Thursday 17th August,200612376العددالخميس 23 ,رجب 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"سماء النجوم"

العفو خير لكم العفو خير لكم

إن تغذية دعائم الغضب يمكن أن تديم الجرح إلى الأبد.. هذا ما يؤكده الدكتور فريد لوسكين الذي ألَّف كتاباً بعنوان: (العفو خيراً لكم).. دعا فيه إلى العفو لنعيش حياة أجمل.. وقال: العفو هو شعور بالطمأنينة التي تأتي عندما تتعامل مع آلامك بدرجة أقل شخصية، وكذلك عندما تتحمل المسؤولية عن مشاعرك وتصبح في القصة التي ترويها بطلاً بدلاً من أن تكون الضحية.
إن العفو هو تجربة الراحة التي تشعر بها في الوقت الحاضر.. فالعفو لا يغيِّر الماضي، لكنه يغيِّر الحاضر، وهو يعني أنك اخترت أن تتألم بدرجة أقل حتى لو كنت مجروحاً.. كما أن العفو ملك لك وليس لأحد آخر، فبإمكانك أن تعفو وتعيد العلاقة من جديد أو أن تعفو وتقطع علاقتك مع الشخص الذي أضرَّ بك.
إن أعظم فائدة للعفو هي تأكيدنا على أننا لسنا ضحايا للماضي.. وقد أثبتت الأبحاث العلمية بشكل واضح أن تعلُّم العفو يعد أمراً جيداً لصحة الفرد وسعادته؛ فهو جيد للصحة العقلية وكذلك للصحة البدنية طبقاً للمعلومات الحديثة، كما شهدت بالقوة العلاجية للعفو مجموعة من الدراسات العلمية الحاسمة.
وأوضح عدد من الدراسات أن كثرة العفو تحسن صحة الفرد.. كما أوضحت بعض الدراسات أن الشعور بمزيد من المشاعر الإيجابية مثل الامتنان والإيمان والاهتمام له تأثير إيجابي على وظائف الجهاز الدوري.. فالعفو له نتائج إيجابية على حياة الفرد.
العفو يستطيع معالجة الماضي وتزويدنا بحاضر أكثر أمناً.. فهو يسمح لنا أن نفكر بمزيد من الوضوح، وأن نحل مشكلاتنا بطريقة حكيمة، وأن نتمكن من الحصول على مداخل أعظم لمشاعر الحب.
وعدَّد الدكتور فريد لوسكين أربع مراحل يجب خوضها في رحلة تحوُّلك إلى شخص يتَّسم بالعفو:
في المرحلة الأولى يتعرض الناس لخسارة في حياتهم ويشعرون بالغضب ويميلون إلى تبرير عواطفهم السلبية.
وفي المرحلة الثانية نقوم بتحرير أنفسنا من هذا الشخص الذي أساء إلينا.. ونتخذ خطوات نحو رؤية الأشياء بشكل مختلف.
وفي المرحلة الثالثة نتذكر الشعور الطيب الذي شعرنا به في آخر مرة تمكَّنا فيها من العفو.. ومن الممكن أن تكون تجربة العفو هذه قد حدثت منذ خمس عشرة دقيقة.. ونركز على العواطف الإيجابية وتحول انتباهنا إلى إصلاح العلاقة
أو التخلص من رؤية الموقف على أنه يمثل مشكلة.
وفي المرحلة الرابعة يتم التخلي عن كثير من الأشياء المزعجة ونبدأ في التفكير بالطرق التالية:
- إنني أريد أن أضيع أقل وقت ممكن من حياتي في الشعور بعدم الراحة المتولدة عن الغضب.. كما أن لديَّ إرادة في الاستجابة بشكل جيد
عندما لا تسير الأمور على النهج الذي أريد.
- إن الحياة تأتي بالتجارب الإيجابية والسلبية.
- إن التعامل مع الحياة يعد ضرباً من التحدي.. إنني أريد أن أكون المنتصر، ولا أريد أن أكون الضحية.
- إنني أعرف أنه من المؤلم ألا
يقوم الناس بالعفو عني.. إنني لا أريد أن أضر الآخرين بهذه الطريقة.
- إن الحياة مليئة بالجمال والعجائب المبهرة.. إنني سأفتقد الشعور بهذا الجمال إذا اعتكفت على التفكير في الآلام أو الجراح القديمة.
- إن الناس يبذلون ما في وسعهم، فإذا حدث الخطأ فإن أفضل طريقة لمساعدتهم هي التفاهم والعفو.
- إنني لست كاملاً فكيف يمكنني أن أتوقع من أي شخص أن يكون كاملاً.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved