|
انت في"الرأي" |
|
تعليم وتوجيه الأبناء في الاتجاه الصحيح يخلق على المدى البعيد أسرة ناجحة وقادرة على إدارة شؤون حياتها بثقة واقتدار طالما كان التوجيه ممن يعقل ويدرك بواطن الأمور ويحظى بقدر متنام ومتجدد من التثقيف، وبعد النظر في تحليل المواقف وكسبها لصالحه ولصالح من يهمه أمرهم.. ومن المفترض جدلاً أن الأبناء والزوجات وهن الأكثر شراء واسرافاً أكثر من يهمون رب الأسرة، والاتجاه الصحيح في مسألة الشراء ودوافعه والصرف واتجاهاته تحدده عوامل وظروف مختلفة، ولكن كون الإنسان مدفوعا دائماً إلى تنويع المشتريات والاحتياجات بشكل متصاعد كمياً ونوعياً خاصة مع بروز دور الاعلان التجاري وتأثيره على العقليات الشرائية، فإن رب الأسرة سوف يكون أكثر مطالبة بالاهتمام بهذه المسألة من جانب توعية الأسرة وإرشادها بحيث إن تعود الزوجة أو الابن على اقتناء أي شيء يرغبون به لمجرد الاقتناء سوف تكون عواقبه وخيمة على المدى البعيد، فسوف يتولد لدى الأسرة شعور بأن كل ما يطلب يجاب بغض النظر عن أي اعتبار آخر فضلاً عن أنه في حال عدم حصول المراهق على ما يريد فقد يسعى للحصول عليه بطريقة غير شرعية أو نظامية، بعد أن يلقي بالسخط على والديه.. ومن هنا فإن تعميق وتكريس مفهوم المسؤولية مهم جداً وهو جزء من عملية التلقين والتعليم لما يقتنيه أي فرد من الأسرة أو يشتريه وبين ما لا يجب عليه السعي للحصول عليه، وأن يفرق بين ما يحتاج اليه وبين ما يريد وأن يبدأ في فهم سلم الأولويات في البيع والشراء، كما يجب أن تفقه الأسرة ما تهدف إليه الاعلانات التجارية من تسويق لمنتجات توجه للشباب والمراهقين والنساء على حد سواء لاستغلال الرغبة في التقليد والتجديد والانسياق وراء المنتجات والتقليعات الجديدة.. فالمراهق أو الشاب أو المرأة غير العاملين سوف يطالبون بمبلغ أي سلعة يرغبونها سواء احتاجوا اليها أم لم لا، وسوف يعدون ذلك عيباً إن لم يحصلوا عليها، كذلك الضغط المتواصل من الرفاق والأصدقاء بضرورة تجريب هذا المنتج أو ذاك لمجرد التجريب فقط دون الحاجة الماسة إليه، فضلاً عن كثافة المنتجات وتنوعها بالرغم من أنها تحمل نفس الخصائص حتى أن بعض الشركات تطرح دعاية جديدة وترفع سعر المنتج لمجرد تغيير الشكل الخارجي أو شكل عبوة المنتج بدعوى أن هذا تغيير، في حين هو تغيير لكنه ليس جذريا ومفيدا للمستهلك. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |