بادئ ذي بدء ندعو الله جلت قدرته أن يفك أسره وينصره على من ظلمه ونبعث له رساله عبر (الجزيرة) بالصبر والثبات فالله مع الصابرين..
لقد تابعنا ومعنا الملايين محاكمة المواطن السعودي حميدان علي إبراهيم التركي، وحينما أتحدث عن حميدان التركي لا أتحدث عنه كمواطنة غيورة شعرت بالظلم الواقع عليه من وراء القارات والمحيطات ولكن أتحدث عنه وهو ابن رفحاء الذي ولد فيها وترعرع, في بيت علم ودين بيت الصدقة مؤوي المحتاج والمضطر ولم يعرف عن هذا البيت إلا التقوى والورع، وظل والده رحمه الله تعالى مؤذن وإمام الجامع الكبير حتى مرض مرضه الأخير وكان أهل بيته يقومون على خدمة الجامع الكبير وخاصة في رمضان.
لذا خرج من هذا البيت أولاد وبنات صالحون بل ومتفوقون في حياتهم العملية شأن حميدان وأخيه أحمد من أكبر جراحي التجميل في العالم مدير مركز أدمة.
لذا فالتهم التي حيكت ضده ولا أقول بليل بل في وضح النهار التي كان ضحيتها حميدان فهي أبعد وأخطر من ذلك؟
لقد كان مثالاً للطالب الملتزم الذي عرف كيف يكون قدوة هو وأهل بيته لذا لمن لا يعلم فقد أسلم على يديه الكثير من الأمريكان وهذا بلا شك يسوء المباحث الفدرالية خاصة التي وضعت الاسلام بعد الحادي عشر من سبتمبر كعدو حقيقي يجب ملاحقته والتضييق عليه.
لذلك شهدت محاكمة حميدان التركي مرافعات من المدعي العام يحاكم فيها الإسلام وقيمه كما يهاجم فيها المملكة باعتبارها مركز هذا الدين وحميدان يمثلها خير تمثيل لذا لم يتورع القضاء الأمريكي على مباركة هذه المرافعات وإظهار تأييدها، وكان للعدالة وجه واحد هو ما تقرره المباحث الفدرالية.
ويصادق عليه القضاء الأمريكي لقد شهد العالم العدالة الامريكية على الهواء مباشرة في محاكمة أو جي سمبسون ومايكل جاكسون كأشهر فردين يواجهان تهماً أفضع من تلك التي وجهت إلى حميدان التركي وكيف تحولت العدالة الأمريكية ممسحة مرغتها أقدام المشاهير في حين ظل حميدان يحاكم ويحكم عليه بمدى الحياة لتهم ملفقة ومخطط لها.لكن قدر حميدان التركي انه يحاكم عن جميع المسلمين ويحكم عليه كمسلم لا يمت للإنسانية بصلة.. في بلاد لا تتحدث إلا عن حقوق الإنسان والعدالة الانسانية التي ينبغي ان تسود العالم، والقول شيء والفعل شيء آخر في النظام الأمريكي.
لذا ظل الحلم الأمريكي مقتصراً عليهم وحقاً للأمريكي فقط وعلى العالم عدم المساس به كما يجب على العالم تقديم القرابين ليستمر الحلم الأمريكي.
وحميدان وما يمثله من معتقد أحدها.. وغوانتانامو والعراق وأفغانستان وفلسطين ولبنان.. وكل من يقول لا في المستقبل وميض من نور الله ..
{إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}(آل عمران120).
|