Wednesday 16th August,200612375العددالاربعاء 22 ,رجب 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

لبنان إلى أين؟ لبنان إلى أين؟
لبنى بنت عصام عبدالله الخميس

حرب مفاجئة لم تكن في الحسبان، حرب ضروس اقتحمت لبنان الشقيق من غير سابق إنذار لكي تعلن الخوف والجوع والدمار، (ما بين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال)، لماذا يرحل كل ما هو جميل؟ ولماذا نفقد كل ما نحبه؟ وكل ما هو بشع ومخيف ومميت يفرض علينا؟، ولماذا نحن مضطرون أن نتحمل أخطاء وهفوات الآخرين؟ العديد والعديد من الأسئلة تطرح نفسها، ولكن دون جواب يثلج الصدور. اليوم لبنان تدمر ويشوه وجهها الجميل الدافئ، وتموت روحها النابضة بالشباب والحياة، إن الورد اليوم ذابل، والنور خافت والشجر عابس، إنها الحرب المؤلمة والقاسية والجائعة لأكل الأخضر واليابس.. إسرائيل التي لها تاريخ حافل بالحروب ومضرج بالدماء التي هي مرفوضة من المجتمع العربي والإقليمي تعذب لبنان الحبيبة مرة أخرى وتحرمها فرص التمتع بالحياة واللحاق بركب الدول المتقدمة، إسرائيل اليوم تحرم الطفل البسمة، والأم لذة الأمومة، والأسرة التلاحم والوئام، وتسرق من الشعب اللبناني الأمن والأمان، من غير حسيب أو رقيب أو رادع أخلاقي أو قانوني، بل إن إسرائيل تجد دوما من يدعمها ماديا ومعنويا وعسكريا من قبل الدولة الأقوى عسكريا (الولايات المتحدة الأمريكية) التي ترفض العنف وتنبذ الإرهاب بكافة أشكاله، وتطالب بالديمقراطية دائما.. أثبتت من خلال هذه الحرب أنها متناقضة مع نفسها فهي دائما جاهزة للدفاع عن إسرائيل وتبرير مواقفها العدوانية المتوحشة بحجتها اليتيمة (الدفاع عن النفس) فأي قانون دولي وحق إنساني يجيز ويسمح لها أن تدمر وتفجر شاحنات إغاثة كانت لمدنيين لبنانيين أحرقهم ومزقهم عذاب ولهيب الحرب اللعينة.
لبنان إلى أين؟ سؤال يطرح آلاف المرات يومياً في نفوس اللبنانيين ما هو مصير لبنان بعد هذا التطور والتقدم والنماء الاقتصادي والسياحي السريع المثيرالذي جعل بيروت زهرة الشرق اليانعة تصبح أجمل المدن والعواصم العربية العالمية بشهادة الآلاف من السياح والزوار الذين يقصدون بيروت سنوياً.. لكن كل ذلك أصبح لمحة من الماضي وشيئا من الذكرى، وحلما من الأحلام، حلما مزقته إسرائيل من غير شفقة، كما أنها لم تبال بأياد عمرت دون كلل أو ملل، حيث كان أمام ناظريها صورة جميلة وملونة للبنان القادم بقوة إلى العالم ليعرض ثقافته وحضارته العريقة لجميع الشعوب والأجناس وليثبت للأرض أنه الشعب الحر المحب والمكافح والمسالم والصبور، حيث إنه عانى مرارا ويلات الحرب والخراب.
كما يجب أن نحيي موقف حكومة المملكة العربية السعودية المساند والمناصر والداعم دائما وأبدا للبنان الشقيق، فاللبناني المنصف المخلص يعرف ويدرك ان المواطن السعودي يعشق تراب الأراضي اللبنانية ويحترم الشعب اللبناني الكريم المضياف والمتحضر، ولم ولن تؤثر فيه ثلة من الحاسدين والطامعين لجرح وشرخ العلاقة السعودية اللبنانية المتميزة، فإليك ولأجلك يا لبنان.. يا درة الزمان.. نرفع أيادينا ونذرف الدموع راجين من الله القوي الحكيم أن ينصر الإسلام والمسلمين، ويحفظ مواطنيك بجميع طوائفهم وأديانهم، ويفرج كربتك ويبعد عنك كيد الحاسدين، ويجعل هذه الأزمة غيمة عابرة وآخر عهد لبنان الحبيبة بالحرب والدمار، والله على كل شيء قدير.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved