Sunday 20th August,200612379العددالأحد 26 ,رجب 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

مع خطيب الجمعة مع خطيب الجمعة
د. علي إبراهيم صالح السلامة /القصيم - الخبراء

في يوم الجمعة الموافق 14-4-1427هـ صليت الجمعة في جامع (العجلان) في مركز الخبراء بمنطقة القصيم وقد استهل خطيب الجامع خطبته بالحديث عن الرياح التي هبت على منطقة القصيم منذ مطلع هذا الشهر وختم حديثه عن الرياح قائلاً: (إن العذاب لا يمكن أن ينزل لوجود أمانين، ذهب الأول وهو النبي صلى الله عليه وسلم وبقي الثاني إلى يوم القيامة وهو الاستغفار، ثم تلا قوله تعالى {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}سورة الأنفال.
وبعد ذلك التقيت إمام الجامع خارج المسجد بعد الصلاة وقلت له إنك لم توفق في إيضاح تفسير الآية وأنك أعطيت ضماناً لنا بعدم وقوع العذاب وذكرت له بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي تحذِّر من وقوع العذاب ولكنه لم يعبأ بكلامي وتهرب من الموضوع، ومن ثم رجعت إلى كتب التفاسير فتوصلت إلى أن كفار قريش قالوا كما في الآية الكريمة: {وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} فنزلت {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} يعني نزلت الآية في كفار قريش ولكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب يعني ان الاستغفار أمان من العذاب، ولكن هناك أحاديث وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم وتخوفه من العذاب مثل أنه صلى الله عليه وسلم إذا هبت الريح الشديدة عرف ذلك في وجهه وحين ينعقد الغمام في السماء ويكون السحاب ركاماً بعضه فوق بعض ترى النبي صلى الله عليه وسلم يقبل ويدبر ويدخل البيت ويخرج والهم يعلو محياه فتقول عائشة ما لك يا رسول الله فيقول ما يؤمنني أن يكون عذاباً إن قوماً رأوا ذلك فقالوا هذا عارض ممطرنا فقال الله {بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} أو عندما سألته صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها (أيهلكنا الله وفينا الصالحون؟ قال نعم إذا كثر الخبث) وروى الإمام أحمد عن صفية أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: (زلزلت المدينة على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا أيها الناس ما هذا ما أسرع ما أحدثتم - لئن عادت لا تجدونني فيها) لقد كان عمر رضي الله عنه يعرف أن وجود بعض المعاصي داخل مجتمع المدينة سبب لوقوع البلاء.
وروى الترمذي في جامعه عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف رجل من المسلمين يا رسول الله ومتى ذلك قال إذا ظهرت القينات والمعازف وشربت الخمور) وفي رواية إذا كثر الخبث.
إذاً الاستغفار سبب من أسباب منع العذاب بشرط عدم وجود الخبث يعني الاستغفار لا يمنع وقوع العذاب بوجود الخبث.
وكتبت كل هذا إلى إمام جامع العجلان وقلت له ليس عيباً ولا ينقص من مكانة الرجل أن يستدرك ويتراجع عما قاله في الجمعة المقبلة ولنا مثلاً في عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما أراد أن يخفض المهر عارضته امرأة مستندة إلى آية من القرآن فلم يتكابر رضي الله عنه وقال أخطأ عمر وأصابت امرأة.
ولكن خطيب الجمعة أصرَّ على موقفه وكأنه تعايب أن يستدرك ما قاله وكأن شيئاً لم يكن، مع العلم أنني عرضت ما توصلت إليه على بعض طلاب العلم والمشايخ الذين وافقوني على ما قلت.
معالي الوزير أملي بالله ثم بكم أن يحث خطباء الجوامع على تحري الدقة فيما يقولون في خطب الجمعة وأن تكون هناك محاسبة لهم على ما يقولون حتى يتحقق الهدف من خطبة الجمعة لأن المجتمع يرى أن ما يقوله الخطيب صحيح لا يحتمل الخطأ، وأنهم قدوة في كل ما يقولون.
هذا ما أردت إيضاحه لتستبين الحقيقة فيما قلته. والله من وراء القصد والهادي إلى سواء السبيل.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved