Wednesday 23rd August,200612382العددالاربعاء 29 ,رجب 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"عزيزتـي الجزيرة"

شاكراً (الجزيرة ) شاكراً (الجزيرة )
يجب أن يكون هدف الكاتب المصلحة العامة

أتابع باهتمام ما ينشر في صفحات القراء من كتابات متنوعة، وتعقيبات متعددة، وحوارات شيقة ، أجد فيها الكثير من الإبداع والإمتاع، ويسعدني أن يكون لي مع ذلك وقفتان الأولى: فتحت جريدة الجزيرة - مشكورة - المجال لقرائها ليعلقوا على كل ما ينشر في صفحاتها، بل وخصصت لذلك صفحة يومية متميزة هي (عزيزتي الجزيرة)، ولا شك أن هذا عمل رائع يدل على علو كعب الجريدة وتقديرها لقرائها واهتممها بآرائهم، وإيمانها بأن ما يكتب في صفحاتها إنما يمثل وجهة نظر كاتب المقال خاصة، وأن ما يكتبه من آراء وملحوظات وانتقادات وإشاعات ونحوها ليس هو الصواب الذي لا يقبل الجدل والمناقشة، بل كل أقوال البشر وآرائهم ووجهات نظرهم هي عرضة لكل ذلك، ولذا فقراء الجريدة يقدرون عملها هذا ويكبرونه في أنفسهم وتكبر معه نظرتهم لجريدتهم المتميزة في هذا الأمر على بقية الصحف، حتى انها تنشر تعقيبات قرائها على جميع كتابها بدون استثناء مع شدة أساليب بعض الردود وقسوتها أحياناً، بل وتعطي وتفتح المجال لأكبر عدد من التعقيبات على مقال واحد فقط إذا كان الأمر يتعلق بموضوع مهم والحاجة داعية إلى ذلك، ولعل أقرب مثال يدور في ذهني حول هذه المسألة، ما حصل مع مقالة المهندس الماضي التي عقب بها على مقال خيرية السقاف (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) فلما كان الموضوع يتعلق بحديث نبوي صحيح صريح واصلت الجريدة نشر التعقيبات الموضحة للأمر حتى وصلت في عدد واحد إلى خمسة وفي آخر أربعة وهذا عمل يثمنه قراء الجريدة ويشكرونها عليه، وبالمناسبة فإنني أحيي المهندس الماضي على موقفه من تلك الردود حيث لم يكابر ويتعنت وهذا هو شأن من ينشد الحقيقة، وهذا يبين أيضاً أهمية فتح المجال للردود والتعقيبات حين تثري الساحة الصحفية وتجلي الحقائق بأبهى صورها.
الثانية: يجب على الكاتب والمناظر والمحاور أن يكون هدفه من ذلك المصلحة العامة وإحقاق الحق، بعيداً عن الانتصار للذات، والاستماتة في الدفاع عن أقواله وآرائه حتى ولو ظهر له خطاؤه فيها ومجانبتها للحقيقة، وليحذر أشد الحذر من تضليل المخالف وتسفيه آرائه أو التهجم على ذاته وشخصه، أو وصفه بأوصاف غير مناسبة لأن هذا يدل على ضعف النفس وفساد الطوية وهو استجابة صارخة لنزعات الشيطان وألاعيبه، ولعل من المناسب هنا أن أسطر كامل الشكر وسابغ الثناء لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء الذي تمثل ما ذكرنا آنفاً في كتاباته وردوده التي تتحفنا بها الجزيرة بين الفينة والأخرى، فهو وفقه الله مع كثرة مشاغله وارتباطاته لم يغفل عن متابعة ما يجري في الساحة ولم يبخل بإبداء النصح والتوجيه وجاد -حفظه الله- بكشف الحقائق بأسلوب علمي كاف ومختصر ولعل هذا ليبين لنا أهمية مشاركة العالم في حياة الناس وتبصيرهم بأمور دينهم وإيضاح ما لبس عليهم في ذلك.وكم نحن بحاجة في هذا الزمن الذي زاد فيه التجرؤ على دين الله وثوابته ومسلماته في بعض القنوات والصحف ومواقع الانترنت وغيرها، أقول كم نحن بحاجة إلى العلماء المخلصين الموثوقين الذين يبينون للناس الصواب، ويكشفون الحقائق، بارك الله في جهود الجميع وسدد على طريق الخير والحق خطاهم.
وفي الختام لا أنسى أن أكرر شكري وتقديري ومعي مئات الآلاف من القراء لجريدة (الجزيرة) ممثلة برئيس تحريرها الأستاذ خالد المالك وجميع منسوبيها لاهتمامها بآراء هؤلاء العلماء ومبادرتها بنشر تعقيباتهم بل ووضعها في المكان المناسب حتى صارت حلقة بين العلماء والمواطنين وجميع الناس والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

أحمد بن محمد البدر / الزلفي

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved