الحديث عن الرجال وأفضالهم ومواقفهم الإنسانية حديث وكما يقال ذو شجون، ولا شك أنه في الوقت نفسه مكلف من حيث التركيز واختيار الألفاظ وانتقاء المفردات التي تليق بشخصية من أردت الحديث عنه وتضاهي منجزاته؛ لأن الحديث عن الأعلام والقمم مكسب للكاتب وإضافة إلى شخصه المتواضع وقلمه النحيل وانصافاً للمتحدث عنه.
وصاحب السمو الأمير الإنسان سلطان بن محمد بن سعود الكبير - أطال الله عمره على الطاعة والتوفيق الدائم - أشهر من أن يشهر (بتسكين الشين) فقامته الباسقة الوارقة مديحها والثناء عليها أمر في غاية الصعوبة ولا يوفق له إلا موفق، فمن المستحيل تحقيق كل ما تريد من خلال مقال عابر ولكن قد يعذر الكاتب أحياناً باجتهاده وأقف طويلاً عند كلمة (قد).
فأفق سموه رحب ومأوى آمن لمن عانى من تقلبات الظروف الحياتية.
المهم أن سمو الأمير سلطان ومن وجهة نظري (مجموعة إنسان) فسموه لا يكاد ينفتح باب خير إلا ويكون من السباقين في دخوله. فقد عودنا سموه مد أياديه البيضاء في مجالات شتى منها ما هو معلن ومنها ما هو خفي.. وسوف أتطرق لبعض ما أعلن عنه من جهود سموه الخيرة. وهذا أرى أن للملتقي الحق في التحدث عنه سواء كان ذلك عبر مقالة أو بقصيدة أو من خلال المجالس. لأن هذا لا يدخل في الرياء أو النفاق الذي يمارسه البعض في حياتهم اليومية وعند أبسط الأشياء، ولكني أرى أن ذلك صدى طبيعي وردة فعل طيبة لهذه المواقف المباركة وفي نفس الوقت تشجيع سموه وحثه على المواصلة في هذه الأبواب الإنسانية الخيرة واستثارة لبعض الأخوة أصحاب الأموال الطائلة في التأسي بسموه وأمثاله. لأن المال الذي ينفع هو ما تقدمه لك في (يوم لا ينفع مال ولا بنون) والله سبحانه وتعالى أثنى على عباده الذين ينفقون في السر والعلن حيث قال: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ}(29)سورة فاطر.
ففي مجال الصحة قام سموه بإنشاء مراكز غسيل الكلى في العديد من مناطق المملكة، وكأني أرى من طالته هذه المكرمة وهو يرفع اكف الضراعة لمن يجيب الدعاء ويحقق الرجاء أن يجزل لسموه المثوبة والأجر وأن يلبسه ثوب الصحة والعافية.
وفي المواصلات تم ربط محافظة تربه بهجرة الحيانية بخط إسفلت وبطول يصل إلى 100 كيلو متر وعلى نفقة سموه؛ مما أدى إلى تذليل صعوبة الطريق ووعورته لساكني هذه المناطق.
كما قدم سموه الكثير من المولدات الكهربائية لعدد من الهجر والقرى بالإضافة إلى حفر الآبار الارتوازية وجعلها موارد لأبناء البادية.
وكذلك قام سموه بإعتاق العديد من الرقاب من خلال جاهه أو ماله وتسديد ديون كثير ممن أدخلتهم ديونهم دهاليز السجون. أيضاً تبنى سموه جائزة المراعي لدعم الإبداع والمبدعين.. وفي المجال الرياضي دعم سموه أهل الخيل من خلال بطولة عز الخيل التي تنظم سنوياً في جميع ميادين الخيل المعتمدة في المملكة، حيث تقدر جوائزها السنوية بأكثر من خمسة ملايين ريال، كذلك نظم سموه أول مسابقة تعنى بمزايين الإبل وكان ذلك في عام 1415هـ في أم رقيبة وهذان الدعمان ساهما إسهاما مؤثرا وفعالا في ازدهار أسعار الإبل والخيل واهتمام الناس وتمسكهم بها.
لا شك أن أمانة منطقة الرياض تقوم بجهود جبارة مشكورة وهذا الأمر لا يستغرب منهم خاصة إذا وضعنا في الحسبان أن من يقف وراء نجاحاتها هو صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، فمن طبيعة عملهم ما يعنى بترقيم شوارع العاصمة وتسميتها بأسماء ممن شرفوا تاريخنا المشرق قديماً وحديثاً من الرموز والإعلام. وهذا يعتبر تكريما وإنصافا لجهود هؤلاء الأفذاذ.
ولكن لدي اقتراح وطلب في الوقت نفسه فلقد قمت مؤخراً بالاتصال بالأمانة وأخبرني أحد الاخوة موظفي الترقيم والتسمية أن من نظام الأمانة أن تتم تسمية الشوارع وفق معايير وأسس معينة، ومنها أن يكون صاحب الاسم متوفى أو حاكم دولة.
وهذه وجهة نظرهم واحترمها تماما، ولكن ألا يرون أن تكريم رجالات الوطن ورموزه أفضل واجدى لو كان المكرم على قيد الحياة حتى يكون هذا التكريم دافعا له ولغيره على بذل المزيد من العطاء. ثم ما المشكلة أن يعدل بعض نظام الأمانة وفق ما يتماشى مع المصلحة العامة لان هذا الأمر ان حدث فهو أمر محبب ويدل على التطور ومواكبة عجلة التقدم الذي تعيشه مملكتنا الغراء.
لذا فانني أطالب بضرورة تكريم سمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير بوضع اسمه على أحد شوارع العاصمة. وكذلك غيره ممن نفخر بما حققوه من إنجازات وإبداعات تصب في مصلحة الوطن كالدكتور الربيعة الذي أعطى مؤشرا قويا على تطور الطبيب السعودي ووضعه في مكانة تليق به على مستوى العالم وغيرهم الكثير والكثير.
إنني أتوقع أن أنال الشكر من جميع من يقرأ مقالي هذا وتأييدي فيما ذهبت إليه الا شخص واحد هو سمو الأمير سلطان الذي أتوقع أن يعاتبني ولكني أقول لسموه لك حق عاتبني ولك حق وأرضيك.
|