أصبح تصلُّب الشرايين من أمراض العصر لأنّ هناك علاقة وطيدة بين حدوث تصلُّب الشرايين والسمنة وتصلُّب الشرايين كما يقول الأطباء مصطلح طبي يطلق على حالة تجمع وتراكم المواد الدهنية على طول جدران شرايين الجسم، مؤكدين أنّ تراكم الدهون على جدران الشرايين يؤدي إلى انفصال أجزاء صغيرة من هذه التراكمات وانتقالها عبر الدم محدثة انسداداً لشرايين أخرى صغيرة، وبالتالي حدوث جلطة في مكان بعيد عن مصدر هذه الجلطة .. وعن أسباب تصلُّب الشرايين والعوامل المساعدة على حدوثه، التقينا الدكتور محمد هيثم عودة استشاري أمراض الأوعية الدموية.
تصلُّب وجلطة
* ممكن أن تعرِّف لنا تصلُّب الشرايين، وهل يؤدي تصلُّبها إلى حدوث جلطة؟
- تصلُّب الشرايين مصطلح طبي يُطلق على حالة تجمُّع وتراكم المواد الدهنية على طول جدران شرايين الجسم، تلك المواد التي مع مرور الزمن تصبح كثيفة وقوية مسببة تضيُّق الشرايين وربما انسدادها، الأمر الذي يؤدي إلى ضعف تدفُّق الدم عبر هذا الشريان للعضو الذي يغذيه الشريان، فيؤدي ذلك إلى ضعف حيوية ووظيفة هذا العضو، وأما إذا حصل انسداد كامل لهذا الشريان، فإنّ ذلك يؤدي إلى موت العضو أو ذلك الجزء منه المعتمد على هذا الشريان مثل حدوث موت جزء من عضلة القلب نتيجة لانسداد الشريان التاجي الذي يغذي هذه العضلة، وفي بعض الحالات يؤدي تراكم الدهون على جدران الشرايين إلى ضعف جدار الشريان وبالتالي تمزُّقه وحدوث النزيف مثل النزيف الذي يحدث في المخ محدثاً السكتة الدماغية عند كبار السن.
وفي حالات أخرى يؤدي تراكم الدهون على جدران الشرايين إلى انفصال أجزاء صغيرة من هذه التراكمات وانتقالها عبر الدم، محدثة انسداداً لشرايين أخرى صغيرة وبالتالي حدوث جلطة.
الأسباب والعوامل
* ما هي أسباب تصلُّب الشرايين والعوامل المساعدة على حدوثها؟
- أسباب تصلُّب الشرايين والعوامل المساعدة على حدوثها كثيرة، ولكن لا بد أن نعلم أن تصلُّب الشرايين من المشكلات الشائعة التي تصيب الشرايين، حيث تتراكم الدهون والكوليسترول على جدران هذه الشرايين.
وهو يحدث لكل إنسان ضمن متلازمة التقدم في العمر والشيخوخة, وهناك أسباب وعوامل تؤدي إلى حدوث مبكر وشديد لتصلُّب الشرايين وبالتالي حدوث مضاعفاتها وعواقبها في سن مبكرة من عمر الإنسان، ومن هذه العوامل والأسباب الاستمرار في التدخين، وعدم ممارسة الرياضة والتمارين البدنية ومرض السكري، وارتفاع ضغط الدم.
التشخيص والأعراض
* ما هي أعراض وعلامات مرض تصلُّب الشرايين، وكيف يتم التشخيص؟
- تصلُّب الشرايين عادة لا يكون مصحوباً بأيِّ أعراض أو علامات حتى يتأثر سريان وتدفُّق الدم تأثُّراً شديداً مؤدياً إلى نقصان في تروية وغذاء الأعضاء، وهنا تظهر الأعراض والعلامات والتي يعتمد نوعها على نوع العضو الذي تأثر، وفي حالات كثيرة يكون هناك أكثر من عضو يعاني من وجود نقصان في تغذيته بالدم نتيجة لتضيُّق الشرايين التي تغذيها بسبب مرض تصلُّب الشرايين.
ومن هذه الأعراض والعلامات الآتي: ألم الصدر نتيجة لنقصان التروية الدموية إلى عضلة القلب وخاصة إذا حاول الشخص أن يبذل مجهوداً، ذلك أنّ حاجة عضلة القلب للدم أثناء الحركة يزيد عما هو عليه أثناء الراحة والاسترخاء، وقد يحدث ألم في الساقين إذا تأثرت شرايين الرجلين بمرض تصلُّب الشرايين وهي حالة تحدث لكبار السن، حيث نراه مثلاً يمشي لفترة ثم يتوقف نتيجة لحدوث الألم ثم يمشي مرة أخرى وهي العلامة التي تسمى العرج المتقطِّع نتيجة لتصلُّب شرايين الأطراف السفلية, وفي الحالات المتأخرة يحدث ألم الساقين حتى أثناء الراحة، وتشخيص مرض تصلُّب الشرايين فإنّ هناك عدداً من الفحوصات والقياسات الطبية التي تساعد في تشخيص مرض تصلُّب الشرايين مثل: قياس نسبة الدهون والكوليسترول في الجسم، التأكد من فعالية وظيفة الكلى والكبد، التأكد من عدم وجود مرض السكري، واستخدام جهاز لموجات فوق صوتية مع الدوبلر لقياس سرعة الدم في الشرايين، بالإضافة إلى قسطرة القلب لتشخيص أمراض شرايين القلب عن طريق حقن الصبغة فيها، استخدام جهاز التشخيص المقطعي للجسم، استخدام الأشعة الملونة للشرايين.
* المضاعفات .. وهل هناك مضاعفات قد تحدث من مرض تصلُّب الشرايين؟
- أما مضاعفات مرض تصلُّب الشرايين فمنها: حدوث أمراض القلب مثل الذبحة الصدرية وجلطة القلب، حدوث السكتة الدماغية، والإصابة بجلطة الشريان المغذي للأطراف السفلية، ارتفاع ضغط الدم، تأخر وضعف حيوية ووظيفة أعضاء الجسم المختلفة مثل ضعف حركة الضعف الجنسي للرجل وحدوث ضعف في البصر ووظائف المخ العليا مثل ضعف الذاكرة.
العلاج والوقاية
* كيف يتم علاج مرض تصلُّب الشرايين والوقاية؟
- إنّ علاج مرض تصلُّب الشرايين يكون بعدّة طرق من أهمها: التشخيص والعلاج المبكر لأمراض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة الدهون والكوليسترول في الدم، ويساعد في ذلك، استخدام بعض العقاقير التي تقلل حدوث نسبة الجلطات عن طريق التأثير في تخثر الدم مثل الاسبرين وبتقليل من مستوى الدهون والكوليسترول في الجسم باستخدام بعض العقارات الحديثة لكلّ من فصيلة statines إضافة إلى ضرورة التوقُّف عن التدخين إذا كان المريض مدخناً، والإقلال من تناول الأغذية ذات الدهون العالية والكوليسترول، والحفاظ على ممارسة الرياضة, وطبعاً يوجد علاج خاص لكل مرض.
|