Monday 14th August,200612373العددالأثنين 20 ,رجب 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الريـاضيـة"

عذاريب عذاريب
المعلن الخفي في القرار
عبدالله العجلان

تدل المضامين والبنود التفصيلية وأيضاً التوصيات والقرارات التي انتهت إليها اللجنة الأخيرة للتحقيق في قضية عقد اللاعب محمد نور وتم اعتمادها من سمو نائب الرئيس العام ونائب رئيس اتحاد الكرة الأمير نواف بن فيصل بن فهد، تدل بصورة أو بأخرى على أن هناك بالفعل تزويرا متعمدا في تاريخ ومدة العقد، وأن إدارة نادي الاتحاد متورطة في هذه المسألة بمباركة وعلم أطراف أخرى في مكتب رعاية الشباب بجدة ولجنة الاحتراف، حتى وإن جاءت العقوبات في شكلها ومضمونها على غير ذلك.
واقعة التزوير تثبتها الشكوى الموقعة من نور، ولو لم يكن هناك تزوير فلماذا يتقدم بالشكوى أساساً؟! ولماذا وقع على التعديل في العقد ومن يضمن أن هذا التوقيع لم يكن بعد تسوية الخلاف واستلام اللاعب 15مليون ريال وذهابه فوراً إلى القاهرة للاجتماع برئيس النادي منصور البلوي؟!
ثم ان معاقبة موظف مكتب رعاية الشباب بجدة يوسف فروان، وسكرتير لجنة الاحتراف بنادي الاتحاد عوض الأمين، وسكرتير لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي لكرة القدم الفاتح عثمان، ولفت نظر أمين عام نادي الاتحاد وقبل ذلك ايقاف محمد نور لتضارب أقواله وعدم اعطائه معلومات صحيحة، هذه مجتمعة ماذا تعني؟! ولماذا تمت ادانتهم إذا لم يكن هناك تزوير؟!
برأي أننا أمام التفاف فاضح وهروب واضح من سبب المشكلة ومصدرها والمتورط الأكبر في ارتكابه التزوير، وأعني بذلك إدارة الاتحاد، حيث صدرت العقوبة بحق المشاركين في اخفاء واقعة التزوير وتمرير العقد بأخطائه بينما الطرف الرئيس والمسؤول الأول والمتهم الحقيقي في كل ما حدث
(إدارة الاتحاد) خرج بريئا من المشكلة ولم يوجه إليه أي لوم وكأن التزوير حدث في ناد آخر غير الاتحاد!
الغريب انه سبق أن حل مجلس إدارة نادي الأنصار ثم عوقبت إدارة نادي الجبلين بشطب رئيسها وكامل أعضائها بسبب أخطاء بعيدة عن صميم مسؤوليات هاتتين الإدارتين، في الوقت الذي لم تتعرض فيه إدارة الاتحاد لأية عقوبة على الرغم من ثبوت دورها وتورطها في هذه الفضحية!!
نور والمكافأة المجزية
تنص الفقرة الخاصة باللاعب محمد نور على ايقافه عن اللعب مع ناديه داخليا لمدة سنة تبدأ من صدور القرار، وحسم مبلغ مائة ألف ريال من راتبه حسب أنظمة ولوائح الاحتراف وذلك (لتضارب أقواله وعدم اعطائه معلومات صحيحة وبحثه عن مصلحته الشخصية على حساب الأنظمة الرسمية للاحتراف، واعطائه توكلين لأعماله لشخصين في آن واحد).
وأنا أقرأ هذه الفقرة شعرت بأنني وزملاء آخرين انتصرنا لمواقفنا واثبتنا صحة وسلامة آرائنا وكذلك مخاوفنا من أن يستغل اللاعب محمد نور التسهيلات وقرارات العفو السابقة فيستمر في تهوره ويتمادى في أخطائه واعتداءاته، وهذا ما حدث وتأكد بالفعل، لكنني في ذات الوقت تأسفت واستغربت من التناقض في قرار ايقافه الأخير، فهو يدين تصرفاته وتلاعبه وأيضا عدم مصداقية أقواله لهذا السبب تمت معاقبته وحرمانه من اللعب داخليا مع ناديه، بينما يحق له اللعب دوليا مع المنتخب وخارجيا مع ناديه!!
لاعب بهذه السلوكيات التي أشار إليها القرار بوضوح، من المؤلم وغير اللائق أن يسمح له بارتداء شعار الوطن وأن ينال هكذا ببساطة شرف الدفاع عن ألوانه، أو أن يشارك مع ناديه الاتحاد في تمثيل المملكة خارجياً، لاعب نعيد ونكرر من جديد انه ليس نجماً دولياً محترماً يمكن الوثوق به والرهان عليه.
قلناها.. ولكن!
ها هي الوقائع تثبت صحة ما أشرت إليه الأسبوع قبل الماضي تحت عنوان (لجنة الطاسة الضائعة) وأن اللجنة المكلفة بالتحقيق في قضية تزوير عقد اللاعب محمد نور ستفشل بسبب تركيبتها وضعف امكانات ومؤهلات وخبرات وتوجهات رئيسها فيصل عبدالهادي، بل رأيت وقتها أنها تحتاج للجنة أخرى تحقق معها نتيجة لأخطائها المبكرة وكذلك تجاوزات وتصريحات رئيسها الذي اتجه باللجنة إلى مسار آخر جعلها عرضة للشك والعجز وانعدام الثقة.
