الكتابة هو أبلغ تكريم وإشعارهم بأن أعمالهم حاضرة في قلوب أبناء هذا الوطن، وقبل هذا وذاك أن يكون إحسان الظن بالناس هو السمة التي يتصف بها القارئ ولا يطلق العنان لنفسه في التقليل ممن كتب عنهم وأن يكن مبدؤه في التعامل مع هذه الكتابات قل خيراً أو اصمت. والله من وراء القصد،،،
|