Thursday 3rd August,200612362العددالخميس 9 ,رجب 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

أختي فوزية أختي فوزية
صالح بن محمد القاضي*

حزن عميق في القلب.. وغصة ومرارة في الحلق.. ودموع غزيرة في محاجر العيون.. وفاتها كان فاجعة، فهي شابة ولا تعاني من أي مرض أو شكوى.. لم أكن أتصور في يوم من الأيام أنها ستودع هذه الحياة الدنيا مبكراً قبل من يكبرها سناً من إخوانها وأخواتها ووالديها.. ولكنها إرادة الله التي فوق كل توقع، ولنا في الحبيب المصطفى- صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة حيث خير بين الحياة والوفاة واختار- صلى الله عليه وسلم- الرفيق الأعلى لأنه هو الذي يعلم علم اليقين أن ابن آدم في هذه الدنيا كالمستظل بشجرة، وما هذه الحياة الدنيا إلا دار ممر، والآخرة هي المستقر، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور.. وما ينزل بالإنسان من مصيبة فهي امتحان من الله لصبره وتمحيص لما علق به من ذنوب وخطايا، فإن هو صبر واسترجع فجزاؤه كما قال جل من قائل {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}والإنسان - بلا شك - عارية مستردة {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}
بعد أن أصاب شقيقتي ما أصابها ودخلت في غيبوبة دامت لأكثر من أسبوعين.. وبعد ان اختارها الله إلى جواره كنا جميعا مع إخواني وأخواتي وزوجها وأبنائها وجلين من وقع الخبر على والديها.. ولكن الذي كتب القدر أنزل الصبر والسلوان على الجميع، فكان الوالد والوالدة وبقوة إيمانهما ومعرفتهما بتدبير العلي العظيم بدءا بتلاوة القرآن والإكثار من الدعاء والاسترجاع طوال الوقت من عرف الله هانت مصيبته.. كما خفف علينا المصاب التفاف الأهل والأحباب والأصدقاء والجيران من كل مكان عزاء ودعاء ومواساة حضورية وهاتفية كل حسب استطاعته.. حفظهم الله جميعا وألبسهم ثياب الصحة والعافية ولا أراهم مكروها بحبيب.
كان والدي - أمد الله في عمره وأحسن عمله - يكتب دائما في هذه الجريدة وغيرها عن كل راحل عزيز عزاء ومواساة، ولكنه في هذه المرة أنابني لعدم قدرته العاطفية لرثاء فلذة كبده ولسان حاله يقول:


بكاؤكما يشفي وإن كان لا يجدي
فجودا فقد أودى نظيركما عندي
ألا قاتل أن المنايا ورميها
من القوم حبات القلوب على عمد
توخى حمام الموت أوسط صبيتي
فلله كيف اختار واسطة العقد

لقد كانت وفاتها يوم الخميس 9-6-1427هـ وكانت - رحمها الله - تتمتع بأخلاق عالية وعلاقات حميمة مع كل من عرفها وقرب منها من الأهل والأقارب والجيران في كل مكان تحل فيه، ويشهد على ذلك الجمع الغفير من المعزين الذين هم شهود الله في أرضه.
كما كانت تتمتع بقدرة فائقة على صلة الرحم وتفقد أحوال الأهل والأقارب في كل مكان حضورياً أو هاتفياً.. وقد عملت فترة من الزمن مربية للجيل فكانت مثالاً صادقاً وقدوة حسنة لطالباتها مع تعامل راق مع زميلاتها لهذا كان فقدها خسارة لا تعوض وثلمة لا تسد.. رحمها الله برحمته الواسعة وأسكنها فسيح جناته ولا نقول في فقدها سوى {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} و{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
* واشنطن SALKADI05@HOTMAIL.COM

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved