الحمد لله، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين، وبعد:
فإنه معلوم من قراءة كتب التراجم والتاريخ الإسلامي وجود الأسر العلمية في بعض بلدان العالم الإسلامي في التخصصات العلمية المختلفة التي كان لها دور بارز في إثراء الحركة العلمية في العالم الإسلامي في الماضي والحاضر، وبخاصة في مراكز الحضارة الإسلامية إبان ازدهارها في المشرق والمغرب العربي؛ أمثال: بنو موسى بن شاكر، وآل زهر، وآل تيمية، وآل سبكي، وفي العصور المتأخرة والحاضرة: آل الشيخ، وآل سليم، وغيرهم. والرس كغيرها من بلدان نجد وجد فيها بيوتات علمية اختصت بالعلوم الشرعية؛ مثل: آل قرناس، وآل رشيد، وآل حناكي، وغيرهم. ونبدأ بترجمة ببعض أفراد هذه البيوت العلمية من بيت آل رشيد، وهم من ذرية محمد بن علي العجمي.
1- زامل بن علي العجمي
نسبه ومولده:
هو الشيخ زامل بن علي بن محمد بن علي بن راشد المحفوظي العجمي، وُلد في الرس، ولا نعلم بالضبط سنة ولادته.
تعليمه:
كما هي عادة طلبة العلم يتعلم على من وجد ببلده، ثم ينتقل لبلد مجاورة فيها علماء. والشيخ زامل بعد أن تعلم في كتَّاب بلده انتقل إلى بلدة عنيزة؛ حيث يوجد العالم الشيخ عبد الله بن أحمد بن عضيب الناصري وقاضيها عام (1110)، ولازمه مدة. كما درس على بعض المشايخ فيها، ثم عاد لبلدته الرس.
أعماله:
تولَّى إمامة وخطابة جامع الرس المسمى العتيق ثم الداخلي فيما بعد، حيث لا يوجد مسجد غيره، كما تولى كتابة الوثائق وعقود الأنكحة والفصل بين المتخاصمين، وكان يُسمَّى في ذلك الوقت مطوّع البلد. وقيل إنه تولى قضاء الرس فترة من الزمن، واستمر في عمله حتى وفاته التي لا نعلمها.
2- رشيد بن زامل
نسبه ومولده:
رشيد بن زامل بن علي بن محمد بن علي بن راشد المحفوظي العجمي، جد عائلة الرشيد المعروفة في الرس، ولد في الرس، ولا نعلم تاريخ مولده، إلا أنه من المحتمل أنه في الربع الأول من القرن الثاني عشر الهجري.
تعليمه:
تعلم القراءة والكتابة في كتاتيب الرس، وبعد دراسته للقرآن الكريم تلاوةً وحفظاً درس على يد والده زامل بن علي؛ حيث طلب العلم عليه، ثم انتقل إلى عنيزة وطلب العلم على الشيخ عبد الله بن أحمد بن عضيب الناصري (1070 - 1161) قاضي عنيزة وعالمها المشهور، كما درس على تلاميذه.
أعماله:
تولى القضاء في الرس، وهو أول قاضٍ في الرس فيما نعلم؛ حيث إن مَن قبله كان يطلق عليهم مطاوعة يؤمُّون المصلين ويكتبون الوثائق وعقود الأنكحة وغيرها، وقد عثر على بعض الوثائق التي تولى كتابتها. وكان حسن الخط، جميل الكتابة، قام بنسخ عدد من الكتب بخطه، منها:
أ- إرشاد أولي النهي لدقائق المنتهى للشيخ منصور البهوتي (1000 - 1052هـ). نسخه في 4 ربيع الأول عام 1158هـ. وهذا الكتاب موجود الآن لدى الأستاذ عبد الله بن محمد الرشيد مدير تعليم الرس سابقاً، وعليه بعض تعليقات المشايخ أضاف إليها رشيد بعض التعليقات لبعض المشايخ في 7 ربيع الآخر عام 1158هـ.
2- رسالة صغيرة في شرح الآجرومية في النحو كتبها في 2-7-1155هـ.
3- كتب عدداً من الوثائق والأوقاف لأهل الرس.
تلاميذه:
من أشهر تلاميذه صالح بن راشد الحربي المقتول في حرب الدرعية عام 1233هـ، وابنه عبد العزيز بن رشيد الذي تولى قضاء الرس بعد أبيه رشيد وتوفي (1234هـ).
وفاته:
الظاهر أنه توفِّي في نهاية القرن الثامن عشر الهجري؛ حيث كان حياً عام 1196هـ، وهي السنة التي نقض فيها البيعة أغلب أهل القصيم سوى أهل بريدة والرس والتنومة، وقتلوا مَن عندهم من المطاوعة، ولم يقتل أهل الرس قاضيهم رشيد بن زامل، وأيضاً هي السنة التي غزا فيها سعدون بن عريعر الخالدي القصيم وفشل في تلك الغزوة.
كتبه قبلان بن صالح القبلان
|