جامعة الملك عبد الله العالمية للعلوم والتقنية بوتقة لتلاقح الخبرات
د. عبد العزيز بن حامد أبو زنادة

سعدت كثيراً عند قراءتي خبر قرب إنشاء الجامعة التقنية الذي تناقلته الصحف مؤخراً، كما تواتت لي الفرصة حيث كنت خارج المملكة أن أستمع إلى قائد الإصلاح والتنمية الاقتصادية خادم الحرمين الشريفين وهو يزف الخبر عبر التلفزيون يملؤه كثير الإيمان بأهمية هذه الخطوة، وذلك عند زيارته- حفظه الله- لمنطقة الطائف.
والحقيقة أن هذا المشروع الحيوي المهم جاء في وقته المناسب حيث بلادنا الحبيبة تمر بالعديد من الخطوات الإصلاحية والتنموية المهمة التي يقودها -حفظه الله- لصنع حاضر جديد وكيان اقتصادي متين معتمد على العلم والتقنية والقوة الاقتصادية والسياسية التي تتميز بها المملكة.
وإيماناً بأهمية هذا المشروع رغبت في المشاركة في تسليط مزيد من الضوء على بعض جوانبه مؤملاً في أن يرى المخططون لهذه الجامعة التي ستكلف في مرحلتها الأولى ما يزيد عن عشرة مليارات من الريالات بعض الفائدة ويأخذونها في الاعتبار.
تأتي أهمية هذه الجامعة كما أراها ويراها المتابعون لشؤون التعليم العالي ومؤسسات البحث العلمي ليس فقط من حيث الحاجة إلى تأسيس جامعة إضافية فهذا أمر تتولاه الدولة ممثلة في وزارة التعليم العالي التي تسعى دائماً إلى تجسير الهوة بين العرض والطلب إن وجدت، مع أن هذا أمر يستحق الوقوف عنده للتأكد مما تحقق من مخرجات من حيث الكم والنوع ومدى وفائها بحاجة المجتمع والتنمية.
نحن بالفعل نحتاج إلى جامعة من هذا النوع ولست في شك أن مشروعاً كهذا يتبناه خادم الحرمين الشريفين لابد وأن يأتي منطلقاً من فكر جديد يتناغم ويستجيب لرؤى وتطلعات رجل الإصلاح والتغيير، فلدينا في الوقت الحاضر عدد كبير من الجامعات حكومية وأهلية، كما أن هناك مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية التي مضى على تأسيسها قرابة الثلاثة عقود.
هذه الحقيقة ستفرض بلاشك على المخططين للجامعة توجهات معينة يجب تبنيها حيث ستبرز من خلال تقييم واقع التعليم العالي والبحث العلمي والتقني في بلادنا، وكذلك تقييم مخرجات مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي من حيث الكم والنوع وذلك متطلب هام للتخطيط لجامعة العلوم والتقنية.
ليس من شك أن المرحلة الحالية والمستقبلية تتطلب اهتماماً أكثر بالبحوث العلمية والتقنية التي تحتاجها البلاد لمواجهة خطط التنمية في مختلف المجالات، آخذاً في الاعتبار الطبيعة الخاصة لبلادنا باعتبارها بلدا صحراويا له خصوصيته، كما أن له قضايا ملحة، وهذا يملي توجهاً معيناً للبحوث وإعداد الخريجين.
لقد أصاب المليك- حفظه الله- عندما أعلنها جامعة عالمية يستقطب فيها أباطرة العلم وجهابذة التقنية على مستوى العالم الذي أصبح قرية واحدة. والعالم خطى خطوات كبيرة في مجالات العلم والتقنية، وليس من سبيل للحاق بما يحدث فيه من تطورات علمية وتقنية إلا من خلال تلاقح الأفكار والخبرات. والله الموفق.