الآن وبمجرد أن شكلت لجنة جديدة برئاسة وكيل الرئيس العام المساعد سعود العبدالعزيز تتولى بطريقة غير معلنة احتواء واصلاح ما أفسدته لجنة عبدالهادي، فهذا دليل ليس فقط على اخفاق اللجنة وإنما هي متورطة وانها كذلك غير مؤهلة للاستمرار عبر رئيسها وبعض أعضائها في أداء أية مسؤوليات أو مناصب رياضية حساسة سيكون مصيرها الفشل طالما استمرت الأسماء ذاتها.
هنا وبعد قرار التشكيل الجديد لابد من التنويه والاشادة بهذا الإجراء من قبل سمو نائب الرئيس العام الأمير نواف بن فيصل باعتبارها خطوة وان كانت محدودة باتجاه تعديل وتصحيح ما يجري من أخطاء الحقت الضرر بالرياضة السعودية عموماً.
آفة الاختيار!
في الإطار ذاته وفيما يخص تشكيل الاتحادات واللجان الدائمة والمؤقتة، ولأن هناك مواقف وقضايا غير قليلة كشفت لنا ان هذه الجهات الاشرافية ذات الواجبات والمسؤوليات الكبيرة تدار بأساليب وعقليات وأجهزة إدارية غير مؤهلة وليست متخصصة أو حتى خبيرة في مجال عملها، الأمر الذي يؤدي دائما إلى تعثرها وعجزها عن إدارة وتطوير أسلوبها ومعالجة مشكلاتها.
قلناها ونكررها سواء في قضية التحقيق الأخيرة أو في غيرها، سنكون بانتظار المزيد من التدهور والتلاعب والضياع في ظل العمل بنفس آليات الاختيارات المزاجية لرؤساء وأعضاء الاتحادات واللجان الرياضية، والتي لم تدرك بعد عواقب ونتائج هذه الفوضوية، ولم تكتشف على الرغم من سلسلة اخفاقاتها انها أصل العلة وفصلها وسر تخلفها وتحركها من سيئ إلى أسوأ.
كشف حساب
بالقدر الذي أفرزت فيه هذه القضية جملة من الفضائح الإدارية والتنظيمية وخاصة بالنسبة للجنة الاحتراف التي ظلت تتخبط وأحيانا تبارك الكثير من التلاعب الاتحادي في تعاقدات مشبوهة وغير قانونية سبق أن انتقدناها وحذرنا من انعكاساتها، كما حدث في فضيحة ديمبا والثلاثي البرازيلي في مونديال الأندية وكذلك سيناريو التعاقد مع الزايري وقيمة انتقال واعارة كريري والودعاني وحكمي وأخيراً عقد محمد نور الاضحوكة.. أقول بهذا القدر من التجاوزات الاتحادية المسكوت عنها فإن هذه القضية بتفاصيلها وطريقة تناولها وتحليلاتها الاعلامية قد أعطت القارئ والمتلقي والمتابع عموما انطباعا سيئا عن مستوى بعض الأطروحات الاعلامية وتحديداً الصحافية منها، وهو مستوى متدني جدا يكرس التعصب ويروج للغة غوغائية وأفكار متخلفة، لمسناها بوضوح من خلال الدفاع المستميت عن قضية نور الخاسرة، ومحاولة التستر عليها وتبرئة ساحة المتورطين فيها.
في المقابل أبرزت الوجوه والاقلام والمطبوعات الصحافية الوطنية النزيهة، الجادة والمتحمسة للنهوض بجميع الممارسات والمجالات والأجهزة الرياضية في المملكة، وتعرية كل من تسول له نفسه العبث بمصلحة رياضة الوطن، أقلام أكدت من جديد تفوقها وتألقها وعدم استسلامها للشخصيات النافذة والاغراءات المالية التي استطاعت أن تجذب وتورط الضعفاء في تفكيرهم وعقلياتهم، فتحية لكل الزملاء الذين أسهموا في صياغة إعلام سعودي واع ومتحضر وقادر على أن يكون بمستوى وقيمة ومكانة وشموخ الوطن.
غرغرة
* حتى لا تتكرر الأخطاء نفسها التي أدت إلى تغييرها، كان من المفترض أن تضم لجنة الاحتراف الجديدة أسماء لها خبراتها وتجاربها وتخصصاتها في مجال الاحتراف.
* عدم اقامة الطائي معسكرا خارجيا لا يعني أن استعداده للموسم سيكون سيئا، كما أن الحكم على نجاح أو فشل المعسكرات الخارجية للأندية سيحين موعده أثناء معتركات الدوري.
* هل يكمل محمد نور مدة عقوبته كما اللاعبين والإداريين الآخرين أم يحظى - كالعادة - بعفو استثنائي تقديراً لالتزامه وانضباطه وأخلاقه العالية؟
* إذا كانت إدارة النصر متأكدة - حسبما تقول - من العناصر التي تريد أن تعكر صفو واستقرار النادي فعليها أن تسارع بتسميتها حتى لا توجه التهمة لأطراف أخرى بريئة.
* إقحام اسم الدكتور عبدالله البرقان في القضية حلقة جديدة من مسلسلهم الكوميدي المبتذل.
* نتمنى من الزميل الأستاذ عادل عصام الدين أن يضع آلية مناسبة تستطيع من خلالها القناة بث الأخبار الرياضية العاجلة داخلياً وخارجياً.
* تعددت الفضائح والتجاوزات والمشكلات والمصدر واحد!!

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved