أفادت رقية وأجادت
لا للإسراف في الأفراح

سعادة رئيس تحرير الجزيرة الأستاذ خالد بن حمد المالك -حفظه الله-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
قرأت مقال الأستاذة رقية سليمان الهويريني المنشور في جريدتكم المباركة يوم السبت الموافق 11 رجب 1427هـ العدد 12364 ص 29 بعنوان: (وعن الأفراح أحدثكم) وذكرت أن سير إسراف الأفراح ما زال يجري كالسيل الهادر ومازالت الأموال تُصرف بتهور دون تفكير أو مراجعة للنفس إلخ.
أفادت وأجادت ووضعت النقاط على الحروف وأصابت -جزاها الله خيراً- فقد نهى الله تعالى عن الإسراف والتبذير وحذر منه فقال تعالى:{كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (141) سورة الأنعام.
وقال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (31) سورة الأعراف.
وقال تعالى: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا، إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} (الإسراء 26 - 27). قوله تعالى: (وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا).
لما أمر الله بالانفاق نهى عن الإسراف فيه بل يكون وسطاً كما قال تعالى في الآية الأخرى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} (67) سورة الفرقان.
ثم قال منفراً عن التبذير والسرف ({نَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} أي أشباههم في ذلك وقال ابن مسعود التبذير: الإنفاق في غير حق وكذا قال ابن عباس وقال مجاهد: لو أنفق إنسان ماله كله في الحق لم يكن مبذراً ولو أنفق مداً في غير حقه كان مبذراً.
وقال قتادة: التبذير النفقة في معصية الله وفي غير الحق وفي الفساد وروى النسائي وابن ماجة من حديث قتادة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كلوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف ولا مخيلة.
وروى الإمام أحمد بسنده عن المقداد بن معد يكرب الكندي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما ملأ ابن آدم وعاءً شراً من بطنه حسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث طعام وثلث شراب وثلث لنفسه. ورواه النسائي والترمذي من طرق عن يحيى بن جابر به وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح. فعلينا أن نتقي الله ونحذر عقابه وأليم عذابه وقبل أن يحل بنا ما حل بغيرنا من الحروب والفتن والزلازل والفيضانات وغير ذلك من المصائب والكوارث والسعيد من وعظ بغيره.