* بيروت- القدس- الوكالات:
قال الجيش اللبناني انه سينتشر خلال أيام في الجنوب، فيما بدت إسرائيل أكثر تعجلاً للانسحاب تحسباً لخسائر قد تحلق بعناصر جيشها في وقت واصل فيه آلاف النازحين اللبنانيين رحلة العودة إلى منازلهم أمس، فيما حافظت الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة بين إسرائيل وحزب الله على تماسكها لليوم الثاني وواصلت المنظمة الدولية التخطيط لنشر قوة معززة في جنوب لبنان.
وأصدرت عدة جهات في لبنان تحذيرات إلى العائدين بضرورة توخي الحذر من عشرات الآلاف من القذائف التي ألقت بها إسرائيل ولم تنفجر، وقد تسببت إحداها في قتل رجل وإصابة ابنه.
وأعلن مسؤول كبير في الجيش اللبناني أمس الثلاثاء أن الجيش سيباشر خلال الأيام القليلة المقبلة الانتشار في جنوب لبنان وحتى الحدود الإسرائيلية.
وقال المسؤول العسكري لوكالة فرانس برس: (ليس هناك حتى الآن تاريخ محدد للانتشار لكن من المتوقع أن يبدأ في الأيام القليلة المقبلة).
وأوضح أن (هذا الانتشار سيسمح ببسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية) طبقاً لما نص عليه قرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر الجمعة.
وقال المسؤول: إن (هذا الانتشار سيغطي قطاعي جنوب وشمال نهر الليطاني) الذي يبعد ما بين خمسة كيلومترات و30 كلم بحسب مجراه عن خط الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وأعلن وزير الدفاع اللبناني الياس المر ليل الاثنين الثلاثاء أن دور الجيش اللبناني لن يقوم على نزع سلاح حزب الله مع تأكيده أنه عندما ينتشر الجيش في جنوب لبنان لن يكون هناك أي سلاح غير سلاح الجيش.
وقال المر في برنامج تلفزيوني: إن (الجيش لن ينتشر في جنوب لبنان كي ينزع سلاح حزب الله الأمر الذي لم تستطع إسرائيل القيام به).
وأكد أن (واجبات الجيش هي تأمين أمن المقاومة وأمن المواطنين وحماية إنجاز المقاومة).
والجيش اللبناني غائب منذ عقود عن منطقة جنوب نهر الليطاني التي كان يسيطر عليها حتى الآن حزب الله.
وأكد المصدر (في الجنوب سينتشر الجيش إلى جانب قوات الأمم المتحدة في الوقت الذي ستنسحب فيه القوات الإسرائيلية من القطاعات التي تسيطر عليها).
وقالت مصادر مقربة من الأمم المتحدة: إن اجتماعا عقدته قيادة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) مع ضباط لبنانيين وإسرائيليين الاثنين بحث في مشروع ينص على بدء الانسحاب الإسرائيلي اعتبارا من اليوم الأربعاء. وبحسب المشروع الذي لم يتم إقراره بعد فان الإسرائيليين سيسلمون مواقعهم إلى اليونيفيل على أن يتولاها الجيش اللبناني اعتبارا من الجمعة قطاعا تلو الآخر. وأمس قال مسؤولون إسرائيليون ودبلوماسيون غربيون: إن الجيش الإسرائيلي يعتزم بدء الانسحاب من جيوب صغيرة بجنوب لبنان وتسليمها لقوات دولية في غضون يوم أو اثنين. وإسراع إسرائيل بالانسحاب يعكس قلقاً متنامياً لديها من أن تصبح قواتها على الأرض هدفاً سهلاً لهجمات حزب الله وتعرض للخطر هدنة هشة بدأ سريانها صباح الاثنين.
وقال مسؤولون بالحكومة الإسرائيلية: إن الخطط تدعو قوات الأمم المتحدة بجنوب لبنان المعروفة باسم اليونيفيل لإعادة الانتشار في الجنوب اليوم الأربعاء أو غداً الخميس في بعض المواقع التي يسيطر عليها حالياً جنود إسرائيليون.
وقال دبلوماسي غربي أطلعه الجيش على الخطط: إن القوات الإسرائيلية في الخطوط الأمامية بدأت بالفعل الانسحاب (على نطاق صغير) من بعض المناطق الأقل أهمية لتعزيز مواقع يمكنها الدفاع عنها بسهولة أكبر.
وأضاف إنهم (المسؤولون الإسرائيليون) يريدون خروجا سريعا في غضون أسبوع أو أسبوعين.
وكانت إسرائيل قالت في البداية: إن قواتها لن تبدأ الانسحاب قبل بدء انتشار قوة موسعة من اليونيفيل إلى جانب قوات الجيش اللبناني.
وقال مسؤول حكومي بارز: (بدأت اجتماعات التنسيق بالفعل. يمكن كخطوة أولى تسليم المناطق التي لا تعد مهمة من منظورنا) إلى قوة اليونيفيل الموجودة حالياً على الأرض والقوات اللبنانية.
ومن جانب آخر أعلنت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أن عشرة صواريخ أطلقت ليل الاثنين الثلاثاء بالقرب من مواقع يحتلها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان. وكان الجيش الإسرائيلي خرق وقف إطلاق النار بعد ساعات فقط من سريانه عندما قتل أربعة مقاتلين من حزب الله يوم الاثنين.
|