Thursday 3rd August,200612362العددالخميس 9 ,رجب 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"صيف حائل"

وسط حضور فاق التوقعات وسط حضور فاق التوقعات
شعراء مهرجان الشعر الخليجي يعطرون سماء حائل بعذب القصيد

* حائل - حمد الغصوني
تعددت أسماء الشعراء ولكن بقي الحضور كبيراً جداً ليتفق الجميع على نجاح مهرجان الشعر الخليجي الثاني والذي جاء ضمن مهرجان حائل السياحي (ياطيب ملقاكم) ..
خمس أمسيات احتضنها مسرح المغواة حلق فيها عشرة شعراء وبحضور محبي وعشاق الشعر في سماءات الإبداع والكلمة المميزة..
الأمسية الأولى .. أحياها الشاعران السعودي سعد بن جدلان والكويتي فيصل العدواني وأدارها بمهارة عالية ناصر المجماج (عريف الأمسية) واستنطق الشاعرين للبوح بما هو جديد كما أن التفاعل الجماهيري الكبير حفز الشاعرين للغوص في أعماق دواوينهم لإرضاء تلك الجماهير الحاضرة.
ابن جدلان حفز الجماهير بقصيدته الأولى في الأمسية (ونّ ابن جدلان من لا يعن لاعه) والتي اختارها بعناية ليصافح بها جماهيره الحاضرة مما حدا بالعدواني بالرد عليه بقصيدة جديدة كتبها في حائل أتبعها وسط تصفيق كثيف بقصيدة(علم الجزائر)والتي رثى بها الفقيد طلال الرشيد وقاطع الجمهور كثيراً العدواني أثناء إلقائه للقصيدة بعواصف من التصفيق.
وتوالت القصائد من الشاعرين فقام ابن جدلان بإلقاء قصائد:الهبوب الباردة ويا وليفي ومعكازي وحبكم و يارجلي وياتل قلبي ويالله وvxr الذهبي ويايبه والصدق ورفحاء بينما اختار العدواني قصائد:غير صالح للنشر وأهل الحدادة وحائل وعلم الجزائر و نرجسية وهيه و ابسولف والردية و الليلة ولا تعاتبني ويا حمود.
وفاجأ الشاعر فيصل العدواني جماهيره بعد منتصف الأمسية بطلبه منهم السماح له بالاستمتاع والإنصات لسعد بن جدلان وقال:اسمحوا لي هي فرصة طالما انتظرتها لحضور أمسية للشاعر الكبير ابن جدلان إلا أن الجماهير انقسمت إلى قسمين الأول رافض للطلب والثاني قابل للطلب بشرط إعادة قصيدة(علم الجزائر) الذي رثى بها طلال الرشيد فما كان من عريف الأمسية إلا مطالبة العدواني بالاستمرار في الأمسية فواصل إبداعاته بإلقاء قصيدة الإشاعة التي أبان أنها جاءت قبل فترة من الوقت إبان الإشاعة التي عصفت بالمواطنين الكويتيين بأن مجلس الأمة الكويتي سيلغي قروض المواطنين الكويتيين مما جعل الكويتيين يأخذون قروضاً إضافية إلا أن القرار لم يظهر وورطت الإشاعة الآلاف من الكويتيين.
الأمسية الثانية .. تجاوز عدد حضورها 3600 متفرج من جمهور الشعر ومحبي الشاعرين الكويتي عبد الله بن علوش والسعودي فيصل اليامي، وبدأت الأمسية بمقدمة جمالية أبدع فيها عريف الأمسية العماني: حميد البلوشي الذي عرف كل شاعر بمقدمات شدت انتباه الحضور بقوة، وكانت البداية مع الشاعر الكويتي عبد الله بن علوش ثم الشاعر فيصل اليامي الذي استفتح قصائده بقصيدة:للمجد في رجال حائل علامات و واصل اليامي تألقه بقصائد تفاعل معها الجمهور ، وقد اختار اليامي أن تكون ثاني قصائده عن الوطن وحب الوطن وكأنه يستحث الجمهور حين عزف على أوتار القلوب قصائد مختارة تفاعل معه الجمهور كثيراً، وكان للنقد حضور بارز في قصائد الشعراء حيث انتقد اليامي بقصيدة له توجه الشباب نحو بعض أغاني الفيديو كليب وتطرق لعدد من الأسماء المثيرة في الساحة كشعبان عبد الرحيم وفيديو كليب البرتقالة والمغنية روبي وفي نهاية القصيدة التي قاطعه فيها الجمهور أكثر من مرة نسي اليامي آخر الأبيات فعلّق عريف الأمسية على ذلك بقوله مازحا (أن السبب في ذلك هو ذكر الفنانة روبي وأنها قد تكون دعت عليه فأصابت دعوتها) .
ثم استلم القيادة مرة أخرى الشاعر الكويتي عبد الله بن علوش بقصيدة عن الحب أعقبها بقصيدة أخرى مناقضة لها تماماً حيث قال (الآن بقولكم قصيدة عكس السابقة تماماً) وقال فيها: اللي يقول الحب موجود كذاب، وذكر فيها أن الحب الصحيح هو حب الوطن وحب الأهل وفي نهاية القصيدة تبادل الشاعر الابتسامة مع عريف الأمسية الذي علّق على قصيدة ابن علوش وانتقاده للحب واصفاً الشاعر بأنه قال عن نفسه (نصاب) مما زاد في تفاعل الجمهور الذي بادلهما الابتسامة بالتصفيق الحار .
ثم أضاف عريف الأمسية موجهاً كلامه للجمهور أن (فيصل اليامي أيضا صرّح بأنه يكذب أحياناً عندما يكتب عن الغزل ولكنه دائماً يكون صادقاً في القصائد الاجتماعية) ثم رد اليامي على ذلك بقصيدة اجتماعية عن ذكريات الطفولة والبراءة وأيام الدراسة الابتدائية ومشاغبة التلاميذ في الصف .
كما ألقى قصيدة تميزت بمفردات تشغل عامة المجتمع كالأسهم والاكتتاب ثم أتى الشاعر على أبيات داعب فيها زميله الكويتي حين قال: (كنه هدف ماجد بمرمى الكويت) وحينها صفق الجمهور طويلاً وسط ابتسامة وهمسات أخوية بين الشاعرين وعريف الأمسية في جو من الحميمية التي تبين مدى عمق العلاقة الأخوية التي تربطهما كأشقاء ، وعلّق ابن علوش أن لديه رداً على فيصل ولكنه يخشى أن (يزعل الجمهور)، ولكن الجمهور كان أكثر تفاعلاً وحميمية مع الشعراء فطالب الجمهور ابن علوش بأن يعلق على ما قاله الشاعر اليامي فقال ابن علوش: (من عشرين سنة وانتم تفوزون وتستاهلون، ولكن لا تنسون ثمانية ألمانيا)، وقد تفاعل الجمهور كثيراً مع هذه الوقفات بحماس ألهب القاعة تصفيقاً وتشجيعاً حيث اكتظت القاعة بالجماهير الذين استمتعوا بأجواء الشعر وروح الأخوة الخليجية ومداعبات الشاعرين بتحريض من عريف الأمسية الذي أبدع في استنطاق المشاعر الكامنة لدى الشاعرين ولدى الجمهور الذي تابع بعضهم الأمسية وقوفاً حيث امتلأت القاعة والصالات التابعة لها بالكامل.وواصل الشاعر ابن علوش تألقه في ظل هذا التفاعل الكبير حين ألقى قصيدة الخيال التي قال إن مناسبتها عندما سألته منى عن سبب تغنيه ب (ميّ) في الكثير من قصائده وقال أنه أجابها بأن ما دعاه لذلك هو: أن (مي) شخصية خيالية . فقالت: ما فائدة الخيال؟ فأجابها بقصيدة توضح سبب تغنيه بها ومنها:
الخيالية معاشرها حلال
والحقيقية حرام وما يليه.
وكان عريف الأمسية حاضرا مع كل القصائد حين علق على قصائد ابن علوش قائلا: منى ، مي، أماني ، أحلام !!
فرد عليها ابن علوش بسرعة: وغيرهم واجد!
فضحك الجمهور طويلاً قبل أن ينتقل الشعر إلى فيصل اليامي وقصيدة التحدّي والتي عبّر فيها عن ثقته بنفسه كشاعر له جمهور ويقدم الشعر ببراعة ، ثم عاد المايكروفون مرة أخرى لابن علوش الذي قال مخاطباً الجمهور: (أشوف الجمهور هادئ! تبون نشعللها؟ فصاحت الجماهير: شعللها. ثم ألقى بحماس قصيدته:(أولعها).
وختم ابن علوش قصائده بقصيدة قال عنها أنها قصيدة عزيزة على قلبه وكتبها (من القلب) ثم ختم اليامي ليلة الشعر وعذب الكلام بقصيدة كانت هي مسك الختام ، وكان عريف الأمسية يعتذر للجماهير عن انتهاء الوقت المحدد من قبل المخرج مع أن الجمهور لا يزال في شغف لمزيد من الشعر ومتابعة فارسي الأمسية .
الأمسية الثالثة .. وأحياها الشعراء السعودي عبد الله بن راجس و الكويتيان مطلق النومسي وفالح بن قشعم حيث أمتعوا فيها الجماهير الحاضرة بكثافة و لم يجد يوسف بن محمد عريف الأمسية من مملكة البحرين أي صعوبة في إدارتها بالنظر لشعبية الشعراء الثلاثة لا سيما وقد تفاعلت الجماهير مع إبداعاتهم واحتل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بمناسبة ذكرى البيعة الأولى لتوليه مقاليد الحكم مركز الصدارة في قصائد شعراء الأمسية وسط عواصف من تصفيق الجماهير المحتشدة في الصالة الرئيسية في متنزه المغواة.
وألقى ابن راجس قصيدتين حواريتين بينه وبين الشاعر سلطان الهاجري الذي كان من ضمن حضور الأمسية، وقدم الشاعر الكويتي مطلق النومسي قصيدة وصف فيها محبته لمنطقة حائل ودولة الكويت إضافة إلى قصيدة عن الأمير سلطان بن سلمان الأمين العام للهيئة العليا للسياحة، وواصل الشاعر الكويتي فالح بن قشعم على نفس الوتيرة بإلقائه لقصيدة عبر بها عن حبه لشعب المملكة وتفاعل معها الجمهور كثيراً.
الأمسية الرابعة .. غاب عنها الشاعر العراقي كريم العراقي وأحياهابندر الطلال السعيد ومحمد المعرفي الشاعران الكويتيان وكان فرحان المطرفي عريفاً للأمسية والتي أدارها بكفاءة عالية.
وأظهرت الأمسية مدى الكرم الذي يتمتع به الشاعر الكويتي محمد المعرفي الذي أجاد كثيراً في مصافحة جماهير الأمسية بعدد من القصائد عن حائل والكرم المتأصل في نفوس أهالي المنطقة.
واتفق دون ترتيب مسبق السعيد والمعرفي على إلقاء عدد من القصائد الوطنية في السعودية والكويت ومايجمع أهالي الدولتين من محبة وأواصر قربى بيد أن المعرفي زاد على ذلك بقصيدة رائعة عن جهود السعودية في مكافحة الإرهاب مبيناً أن ما أصاب السعودية جراء التفجيرات الآثمة خلال الفترة الماضية لم يصب السعوديين فقط بل تجاوز ذلك ليصيب المواطن الكويتي وكل مواطن عربي ومسلم.
وأكد المعرفي بأن جميع القصائد التي ألقاها في الأمسية هي قصائد خاصة جداً لأن الجمهور الحاضر يستحق ذلك.
في حين كان لبندر السعيد وقفة مطولة مع الجماهير عندما تغنى بأرض حائل كاشفاً أن عشقه لهذه الأرض يعود لقربه لأهل المنطقة والصداقات الحميمة التي تجمعه مع عدد من الأهالي.
وامتازت تلك الأمسية بحضور جماهيري جيد إلا أن الملاحظ هو توافد المواطنين الكويتيين والقطريين بجانب السعوديين .
الأمسية الخامسة .. وكانت مسك الختام ولم تكن أمسية عادية ، بل كانت متفرّدة حتى في ترتيباتها ، ولم تكن طاولة الشعر حاضرة كما جرت العادة في مثل هذه الأمسيات، بل كانت منصّة خصصت لمسك الختام مع طلال السعيد والتي قدم لها الإعلامي المتميز محمد المري الذي تميّز فعلا بتقديم الشاعر (غير العادي) والذي لا يمكن أن يقدّم له بسهولة ، فكانت مقدمة تليق بشاعر الختام الشاعر الكويتي المبدع طلال السعيد . وبعدها طلب عريف الأمسية من الشاعر الذي كان يجلس في الصف الأول مع الحضور أن يشدو ببحور الشعر وعذب القصيد فأجابته الجماهير بتصفيق حار تواصل حتى اعتلى الشاعر المنصة ليبدأ التحليق مع ما قدر بخمسة آلاف من الحضور ضاقت بهم القاعة .
وقال السعيد في بداية الأمسية : (قُدّمت لي عدة دعوات لإقامة أمسيات في أكثر من مكان ولكني اعتذرت عنها ولبيت دعوة مهرجان حائل) ،وقال: (قطعت إجازتي وجيت هنا عشان حائل) وهنا قاطعه الجمهور بتصفيق طال كثيراً حتى واصل الشاعر حديثه بالقول: (إنني لم ولن أرفض أي دعوة تقدم لي من أي شخص من أهل حائل ولو دعيت لحفل زواج أحدكم في حائل لحضرت) فضجت القاعة مرة أخرى بالتصفيق والوقوف ترحيباً وتكريماً لقامة من قامات الشعر الشعبي على مستوى الخليج والوطن العربي ، وهكذا كانت البداية كما أرادها السعيد حيث تسامر مع جماهيره ومحبيه كاسراً كل الحواجز المعتادة وحاملاً الجماهير إلى جو من الألفة بعيداً عن الرسميات والروتين المعتاد ليكون واحداً منهم وقريباً لهم بقلبه وشعره . وحين بدأ قال: (إنني حقيقة لم أستطع أن أكتب قصيدة لحائل وحاولت كثيراً أن أكتب ولكني أرجع وأمزق ما كتبته لأني حين أعيد قراءته أجده لا يفي حائل وأهل حائل ، لأنها أكبر من القصيد) ثم ألقى أول القصائد والتي كان مطلعها:(ماهي حايل ولو إن الاسم حايل).
وبعد أن أكمل قصيدته قال: لا نستطيع أن نتجاوز لبنان!!
تعلمون ما يحدث لإخواننا في لبنان!!، ولدي قصيدة كتبتها وكنت لا أود قولها الليلة ولكن ما يحدث شيء مأساوي لا يمكن تجاوزه وهنا وافقه الجمهور مؤيداً ما قاله بتصفيق متواصل وكأن الجمهور يطلب منه أن يعبر عما في نفوسهم تجاه ما يحدث للأشقاء في لبنان، وتحدث الشاعر السياسي (عضو مجلس الأمة الكويتي سابقاً) عن تفاصيل العدوان الغاشم والاضطهاد الأليم من قبل قوات العدو الإسرائيلي على لبنان حيث استعاد السعيد تاريخ حروب لبنان وعدوان الصهاينة ومجازر صبرا وشاتيلا وقانا وغيرها من الجرائم الصهيونية كما يقول في قصيدته (كأن الحرب مكتوبة على لبنان وأجياله!!).
هنا وبعد نهاية قصيدة لبنان أراد الشاعر تحويل اتجاه الشعر من القضايا والسياسة إلى الغزل فقال:
ألحين عاد بنتغزل!
ثم ألقى قصيدة: اعترف لك يالحبيبة ..
وبعد أن تغزل السعيد بأسلوب تفاعل الجمهور معه كثيراً توقف قليلاً وقال:
(اللي يبي السياحة الجادة يأتي لحائل أو يذهب لصلالة).
ثم امتدح موقع حائل سياحياً معدداً مزايا حائل الطبيعية وجوها الذي يستحق الزيارة وأن تتصدر به المناطق السياحية في المنطقة والخليج عموماً . وكان لهذه الدعوة صدى كبير انعكس على ردة فعل الجمهور الذي حيّا هذه الدعوة مردداً (الدار دارك يابو بندر) وألقى الشاعر قصيدة صلالة بعدها قصيدة الألفية .
وكان لسلاسته وأسلوبه السهل الممتنع الدور الكبير في تفاعل الجمهور مع قصائده وكان السعيد صريحاً ومباشراً كعادته في كل أمسياته ولعل صراحته هي التي كانت عامل ارتياح واستمتاع بكل ما يقدم من قصائد كأن يذكر بعض ظروف أو مواقف قصائده .
وبعد هذه القصيدة أشار للجمهور فاتحاً الباب لهم بطلب ما يريدون من قصائده فكانت قصيدة (مناحي) أولى الطلبات من الجماهير التي تعددت طلباتها بتعدد وغزارة شعر السعي ،إلا أنه تهرب من إلقائها بقوله مازحاً (مناحي خليناه بالكويت)، وكانت قصيدة (قالت بدو) هي الأكثر طلباً بعد تخطي الشاعر لقصيدة مناحي، وكان تجاوب الجمهور بترديد الكلمات مع الشاعر يدل على قوة القصيدة وتميزها وكذلك حب الجماهير وحفظهم لقصائد الشاعر حيث لم تكن هي الوحيدة التي رددها الجمهور معه ومن ثمّ عاد السعيد ليلقي قصيدة الافتتاحية التي كتبها لحائل وأهل حائل وكأن الجمهور لأول مرة يسمعها حيث بادلوه الإطراء بالحب وترديد عبارات الترحيب والإعجاب وكانت هي مسك الختام لأمسية هي مسك الختام لمهرجان أجمع الكثيرون على نجاحه .

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved