|
انت في"الرأي" |
|
في الثلاثين من تموز 2006م، وفي اليوم التاسع عشر من عمر العدوان الإسرائيلي على لبنان الحبيب، كان العالم على موعد مع فيلم مرعب عنوانه: (مجزرة قانا ثانية)، من تأليف إيهود أولمرت وإخراج جنوده الأشاوس، في ذلك اليوم كان هناك عدوان من نوع آخر ووحشية ليست غريبة على الكيان الإسرائيلي الذي تجرَّد من جميع معاني الإنسانية والرحمة ولبس ثوب الفتك والقتل والدمار الذي بات يقطف الأطفال أو الزهور اللبنانية اليانعة التي كانت تتمنى دوماً أن تنشأ وتكبر تحت ظلال شجرة الزيتون ويفوح عبقها في أرض يعمها السلام والأمن، لكن الوحش الإسرائيلي كان دائما يدوس بكل حقد وعنف أي حلم طفولي متواضع وبريء عنوانه: (السلام). ويبقى السؤال.. ما ذنب هؤلاء الأطفال من كل ذلك؟ أطفال لا يعرفون سوى لغة الحب والصداقة والأمل، أقصى أحلامهم الحصول على كرة أو ربما دمية واللعب بها تحت سماء بها شمس مشرقة وليس دخان أسود وصواريخ مدمرة وأشلاء متناثرة هنا وهناك، سبعة وثلاثون طفلا سُفكت دماؤهم وزهقت أرواحهم من غير وجه حق في هذه المجزرة التي كانت مسلسلاً من الجرائم المتكررة على لبنان، والعالم أصابه شلل تام، فهو عاجز عن وقف ذلك العنف الرهيب، أما المنظمات الدولية الوهمية التي يتنافى الهجوم العدواني مع تشريعاتها وقوانينها، فإنها تدين فقط، فهي مترددة وغير قادرة على وقف إطلاق النار بينما عدد الضحايا يزداد وأنا أكتب تلك الكلمات، والحكومة الأمريكية التي لم تشبع بعد من كل تلك الجثث ولم ترتو بعد من دماء الأبرياء مصرة على استكمال هذا المسلسل الدموي، فموقفها منحاز دوماً لإسرائيل، لن يتغيَّر ولن تغيّره مشاهد بشعة من عدوانها على لبنان فسيبقى تجاهلها واستهتارها وصمة عار على جبين الإدارة الأمريكية التي لو استعرضنا أعمالها خلال السنوات القليلة الماضية بداية من أفغانستان ووصولاً إلى العراق نجدها قد فشلت فشلاً ذريعاً بدليل أنها لم تستطع نشر الأمن بالعراق ولم تقض على الإرهاب بل إنها قد أشعلت فتيل الفتن الطائفية والمذهبية، وقد خسرت العديد من جنودها وساهمت في تأجيج مشاعر الحقد والكراهية من أبناء الأمة العربية والإسلامية من خلال انحيازها الواضح والفاضح مع هذا الكيان الاستعماري الصهيوني البغيض. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |