Friday 4th August,200612363العددالجمعة 10 ,رجب 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

أفعال لا أقوال أفعال لا أقوال
عبد الله بن سعيد القحطاني

في الوقت الذي تطالب فيه الأمم المتحدة بجمع مبلغ 150 مليون دولار للتخفيف من معاناة اللبنانيين تعلن السعودية تبرعها بمبلغ مليار ونصف المليار دولار للبنان و250 مليون دولار للفلسطينيين. مبادرة يعجز اللسان عن وصفها ويجف القلم ليحصر أبعادها وعمقها الاستراتيجي على الصعيد السياسي والاقتصادي والإسلامي والعربي.
إذا أردنا أن نحاول قراءة هذه الأبعاد فلا بد أن نبدأ بالرسالة التي يقدمها خادم الحرمين الشريفين للعالم أجمع وأولهم طغاة إسرائيل وهي أننا أمة كالجسد الواحد وأن ما دمرته إسرائيل سيعاد بناؤه وما أوقعته من ألم على إخواننا الفلسطينيين بقطع جميع المعونات مما أدى إلى عدم صرف رواتب الموظفين سيتم تعويضه بقدر المستطاع. هذه الرسالة بعيدة المدى تجعل حكومة إسرائيل ترى تلاحم الأمة ومواجهة المواجع بقلب واحد مما يعني ضياع خططهم هباء فهذه أمة تقف بجانب بعضها البعض.
رسالة أخرى سياسية يجب أن يعيها باقي الدول الإسلامية ذات الشعارات المدوية والوعود الواهية دون حراك أو فعل يضمد جراح إخواننا في فلسطين ولبنان.
رسالة تقول لأصحاب القنوات التي تتصيد ما يشفي صدورها الخاوية ولكل من وراءها تقول لهم قوموا لنجدة ومساعدة إخواننا بدلاً من شعارات الضياع وخلق الفرقة بين شعوب المنطقة.
قراءة أخرى اقتصادية لمبادرة خادم الحرمين تفيد بعمق دراسة القرارات التي يتخذها حفظه الله بحيث يحقق الفائدة القصوى منها. كانت المساعدات المعلنة اليوم على نطاقين الأول يعنى بمساعدات فورية وعاجلة لسد الحاجات الأساسية للبنانيين والفلسطينيين لمواجهة أساسيات الحياة من علاج وطعام وسقف يؤوي المتضررين. النطاق الثاني أبعد مدى من الأول وهو المبلغ الذي تم تخصيصه للبنك المركزي لدعم الوضع المالي فيه حيث إن عجزه يسبب العجز في جميع قطاعات الدولة إذ يشكل البنك المركزي في كل الدولة العامود الفقري لاقتصادياتها. هذه القرارات التي تلي دراسات شاملة لكل الاحتياجات المستقبلية والآنية تذكرني بقرارات خادم الحرمين الشريفين الداخلية إذ بدأها برفع الرواتب ومنح المكافآت لأصحاب المراتب الأقل من متوسطة ثم رفع إعانات أصحاب الدخل المحدود وزيادة رأسمال الصندوق العقاري وخفض الوقود ليحل المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها المواطن وبشكل فوري. في الوقت ذاته توالت قرارات أخرى ذات أهداف مستقبلية مثل تشجيع قطاع الاستثمار ودعم الصناعات المختلفة وإقامة التكتلات والمدن الاقتصادية وتشييد الجامعات والكليات في كل أرجاء المملكة. استراتيجية ثاقبة تقف خلف تلك القرارات تؤكد عمق النظرة وبعد الرؤية وتحقيق المنفعة القصوى على المديين القصير والبعيد لا لخدمة المواطن بل تجاوزت هذه الاستراتيجية حدود المملكة لتستفيد منها الشعوب الأخرى الذين ذهبوا ضحية شعارات لم نر منها سوى كلمات لم تتجاوز الحناجر ولم تر أرض الواقع.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved