* بيروت - تل أبيب - الوكالات:
استأنفت الطائرات الإسرائيلية في ساعة مبكرة من صباح أمس الخميس غاراتها على ضواحي بيروت الجنوبية مستهدفة معاقل حركة حزب الله الذي واصل صباح أمس قصف بلدات إسرائيل الشمالية، فيما عزَّز جيش إسرائيل قواته البرية بجنوب لبنان لكنه أقر بفقدان جندي وإصابة أربعة آخرين، غير أن المقاومة اللبنانية تحدثت عن خسائر أكبر وسط الإسرائيليين.
ومع دخول هذه الحرب أمس أسبوعها الرابع فقد بدا من الواضح تركيز إسرائيل جهودها على المعارك البرية، حيث أكَّد جيشها أمس أن أحد جنوده وعدداً من مقاتلي حزب الله قتلوا في اشتباكات عنيفة في بلدة عيتا الشعب الحدودية التي شهدت معارك ضارية ليلة الأربعاء - الخميس.
ودفعت إسرائيل بلواءين إضافيين قوامهما عشرة آلاف جندي إلى جنوب لبنان لإجبار مقاتلي حزب الله على الاتجاه شمالاً وإقامة ما تسميه إسرائيل منطقة أمنية في جنوب لبنان لمسافة تمتد إلى ستة كيلومترات شمال حدود لبنان وقبل نهر الليطاني لتقليل قدرة حزب الله من إصابة مدنها بالصواريخ.
ودوّت انفجارات عنيفة في أنحاء العاصمة اللبنانية فيما أغارت الطائرات الإسرائيلية على منطقتي بئر العبد وحارة حريك في الضواحي الجنوبية لبيروت، كما أنها قصفت شمال لبنان.
وأفادت شبكة (سي.إن.إن) الإخبارية الأمريكية في بث مباشر من جنوب بيروت بوقوع أربعة انفجارات في المنطقة خلال 30 دقيقة تقريباً صباح أمس.
وهذه أول مرة تتعرض فيها ضواحي بيروت الجنوبية للقصف الجوي منذ موافقة إسرائيل على وقف الغارات الجوية لمدة 48 ساعة يوم الأحد الماضي.
وقالت الشرطة اللبنانية إن الطائرات الإسرائيلية استهدفت المنطقة التي كانت تسمى (المربع الأمني) لحزب الله.
وجاء استئناف القصف على الضاحية الجنوبية بعد التصريحات التي أدلى بها رئيس الأركان الإسرائيلي دان حالوتس وهدد فيها بشن (هجمات جديدة في العمق اللبناني وخصوصاً في منطقة بيروت).
وكان اللبنانيون قد فروا من الضواحي الجنوبية لبيروت منذ بدء إسرائيل هجومها الواسع على لبنان في 12 تموز - يوليو الماضي.
وأعلنت قوى الأمن اللبنانية أن الطيران الإسرائيلي أغار ليل الأربعاء الخميس على منطقة عكار بشمال لبنان وللمرة الثانية خلال 24 ساعة على هذه المنطقة التي تقع على الحدود مع سوريا.
ولم تتمكّن قوى الأمن على الفور من تحديد الأهداف التي قصفها الطيران الإسرائيلي، ولكنها أوضحت مع ذلك أن القصف استهدف المنطقة نفسها التي استهدفها فجر الأربعاء ودمر فيها الطيران جسرين على بعد حوالي خمسة كيلومترات من الحدود مع سوريا.
ويربط هذان الجسران محافظة عكار بطرابلس، ثاني أكبر المدن اللبنانية، وهي تقع على الساحل الشمالي. وأحد هذين الجسرين هو جسر عرقا الذي يقع بالقرب من موقع تل عرقة الذي يعود إلى العصر الروماني وتشرف عليه منذ سنوات بعثة آثار فرنسية، ودمر الطيران الإسرائيلي أكثر من مئة جسر منذ بدء الهجوم في 12 تموز - يوليو الماضي.
وفي المقابل سقطت صباح أمس الخميس عشرة صواريخ كاتيوشا في محيط مدينة كريات شمونة بشمال إسرائيل دون وقوع إصابات أو أضرار، وفقاً لإذاعة إسرائيل.
وذكرت الإذاعة أن السلطات في نهاريا طلبت من السكان ملازمة الملاجئ والغرف الآمنة والمحصنة رغم عدم الإبلاغ عن سقوط صواريخ.
وكان حزب الله اللبناني قد أطلق خلال ساعات الليلة قبل الماضية عدة صواريخ باتجاه تجمعات سكنية في شمال إسرائيل، حيث سقطت ثمانية صواريخ في منطقة معالوت وأصابت ثلاثة منها منازل سكنية إصابة مباشرة وألحقت بها أضراراً جسيمة دون وقوع إصابات.
ومن جانب آخر ذكرت صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية أمس الأول الأربعاء أن الغارة الإسرائيلية على مستشفى في مدينة بعلبك اللبنانية نفذت على خلفية معلومات أفادت بأن الجنديين الإسرائيليين اللذين اختطفا على أيدي عناصر من حزب الله قبل ثلاثة أسابيع تلقيا العلاج هناك.
وقالت الصحيفة إنه يعتقد أن الجنديين وهما أيهود جولدواسر والداد ريجيف احتجزا لفترة قصيرة في مستودعات تحت الأرض في المستشفى التي يديرها حزب الله بعد فترة وجيزة من اعتقالهما في 12 تموز - يوليو الماضي.
وقالت مصادر أمنية لبنانية إن إسرائيل شنّت غارة على المستشفى التي أخلاها حزب الله هي وبعض المنشآت الأخرى خلال الأسابيع الثلاثة الماضية خشية استهدافها من قبل تل أبيب لأن لديها معلومات تفيد بأن الجنديين لا يزالان هناك.
|