* بيروت - الجنوب اللبناني - القدس المحتلة - الوكالات:
بسرعة مذهلة طغت مظاهر السلام على شتّى جوانب الحياة في لبنان بعد قليل من بدء سريان وقف إطلاق النار في الساعة الثامنة من صباح أمس الاثنين بالتوقيت المحلي، وكان الأبرز الرحيل الكثيف لآلاف النازحين الذين اكتظت بهم الطرق المتجهة جنوباً، فيما هرع سكان الضاحية الجنوبية إليها بشوق كبير وخوف كبير وبعضهم وجد أطلالاً وآخرون أجزاء من منازل فيما فضل الكثيرون التمعن في الركام وذرف الدموع على ما كان ومن كان..
غير أن العنوان الأكثر ظهوراً كان جو الأمل الذي أشاعه وقف إطلاق النار الذي خرج من رحم حرب ضروس، وشهدت بيروت نشاطاً مكثفاً يتصل أغلبه بالخروج الكبير منها خصوصاً باتجاه الجنوب، وانتظر الناس لرؤية كيف تتغير الأحوال وسط أنباء تتحدث عن استمرار الحصار الإسرائيلي جواً وبحراً، ومع أنباء أخرى عن بدء انسحابها من الجنوب..
وكانت إسرائيل قد واصلت قصفها حتى قبل دقائق من بدء سريان إطلاق النار ولهذا فإن الذين خرجوا إلى الشوارع فرحين بوقف الحرب كانوا يشاهدون آثارها المتمثلة في الدخان المتصاعد من الأبنية المدمرة في ضاحية بيروت الجنوبية.
هذا وقد طالب رئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة أمس الاثنين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بفك (الحصار الجوي والبري) الإسرائيلي عن لبنان بعد وقف العمليات الحربية وفق مقتضيات القرار الدولي 1701 كما أفاد مصدر حكومي.
وأوضح المصدر أن السنيورة استدعى سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وأبلغهم ضرورة فتح الموانئ الجوية والبحرية كما ورد في القرار 1701 كذلك لفت إلى انعكاسات استمرار الحصار السلبية على وصول المساعدات والأوضاع التموينية.
وكانت مصادر عسكرية إسرائيلية في القدس قد أكدت في وقت سابق أمس الاثنين أن الجيش الإسرائيلي سيبقي على حصاره الجوي والبحري الذي يفرضه على لبنان حتى وضع آلية للحؤول دون تهريب السلاح إلى حزب الله الشيعي اللبناني.
وأفادت المصادر أن الحصار البحري والجوي سيستمر حتى وضع آلية لمراقبة تهريب السلاح.
وجاء هذا التصريح بعد أقل من ساعة على دخول وقف الأعمال الحربية بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ عند الساعة الخامسة ت.غ.
وعلى الصعيد العسكري أعلن متحدث عسكري إسرائيلي لوكالة فرانس برس أن قوات إسرائيلية بدأت أمس الاثنين تنسحب من لبنان بعيد دخول إجراء وقف الأعمال الحربية حيز التنفيذ عملاً بقرار مجلس الأمن 1701 وقال المتحدث بدأت قوات لا يزال عددها محدوداً صباح الاثنين تنسحب من لبنان.
وكان قادة الجيش الإسرائيلي قد أوصوا بانسحاب سريع للقوات من لبنان بعد دخول قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وقالت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية أمس: إن توصية الجيش الإسرائيلي بسحب القوات بسرعة نسبياً تعني أنه لن يتحرى حول أماكن مقاتلي حزب الله أو يبحث عن مخازن الأسلحة التابعة للحزب في المنطقة التي يوجد فيها وهو الهدف الذي أعلنه الجيش عند بدء العدوان قبل أكثر من شهر.
وقبل ذلك قالت مصادر أمن لبنانية: إن القتال توقف في جنوب لبنان أمس الاثنين بعد سريان الهدنة التي أقرتها الأمم المتحدة منهية خمسة أسابيع من القتال بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.
إلى ذلك قال خافيير سولانا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إنه يود أن يبدأ إرسال القوات الدولية إلى جنوب لبنان هذا الأسبوع أو بداية الأسبوع المقبل بموجب قرار الأمم المتحدة لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحزب الله.
|