Saturday 12th August,200612371العددالسبت 18 ,رجب 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

تعبير الرؤى نوع من الإفتاء تعبير الرؤى نوع من الإفتاء
عبدالملك بن عبدالوهاب البريدي /مدير مركز علاقات الإنسان بالقصيم

يلاحظ في الفترة الأخيرة اهتمام الناس بتعبير الرؤى وبحثهم في هذا الأمر أكثر من بحثهم في أحكام الدين وتسابقت القنوات الفضائية لتخصيص برامج خاصة لتعبير الرؤى وكذلك خصصت الصحف والمجلات ومنتديات الإنترنت أبواباً في هذا الفن واستخدم بعض المعبرين خطوط 700 لتأويل الأحلام رغبة في الكسب المادي السريع بل الأدهى من ذلك بعض المنتجعات والمنتزهات والشاليهات تستضيف من يفسر الأحلام وذلك بشكل أسبوعي مما دعى بعض المجاهيل والمتعالمين للتسلل لهذا العلم طلباً للمنزلة والمكانة والكسب المادي وقد غفل هؤلاء القوم عن خطورة ذلك فبسببهم حصلت مفاسد عظيمة لا يعلمها إلا الله فكم تشتتت أسر وقطعت أرحام بسبب ذلك فعندما يقوم أحد المعبرين المجاهيل بتأويل رؤيا ويقول مثلاً (سيحصل من زوجتك كذا أو قريب لك يناصب العداء خفية أو سيلحق بك دين والتزامات مالية والبعض على النقيض من ذلك يغرق الآخرين بالأماني والأحلام فيقول ستحصل على مال وفير فمن شدة تعلق الناس بهذه المنامات ضعف توكلهم على الله فيجلس أحدهم في منزله تاركاً التكسب والعمل وبذل السبب منتظراً تحقق الرؤيا مما يولد البطالة والكسل.
حينما سئل الإمام مالك رحمه الله هل يعبر الرؤيا كل أحد فقال كلمته الشهيرة (أبالنبوة يلعب) والله تعالى يقول {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}
وإنني لست في هذا المقام أنكر تأويل الرؤى فلقد قص الله شيئا من ذلك في القرآن وكأنه سبحانه وتعالى يدعونا إلى الاهتمام بها وتأويلها وكان المصطفى صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصها على أصحابه وعبرها. وكان يسأل عن رؤياهم ويعبرها لهم وهكذا كان هدي أصحابه. فما أردت التنبيه له هو تجرؤ البعض على هذا العلم تخرصاً وجهلاً.
إن تعبير الرؤيا نوع من الإفتاء يقول الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله في تفسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان: (إن علم التعبير من العلوم الشرعية وإنه يثاب الإنسان على تعلمه وتعليمه وإن تعبير الرؤيا داخل في الفتوى لقوله تعالى {قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ} })من محاسن شريعتنا أنها جعلت لكل ما فيه صلاح لأفرادها ومجتمعها ضوابط لكي لا ينحرف أفرادها عن الطريق المستقيم ومن هذه الضوابط والتي ذكرها الدكتور عبدالله الطيار في كتابه (ضوابط في تعبير الرؤيا) ما يلي:
1- أن يكون عالماً حاذقاً بعلم تأويل الرؤى.
2- أن لا يؤولها إلا بعلم وإدراك لها.
3- أن يكتم على الناس عوراتهم.
4- ألا يعبر الرؤيا إلا بعد أن يتعرف ويميز كل جنس وما يتعلق به.
5- أن يكون فطناً ذكياً نقياً تقياً من الفواحش عالماً بالكتاب والسنة.
6- أن يعبر الرؤيا على مقادير الناس ومذاهبهم وأديانهم وبلدانهم مع الاستعانة بالله.
7- إذا كانت الرؤيا فيها شيء يكرهه صاحبها فإنه يمسك عن تأويلها أو ليقل خيراً وذلك بأن يدعو صاحبها إلى التقوى ولا يقصها على أحد ويستعيذ من شرها.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved