|
انت في"الرأي" |
|
في الوقت الذي نشيد ونبارك ونحيي كل خطوة تتخذها الوزارة لصالح العمل الإداري أو التربوي ونثني على صناع القرار وأصحاب الأفكار.. في المقابل أيضاً ننقد بقوة عندما نكتشف خطأ في قرار صدر أو تنظيم اعتمد هذا هو الواجب والمطلوب من كل من لديه حس وطني ومهني وتربوي.. في الوزارة ظل النقد يوجه لها من غير المنتمين إليها كموظفين أو عاملين بها وهذا النقد يجد التأييد من المنتمين لوزارة التربية نفسها سواء كانوا مسؤولين كباراً أو صغاراً ولهذا غابت المصداقية وفقدت الحقيقة كما نزعت الجرأة والصراحة لمناقشة مثل هذه القرارات أو التنظيمات وإشعار معتمدها بخطئها وفداحة سلبياتها وأثرها على العمل الإداري أو التربوي لأن النظرية المعتادة في عملية التعامل مع المسؤولين الكبار ومكاشفة أمرهم يشوبها نوع من المجاملة ويتعاملون وفق المقولة المشهورة (الرأي رأيك والشور شورك وقرارك صائب وأنت المخلص والناصح إلى غير ذلك من الكلمات).. في الوزارة قرارات سابقة لا زال الميدان يعاني منها سنة بحسن قصد لكنها فقدت الناصح المخلص والمستشار الأمين الذي يواجه المسؤول الكبير ويوضح له مكامن الخلل ومواضع الاخفاق وأماكن الأخطاء حتى بات في حكم الإلزام أن مخالفة الوزير أو النائب أو الوكيل أو المدير في قرار أو تنظيم يندرج تحت عرف قلة الأدب وعدم الاحترام والتطاول عليهم!! فيا سبحان الله عندما نواجه هؤلاء بأخطائهم ونوضح لهم سلبياتهم فيما يتخذ من قرارات أو يسن من تنظيمات تمس مصلحة العمل يطلق عليه قليل الأدب والاحترام!! طيب ماذا يسمى من يقول للوزير أو النائب والوكيل والمدير قراركم صائب وتنظيمكم مميز وهو يعلم علم اليقين خطأه ومجانبته الصواب أين النصح؟ أين الصدق؟ أين الإخلاص؟ والله إن كثيراً من مشكلاتنا الإدارية وتنظيماتنا التربوية التي تتسع يوماً بعد يوم ناتج من عدم المواجهة والمصارحة والمكاشفة والنصح الصادق والنقد الهادف فإما أن توافق أو تضحك وهذا هو السائد وإما أن تواجه وهؤلاء قلة لكن مصيرهم الاقصاء والمحاربة لأنهم يصنفون أعداء المسؤول أو المسؤولين هذه حقيقة وواقعة بناء على معايشة وتجربة مررت بها سابقاً.. أعود لموضوعي المتمثل في عملية تكيلف مدير تعليم البنين أو البنات في حال تمتع أحدهما بإجازة صيفية بإدارة تلك الإدارة يصدر قرار التكليف من قبل وزير التربية وهذا التنظيم الإداري خطأ فادح أعيد ارتكابه مرة ثانية والذي أثبت فشله سابقاً عندما تم تكليف مدير تعليم بنين مشرفاً على تعليم البنات والعكس صحيح حيث تعطلت مصالح الناس وضيعت حقوقهم وأخرت معاملاتهم وساد الفساد الإداري والمالي لعدم قدرة المدير المشتت على ضبط وتسيير العمل حيث يجد حزماً من المعاملات قد رجمت على مكتبه تحتاج إلى توقيع وأخرى إلى توجيه وثالثة إلى دراسة وإصدار قرار ناهيك ما يدس داخلها من معاملات تبطل حقاً وتحق باطلاً استغل تشتت أفكار المدير الذي لم يكن أمامه إلا التوقيع دون الاطلاع على مضمون تلك المعاملات وقد قالها لي صراحة أحد المسؤولين الذي كلف بهذا الأمر خطأ ذلك القرار وما نتج عنه من سلبيات تحتاج إلى وقت طويل من أجل إصلاحها وتعديلها.. اليوم الوزارة تعيد نفس الخطأ وعلى نفس المنوال دون أي سبب مقنع فما المانع أن يتولى الإدارة المساعدون في حالة تمتع المدير بإجازة وهم الذين ينيبهم المدير العام في حال حضور ندوات أو لقاءات أو دورات تتجاوز الاسبوعين أحياناً؟ أليس المساعدون أكفاء ولديهم القدرة والخبرة في إدارة العمل؟ أليس المساعدون ولي بعضهم إدارة تعليم؟! أليس المساعدون أدرى وأعرف من مدير نصب للتو مديراً؟ أليس المساعدون هم من تدرجوا بالعمل الإداري وكسبوا خبرات تربوية وأخرى إدارية؟ إن هذا الإجراء المتبع يعيد الوزارة إلى الوراء عشرات السنين في الوقت الذي نجد وزارات تسابق الزمن وتستفيد من التقنية والتكنولوجيا الحديثة لتطوير العمل وتسخيرها لما هو مفيد وسريع.. في الوزارات الأخرى لم نسمع عن تكليف كما هي حال الوزارة وخذ مثالاً وزارة المياه والكهرباء ففي كل منطقة إدارة عامة للمياه وأخرى للكهرباء ومع هذا يتولى نائب المدير الإدارة في حال تمتع المدير العام بالإجازة أقول إن هذا التنظيم لا يتفق تماماً مع توجيهات ولي الأمر حفظه الله الذي ما برح يشدد ويؤكد على سرعة إنجاز معاملات الناس وتيسير أمورهم وتذليل كل المعوقات وقرار التنظيم المعمول به الآن يتنافى تماماً مع هذا التوجيه وهو معطل ومعوق ومؤخر لمصالح الناس..مواطن يقطع مئات الكيلو مترات لديه قضية أو معاملة في تعليم البنين مثلاً ليفاجأ بأن المدير المكلف يداوم في تعليم البنات ومواطن آخر لديه مشكلة عاجلة لا تحتمل التأخير في تعليم البنات يحاول مقابلة المدير لكنه يصطدم بأنه يداوم في تعليم البنين وهكذا هي المعاناة التي يعايشها المواطن في تنظيم لم يراع فيه تيسير المصالح وتخفيف المعاناة.. فهل تعيد الوزارة النظر من جديد بهذا التنظيم بصورة تعقل وتمعن أم تبقى الحال على وضعها وتكثر الشكوى والتذمر.. الأمل بالوزير كبير وبمعالي نائبه الخبير التربوي والقائد الإداري د.سعيد المليص لحل هذه الإشكالية. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |