مرحى مليك الخير جودُك يعبق
والروح فيك إلى الفضائل تسبق
ذخراً تعيش لأمة تخطو بها
شهماً إذا موج الكريهة يحدق
لبنان عانقكِ المليك بحبه
وبعزمه يحليك نصراً يشرق
فزهت خمائلك الأبية تنتشي
لمَّا تسامى الفعل حقا يصدق
وجرى على حُلل الزمان يراعُها
كيما يسطر موقفا يتألق
صمدت بوجه المعتدين تسومهم
ذلا يسربلهم نيارا تحرق
مرحى مليك الخير لُحْت بأفقنا
بدراً ينير فصافحتكم (جلّقُ)
وهفت إلى بيروت صيدا تختطي
زهوا وكادت من ربيعك تنطق
رمز الإخاء بك الشهامة تعتلى
عرش الوفاء، ومن هنالك أخفقوا
يُمناك سحاء العطاء تدفقت
كيما تغيث هناك شعبا يُرشق
أرسلتها فوق الغمام عزيزة
تحنو وتمسح دمعة تترقرق
لاحت بها دِيَم الخيور نقية
بعزيمة في مشرع هو أسبق
جود من الطبع الأصيل يزينه
ثوب التقى، والرأي فيك موفق
هبتْ على وقع الخطا آكامنا
وجرت تقبل موكبا يتدفق
وسرى النسيم فطاوعته ربوعنا
فخرا، وبات البحر فضلك يعشق
لبيت في عجل وعزمك صادق
فخطا بموقفك الشجاع الفيلقُ
لم تكترث مهما تقوّل حاسد
فالجود في سفر الخلود موثق
نهلت بفيضك أمة فتنسمت
لما حواها فجرك المتدفق
أقبلت في هب النسيم تبثها
طلا فأضحت في ظلالك تُورق
رقصت على إصرار خطوك ورقها
وتباشرت تلك البطاح وخندق
أرخيت ثوب العز مؤتلق النما
فسكنت أفئدة بقربك تعبق
يمناك هب عبيرها يلقي على
ثغرى الجريح تبسما يتحلق
غرقت مواخر في بحار حسودهم
لكن بحرك زفها يترفق
مهما دعت تلك الكتائب فارسا
فلأنت عبدالله فينا الأسبق
ماذا يقول الشعر فيك مليكنا
والمجد أنت وأنت بحرٌ يغدق
فلتبق عبدالله رمزا يحتذى
للخير في دجو الشدائد تبرق