*كتب - محمد الجابري:
بعد أربع سنوات تقريباً عاد النادي الاهلي للتوقيع مع المحترف التونسي خالد بدرة، فكيف اُتخذ القرار (الآن) تحديداً وكان بالإمكان أن يحصل النادي الأهلي على توقيع اللاعب قبل أكثر من عام - على أقل تقدير - في ظل انخفاض أسهم اللاعب بعد ابتعاده عن تمثيل منتخب بلاده وبالتالي هبوط سعره السوقي في عالم الاحتراف؟؟! كل الأسئلة السابقة أجاب عليها رئيس النادي الاهلي عندما أكد ان اختيار اللاعب والتوقيع معه مجددا مع النادي الأهلي جاء بناء على التصور والرؤية التي طرحها مدرب الفريق نيبوشا برغبته في ان يتواجد في صفوف الفريق لاعب قيادي ويملك خبرة جيدة لقيادة خط الدفاع لفريق الأهلي وهي ما توفرت في لاعب بحجم وخبرة التونسي خالد بدرة. هذا ما أوضحه رئيس الأهلي حول أسباب التعاقد مع خالد بدرة، أما كيف كان السيناريو والتفاصيل التي سبقت توقيع العقد مع بدرة فهو ما تحصلت عليه (الجزيرة) من مصادرها ونسردها في ثنايا السطور التالية: بداية شاءت الظروف والأقدار أن يستقر فريق الأهلي لكرة القدم على إقامة معسكره الخارجي في تونس بعد ان تم الغاء معسكر تركيا وكذلك الغاء الدورة الدولية التي كان من المفترض ان تقام في دمشق وكانت النية لدى الأهلاويين المشاركة بالفريق الكروي كاستعداد لمنافسات الموسم الرياضي إلا ان الأحداث والمعارك في لبنان وللقرب الجغرافي بين سوريا ولبنان تسبب في الغاء الدورة وبالتالي قرار إدارة النادي الاهلي بالتوجه لإقامة المعسكر في تونس. في تونس كان مدرب الأهلي لديه الرغبة في مشاهدة اللاعب التونسي لطفي السلامي على أرض الملعب ومشاركة الفريق في المباريات الودية حتى يصدر القرار النهائي حياله وحتى يدعم القرار المبدئي لنيبوشا نفسه بعد ان شاهد أشرطة لمباريات سابقة للطفي السلامي مع نادي النجم الساحلي التونسي. رئيس النادي الأهلي قطع إجازته ولحق بالفريق لمتابعة معسكر الفريق في تونس والذي وضع من أهم بنوده إتمام الصفقة والتعاقد مع لطفي السلامي بعد ان بدأت المفاوضات والنقاشات قبل مغادرة الفريق لمعسكر تونس.. لتتصادم في تونس رغبة نيبوشا بمشاهدة اللاعب وخوضه التجربة والتي قوبلت برفض وإصرار من السلامي بأن (لا تجربة) ولا لقاء ودياً يخوضه مع الفريق إلا وقد وقع رسميا مع النادي الأهلي. في هذه الأثناء كانت زيارات المدربين واللاعبين التوانسة الذين قد شاركوا الأهلي ومثلوه في سنوات سابقة متكررة ولقاءاتهم اليومية مع إدارة الأهلي واللاعبين حيث معسكرهم في فندق الحديقة لتجاذب أطراف الحديث وسرد الذكريات الجميلة وعرفانا لما قوبل به التوانسة من مسؤولي النادي الأهلي ولاعبيه وجماهيره.. من ضمن الزائرين كان خالد بدرة الذي تربطه علاقات قوية بنجوم الفريق ويحمل ذكريات وصداقات حميمة حيث كان خالد بدرة خلال الفترة السابقة يستضيف في تونس وبترحاب كبير لاعبي ومنسوبي الأهلي كعرفان وتقدير لما لقيه خلال فترة تمثيله لفريق الأهلي. زيارات خالد بدرة كانت لبعثة الأهلي بشكل عام إلا ان الاحاديث الجانبية والأكثر حميمية كانت مع نجوم الفريق.. وفي هذه الأثناء تدخل (الصدفة) حين تفشل صفقة السلامي بسبب تصادم الآراء، ويفشل المحترفان الكاميروني ميسينا، والسنغالي حاج في اقناع إدارة الاهلي ومدربه للتوقيع مع احدهما لقيادة خط دفاع فريق الأهلي.. وعندها يدور في ذهن نجوم الاهلي وإدارته فكرة جاءت في توقيت واحد.. وهي التحدث الشفهي مع خالد بدرة حول إمكانية العودة لتمثيل الفريق وهو ما أيده، وأبدى سعادته بتمثيل الأهلي مجدداً. الخطوة التي أعقبت ذلك هي طرح اسم اللاعب خالد بدرة لمدرب الأهلي نيبوشا وتقديم سيرة ذاتية (شفهية) عن تاريخ اللاعب المشرف ونجاح فترة احترافه الأولى مع النادي الأهلي والانطباع الجيد عن أدائه في الملعب ودوره القيادي وخبرته في خط الدفاع.. وكذلك عن استمرارية اللاعب مواصلة مشواره الرياضي بقيادته لفريق الترجي التونسي أحد أقوى وأعرق الفرق التونسية. بعد ذلك طلب نيبوشا ان يشاهد اللاعب في المباراة الودية بين فريقي الأهلي والترجي.. وبعد المباراة تحدث نيبوشا إلى رئيس الأهلي أحمد المرزوقي مبديا إعجابه بالإمكانيات والمستوى الذي قدمه بدرة وقيادته لخط الدفاع لفريق الترجي. بعد الانطباع والرأي الإيجابي من نيبوشا عن مستوى خالد بدرة قامت إدارة الأهلي بمفاوضة إداري الترجي في أجواء غلبت عليها الموافقة والمباركة.
|