قرأت مقالاً للأخ هادي العنزي يوم الخميس 24 جمادى الآخرة يثني فيه على دُور تحفيظ القرآن ويشتكي فيه من قلة الدعم لها.. فأقول: بارك الله فيك وفي أقلام شباب الأمة المساندين لكل خير والمتجافين عن كل سوء.. إخوتي سأتحدث عن دَوْر دُور تحفيظ كتاب الله في تنمية المجتمع ودعم أسسه بكل ما ينفع.. فنلاحظ بحمد الله انتشار دور الخير، وفرحة الأهالي بكل دار تفتتح في حيهم، ويبدو ذلك جلياً في تبرعاتهم حسب مقدرتهم. والدُّور لها أثر فعال في المجتمع، وسأركز على دورها في تنشئة الفتيات الصالحات والرقي بالمرأة المسلمة؛ فهي تحتوي المرأة وتُقَسِّم الحلقات حسب المستويات التعليمية لهن وتراعي تدريسهن تجويد القرآن الكريم وعلومه والتحفيز على حفظ ومراجعة القرآن الكريم، كما تراعي إيجاد حضانة للأطفال، فترى الأم دارسة مستقرة البال مطمئنة على أطفالها بحمد الله. وتتسابق دور التحفيظ النسائية في العناية بثقافة المرأة المسلمة، فتقدم برامج ثقافية تربوية هادفة منوعة للترويح عن المرأة بكل ما ينفعها، بالإضافة إلى عرض بعض المشغولات اليدوية للنساء؛ مما ينمي ميولهن الفنية ويدفعهن لأداء دور في المجتمع. وأيضاً توفر الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم فرصاً لبعض الطالبات في دراسة بعض الدورات القصيرة في الحاسب الآلي والمفيدة لهن؛ مما يرفع إدراك المرأة المسلمة ووعيها. وتقوم دور التحفيظ النسائية بالإفادة من خبرات بعضها البعض في الزيارات بين الدور والتعرف على إنجازاتها وعمل الدورات المفيدة المشتركة.
وإنني لأدعو لكل القائمين على دور التحفيظ وأشكر ولاة الأمر على اهتمامهم بها، ولا أزال أثني عليها، وكيف لا وقد ملأت فراغي - بحمد الله - بما ينفعني وزادت من اهتمامي بحفظ كتاب الله ووجهتني لكل خير.. وعرفتني بصديقات صالحات..!! وإني لأذكر قصة أخية لنا تقول: كنت قبل فترة خريجة جديدة.. أعاني من الفراغ.. وتشتت الصويحبات في الدنيا.. ولا أعمل! أفكر ملياً فيما يملأ فراغي.. هل هو البلاستيشن أم الانكباب على التلفاز؟ ولكني ربأت بثقافتي عن الانغماس فيما لا ينفعني.. وهداني الله إلى دور الخير.. حيث وجدت الأنس في كتاب الله والرفقة المعينة على الخير.. وتفعيل ما درسته في عمل لوحات جميلة مفيدة للدار.. ثم إني واصلت الدراسة حتى عملت فيها مدرِّسة ولله الحمد، وقد وجدت هناءة البال هناك.
ثبت الله أختنا ووفقها هي والساعيات إلى الخير.
غير أن دور التحفيظ النسائية تشتكي من قلة الدعم المادي الذي يوفر مكافآت المعلمات.. وهدايا الدارسات.. برامج متنوعة وأنشطة متجددة!!
فنلاحظ تسرُّب عدد من معلِّمات دور التحفيظ وتنقلهن بين المدارس والدُّور.. لقلة المكافآت التي تفيدهن في تدبير حياتهن وأسرهن.. وبالتالي نفقد فرصة الإفادة من الخريجات الجامعيات الحافظات لكتاب الله.. عبر توظيفهن الذي ينمي المهارات كافة لديهن، حيث تفضل شريحة كبيرة منهن الدراسة في دور التحفيظ على العمل فيها، كذلك قلة الدعم للهدايا.. حيث تصل بعض الدارسات إلى إتقان تلاوة وحفظ وتجويد كتاب الله.. فتتمنى الدار تكريمها كأفضل تكريم، لكن قلة الدعم في الحوافز والهدايا لا يمكنها من ذلك ويجعل المعلمات جزاهن الله خيراً يستقطعن من مكافآتهن لتشجيع الدارسة!!
كذلك تتأخر شهادات وجوائز المتسابقات سنوياً في مسابقة الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم التي تفرح بها المرأة الكبيرة في السن قبل الصغيرة لقيمتها المعنوية الدافعة.. وهذا بسبب قلة الدعم.
وإنني أتمنى من الله التوفيق لدور التحفيظ في كل مكان.. وأعلم حرص ولاة الأمر على العناية بكتاب الله وحفظه، وتفاؤلي قوي في زيادة دعم وتفعيل دور التحفيظ!!
إضاءة
تستمر دور التحفيظ - على رغم الافتراءات المغرضة - في طرح ثمارها اليانعة بفضل الله ثم بفضل عناية ولاة أمرنا.. حماهم الله وأعزهم دنيا وأخرى. وتستمر أشجار باسقة تظلل من حولها وتبعث بروائحها المنعشة وثمارها الطيبة، فتحية زكية لكل من استقطعت من جهدها ووقتها لتعليم الناس الخير وحث الفتيات على كل ما ينفع، تحية زكية للأخية أم حمد.. زكية السيرة.. ونحلة الخير النشيطة، وفقها الله. والأستاذة أم معاذ.. الصدر الحنون لكل فتاة تحتاج إليها.. ضوء وغيث العطاء. و... و... والأسماء كثيرة.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
حياة العبد العزيز |